إنّ الطيبة من الصفات والأخلاق الحميدة، التي يمتاز صاحبها بنقاء الصدر والسريرة، وحُبّ الآخرين، والبعد عن إضمار الشر، أو الأحقاد والخبث، كما أنّ الطيبة تدفع الإنسان إلى أرقى معاني الإنسانية، وأكثرها شفافية؛ كالتسامح، والسكينة، والإخلاص، والبعد عن الوساوس، وأحاديث الشيطان، لكن رغم رُقي هذه الكلمة، إلا أنّ بعض الناس يصفون الطيّب بضعيف الشخصية، وفي هذا المقال سوف نكتشف إذا ما كان الطيب ضعيف الشخصية أم لا.
يعرف صاحب الشخصية القوية، بأنّ أحداً لا يستطيع التطاول أو التجرّؤ عليه، أو سلب حقوقه، وإذا ما حدث ذلك فإنّه يمتلك القدرة على إنصاف نفسه، ووضع الآخرين عند حدودهم، لكن الشخص الطيّب يسلك منهجاً آخر في الحياة، ألا وهو ترك الأمور تجري كما هي، والترفع عن إيذاء الآخرين، وإن أقبلوا هُم على ذلك، والصفح عنهم عند رجوعهم عن الخطأ، كما أنّ طيّب القلب لا يفّكر بالانتقام، أو إيقاع الآخرين في المشاكل؛ لأنّه مقتنع أن الله سيأخذ له حقّه ولو بعد حين، وفي هذا الإطار يتحدث العقلاء عن أنّ الطيبة قوّة على مواجهة كيد الشيطان، والطُرق التي يتبعها لغواية الإنسان، وليس ضعفاً في الشخصية، كما يصطلح كُثُر على تسميتها.
كل شيء في الحياة، يجب أن يكون موزوناً ومُعتدلاً، بما في ذلك المحبة التي هي ناتجة عن طيبة الإنسان، وحسن خلقه، حيثُ أمرنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أن نُحب الآخرين في حدود المعقول، وعندما يحدث ونبغضهم، أن نبغضهم أيضاً وفق حدود المعقول، ولا تجوز المبالغة في الحالتين.
قد يحدث أن تُعمي الطيبة الإنسان الزائدة عن حقيقة مجرى الأمور، ورؤية الحقيقة بأكملها، من باب حسن ظنه بالآخر، واعتقاده أنّ جميع الناس مثله، لا يمتلكون إلا الصفاء والمحبّة، ما يدفعهم بالمقابل إلى استغلاله، وخداعه في كثيرٍ من الأحيان، لذا يجب على الإنسان ألا يكون مُتهاوناً مع الظالم، حتى يرتدع، وفي ذات الحين يصفح عنه، إذا ما تأكّد من عدوله عن الشر والظلم، مع الاحتراس من الأشخاص الذين يُعرفون بالمكر، وتلوّن الوجوه، فالمؤمن لا يُلدغ من جحره مرتين.
للطيبة في حدودها، فوائد جمّة للنفس، ولعموم الأفراد في المجتمع، سوف نذكرها في الفقرة الآتية: