هو واحد من أقدم الآلات الوترية الشرقية، ويعد آلة موسيقية مهمة في التخت الموسيقي الشرقي، والعود هو آلة مجوفة مصنوعة من نوع واحد أو أكثر من الخشب، حيث يحتوي على خمس أوتار زوجية ويضاف الوتر السادس في البعض منها.
يصل مجاله الصوتي إلى الأوكتافين ونصف الأوكتاف، وتشتهر الكثير من البلدان العربية بصناعة العود والتميز به ومن أشهرها العراق وبالأخص العاصمة العراقية بغداد، حيث يوجد فيها الكثير من الحرفيين الذين يتقنون صناعة العود مع سمعتهم العالمية في صناعة العود الراقي، ويأتي إليهم الموسيقيون والملحنون من كافة أنحاء العالم للحصول على العود العراقي عالي الجودة.
يصنع العود من أنواع محددة من الأخشاب والتي تضمن الحصول على الصوت واللحن الجميل والصحيح، ومن أهمها أخشاب الزان الروماني ذات اللون البيج الفاتح وأخشاب السيسم الهندي وأخشاب الجوز بألوانها القاتمة، وتستخدم هذه الأخشاب في صناعة طاسة العود وأفضلها جودة تلك التي تصنع من نوعين من هذه الأخشاب بدلاً من نوع واحد، أما مفاتيح العود فيتم تصنيعها من الأخشاب الصلدة مثل الأبنوس الداكن أو الجوز.
أما بيت المفاتيح فيتم تصنيعه من أخشاب الزان أو السيسم، ما يفضل تصنيع رقبة العود من أخشاب الجوز أو السيسم، ويصنع وجه العود من أخشاب الجام البيضاء الخالية من العقد الخشبية، أما عروقه فيفضل أن تكون قريبة من بعضها البعض وذلك حتى تتحمل الجهد بشكل أفضل.
بعد الانتهاء من صناعة أجزاء العود المختلفة حيث يتم تثبيت طاسة العود بوجهه، ثم يثبت زند العود على جسمه مع المحافظة على امتداده بمحاذاة سطح العود، وبعد الانتهاء من ذلك يتم ترك العود إلى أن يجف، ثم يتم البدء بمرحلة الحك والتنعيم تحضيراً لصبغ العود بمادة الدملوك، إلا أن بعض الحرفيين يتجنبون صبغ وجه العود كي لا يؤثر على جودة صوته، وبعد أن يجف العود يتم تثبيت الأوتار عليه وشدها وضبطها عدة مرات حتى يتزن صوته.
تمكن علماء الآثار من تحديد بعض الدلائل التي تؤكد على وجود العود قبل خمسة آلاف عام، وكان يختلف في صناعته وشكله عما هو متوفر لدينا حالياً، حيث كان العود البدائي وخاصةً في العصر البابلي يمتاز بصندوقه الصغير ورقبته الطويلة مع خلوه من المفاتيح واقتصاره على وتر واحد، واستمر في هذا الحجم والشكل وصولاً للعصور الأخيرة مع زيادة مستمرة في عدد الأوتار حتى أصبح عددها خمسة أوتار.