طائفة الحشرات في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
طائفة الحشرات في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

طائفة الحشرات في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.

 
تعد الحشرات أكبر طوائف مفصليات الأرجل؛ إذ يزيد عدد الأنواع المعروفة منها على 800 ألف نوع  ،  وتعد أكثر أنواع الحيوانات انتشارًا في العالم، وأكثرها تنوعًا وعددًا، وهي حيوانات أرضية المعيشة غالبًا، إلا أن بعضها يعيش في المياه العذبة، وبعضها يقطن الشواطئ، وقليل منها بحري المعيشة. وتعد الحشرات اللافقاريات الوحيدة التى تقدر على الطيران، وينقسم جسمها إلى ثلاث مناطق واضحة هي: الرأس، والصدر، والبطن. ويتكون الرأس من ست حلقات مندمجة تحمل أعضاء الحس، المتمثلة بزوج من قرون الاستشعار، والأعين البسيطة والمركبة، وأجزاء الفم المتحورة لتناسب طبيعة تغذية الحيوان. والصدر ثلاث حلقات هي: الصدر الأمامي، والمتوسط، والخلفي، ويحمل أعضاء الحركة التي تتمثل في ثلاثة أزواج من الأرجل (في جميع الحشرات)، وزوجين من الأجنحة في الحشرات المجنحة، وقد يتحور الزوج الثاني أو يختزل (كما في الذباب)، وقد ينعدم وجود الأجنحة في بعضها (كما في القمل)، وتصبح عاجزة عن الطيران. أما البطن فيتكون من 6 - 11 حلقة، ولا تحمل حلقات البطن في معظم الحشرات الكاملة أي نوع من الزوائد سوى الملامس، والقرون الشرجية، وأعضاء التناسل الخارجية، ويتم التنفس بطرق متعددة منها: القصبات الهوائية (الحشرات الأرضية)، والخياشيم القصبية (الحشرات المائية)، وجدار الجسم الرقيق (الحشرات الطفيلية). والتحول والنمو في الحشرات غير متجانس، إلا أنها تمر بمراحل نمو متتالية حتى تصل إلى الطور اليافع ثم البالغ، وتمر بعض الحشرات في تحول ناقص (بيضة، حورية، حشرة كاملة)، أو تحول تام (بيضة، يرقة، خادرة، حشرة كاملة).
 
وللحشرات أهمية اقتصادية، كما أن لبعضها أضرارًا صحية واقتصادية على الإنسان وحيواناته ومزروعاته. وتصنف طائفة الحشرات إلى أكثر من 26 رتبة، فيها نحو 1000 فصيلة، وعدة آلاف من الأجناس. ومن رتب الحشرات ما يأتي:  
 
أ - رتبة الصراصير (Order Dictyoptera):
 
هي حشرات خارجية الجناح صغيرة إلى كبيرة الحجم، ويصل طولها إلى 7سم، وقد وصف منها تقريبًا 3500 نوع على مستوى العالم تتبع ثماني فصائل، ويوجد منها في المملكة الصرصور الأمريكي، والشرقي، والألماني.
 
الصرصور الأمريكي (Periplaneta americana L).: 
 
هو من فصيلة الصراصير (Family: (Blattilidae))، حيث يوجد نحو 550 نوعًا من الصراصير في العالم، وتنتمي إلى أجناس متعددة. ويتميز هذا النوع بلونه البني، والأجنحة فيه لكلا الجنسين تفوق طول البطن. وللإنسان دور كبير في انتشار هذه الأنواع واستقرارها في مناطق العالم المختلفة، وينتشر هذا النوع في جميع مناطق المملكة العربية السعودية، وعادة ما يعيش في مجاري الصرف الصحي والبالوعات وغيرها من الأمكنة القذرة، ويتجول بين المأكولات وأواني الطعام عند مروره عليها؛ ما يجعل من هذه الحشرة ناقلاً ميكانيكًا لعدد من مسببات الأمراض.
 
تضع الإناث بيضها الملقح في أكياس وقائية مسننة الحافة ذات لون بني غامق، وتعرف هذه بـ (القارب)، ويختلف عدد الأكياس باختلاف النوع؛ فأنثى الصرصور الأمريكي مثلاً تضع 90 كيسًا خلال حياتها، في كل كيس 16 بيضة، وتحمل الكيس في مؤخرة بطنها مدة تصل إلى أسبوع، ثم تضعه قبل الفقس بقليل في الشقوق، أو الفجوات، أو الأركان، أو خلف الدواليب، أو داخلها، وعادة ما يفقس البيض بعد فترة شهر، وتخرج الحوريات، ويكون لونها فاتحًا عند الفقس، ثم ما تلبث أن يدكن لونها عند تعرضها للجو وللأكسجين؛ ما يجعلها تنسلخ ثلاث عشرة مرة خلال مدة قد تصل إلى السنة، ومن ثم تنسلخ إلى الحشرة الكاملة. وتتغذى الصراصير على مواد الطعام، ولا ينشأ ضررها من قيمة ما تستهلك من غذاء، ولكن في ما تخلفه من براز وفضلات، وما تتقيؤه من إفرازات ذات رائحة كريهة ومميزة. وتتميز الصراصير بالعدو السريع؛ إذ إنها رشيقة القوام، وأرجلها متساوية في الحجم؛ ما يساعدها على التجوال والفرار من الأعداء.
 
وتعد الصراصير عائلاً وسيطًا لبعض الديدان التي تتطفل على الحيوانات المجترة وعلى الإنسان، مثل: بيض الدودة الشريطية، والإسكارس، والأنكلستوما، والبلهارسيا، مع أنها تنقل البكتيريا المسببة لمرض الجذام، ومرض الطاعون، والبكتريا المسببة للإسهال عند الأطفال، وبكتيريا التسمم الغذائي (السالمونيلا)، وبكتيريا التيفوئيد، والبكتيريا المسببة لحبوب الوجه والدمامل والخراجات، كما تنقل بعض الفطريات المسببة لمرض القدم بين الأصابع، والمعروف بمرض الرياضيين.
 
تتم مكافحة هذه الحشرة باتباع طرق منها: النظافة العامة، والتخلص من النفايات والقمائم، أو وضعها في أمكنة محكمة لحين التخلص منها، وعدم ترك بقايا الطعام في المطابخ مكشوفة، بل حفظها دائمًا بعيدة عن هذه الحشرة، وسد الشقوق والفجوات، وتحريك الأدوات بين الحين والآخر، وتعفير أو رش الأمكنة التي تغشاها الصراصير ببعض المبيدات الحشرية.
 
ب - رتبة مستقيمة الأجنحة (Order Orthoptera):
 
يعد معظم أفراد هذه الرتبة آفات ضارة بالمحصولات الزراعية، وهي حشرات متوسطة إلى كبيرة الحجم، والأجنحة الأمامية إذا وجدت تكون جلدية، والخلفية غشائية، وأجزاء الفم قارضة. وقد وصف منها أكثر من 19000 نوع، وتتبع 14 - 27 فصيلة. وقد سجل منها أنواع كثيرة في المملكة بما فيها: الجراد، والنطاط، وصراصير الغيط، والحفارات.
 
- الجراد المحلي (حصان الملح أو أبوحليمة) (Poiklocerus bufonius vittatus) (Klug, 1832): 
 
من عائلة الجراد المحلي (Family: (Pyrgomorphidae))، وتمتاز هذه الحشرة بلونها القاتم؛ حيث يوجد على الرأس والصدر بقع صفراء متصلة على شكل شريط، والزوج الأمامي من الأجنحة قاتم اللون. بينما الأجنحة الخلفية تتميز بأنها حمراء شفافة وحوافها سمراء، ويلاحظ أن طول الأجنحة أقصر من طول البطن.
 
يوجد هذا النوع من الجراد في جميع مناطق المملكة الزراعية والصحراوية. وتضع الإناث البيض على أوراق عوائله النباتية، ويفقس عن حوريات صفراء اللون، ويكون حجمها أصغر من حجم الحشرات الكاملة، وتكمن خطورته في كونه يتغذى على جميع النباتات، كما أنه يتميز بغذائه على نبات العشار، والحنظل، والحرمل التي تعد غير مستساغة للجراد الصحراوي، وكذلك تحوي نسبًا عالية من القلويدات السامة. وتكافح هذه الحشرات بجمعها مع الحوريات وإعدامها، أو باستخدام الرش والتعفير، أو نثر الطعم السام في أمكنة وجودها.
 
ج - رتبة متساوية الأجنحة (Order Isoptera):
 
هي حشرات رهيفة يراوح طولها بين 2 و 12مم، وتعيش معيشة اجتماعية بشكل مستعمرات؛ إذ تضم أفرادًا خصبة (الملك والملكة)، وأخرى عقيمة غير مجنحة (الشغالات والجنود). وقد وصف منها نحو 2120 نوعًا، وسجل منها أنواع متعددة في المملكة العربية السعودية مثل النمل الأبيض.
 
- النمل الأبيض (Anacanthotermes ochraceus) (Bumeister): 
 
هو من فصيلة هودوترميتيدي (Family: (Hodotermitidae))، ويحتوي هذا الجنس على ثلاثة عشر نوعًا منتشرًا في كثير من بلدان العالم وبخاصة دول الشرق الأدنى. وقد تم تسجيل هذا النوع في مناطق الجزيرة العربية المختلفة بما في ذلك سكاكا - الجوف. ويصيب هذا النوع الأعشاب الجافة والأخشاب في المباني القديمة، وتتميز أفراده بين جميع رتب الحشرات بأن أنواعها تسلك سلوكًا اجتماعيًا حقيقيًا؛ فكل فردين متزاوجين يمكن أن تنشأ منهما مستعمرة متكاملة، وبعد فترة من الطيران التزاوجي تسقط الحشرات أجنحتها، وتبحث عن مكان ملائم إما تحت التربة أو في الأخشاب - بحسب نوعها - ثم تضع الأنثى بيضها الذي يفقس عن حوريات هي بمثابة الشغالات الأولى، وتقوم أفراد هذه المجموعة بمهمة البحث عن الغذاء وجمعه وإطعام الأفراد المتزاوجة والحوريات الصغيرة. وتتميز أفراد النمل الأبيض باحتواء قناتها الهضمية على كثير من الحيوانات الأولية السوطية التي تساعدها في عمليات هضم المواد السيليلوزية. وقد لوحظ أن أفراد النمل الأبيض تلتهم جلود انسلاخها وبرازها؛ كي تحافظ على الكائنات الأولية في أمعائها، وكذلك تلتهم البيض الفائض عن الحاجة، والأفراد الميتة منها؛ لتعوض احتياجاتها من البروتين الذي تقل نسبته عادة في وجبة السيليلوز.
 
تتكون مستعمرة النمل الأبيض من مجموعات تمثل الأفراد الخصبة الوحيدة في المستعمرة، وتكون مجنحة، ولها أعين مركبة وعيينات بسيطة، وتسقط الأجنحة بعد التزاوج، ويزداد طول جسم الأنثى ليستوعب الكم الهائل من البيض الذي تنتجه، بينما حجم الذكر يبقى دون تغير. وعادة ما يكون في المستعمرة فرد واحد من كلا الجنسين الخصبين، وتتميز هذه الأفراد بأنها تعمر طويلاً نسبيًا إذا ما قورنت بالأنواع العقيمة، والملاحظ أن الحوريات أثناء نموها تتحول إلى أشكال متخصصة ومختلفة شكليًا، بما في ذلك الشغالات، وهي المسؤولة الأساسية عن جلب الغذاء، والنظافة، وبناء العش، والعناية بالأطوار الصغيرة. والشغالات غالبًا مبصرة، وغير مجنحة، وعقيمة، ولها فكوك قوية قارضة. أما الجنود فهي مزودة بزوج متضخم من الفكوك العلوية، ومهمتها الدفاع عن المستعمرة، إضافة إلى ما حباها الله من وجود بروز في الجبهة يشبه الخرطوم، حيث يفرز سائلاً كيميائيًا يتحول إلى مادة غروية لاصقة تشل حركة الأعداء صغار الحجم وخصوصًا النمل.
 
شارك المقالة:
167 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook