طريق بلا عودة!

الكاتب: المدير -
طريق بلا عودة!
"طريق بلا عودة!

 

أثناء قراءتي لوِردِ اليوم، لفت انتباهي جزءٌ من آية فيه ردٌّ لمدخل خطير من مداخل الشيطان في عصرنا هذا، وفي كل عصر، وللأسف كثيرٌ منا لا ينتبه له!

قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ? [البقرة: 278]، وحين ننظر في معاني الكلمات سنجد: وذَرُوا: اتركوا طلب، ما بقي من الربا: ما بقي لكم من زيادةٍ على رؤوس أموالكم.

 

في كثير من الأحيان نسير في طريق خاطئ، ويستمرُّ السيرُ فيه مدةً طويلةً، ونحن لا نشعر أنه خاطئ، سواء أكان خطأً شرعيًّا أم شخصيًّا؛ بمعنى أننا قد ارتكبنا محرمًا بإصرار، أو أخطأنا الاختيار لدراسةٍ أو وظيفةٍ أو زوجةٍ أو غير ذلك.

فعندما ندرك أننا كنا على خطأ منذ فترة، يدخل الشيطان ليوسوس لنا ويقول: أبعد كلِّ هذا السير ترجع؟! لا بد من المواصلة؛ لأنه يعرف مقدار السيئات التي قد تصل إلى الكبائر المترتبة على السير في هذا الطريق، سواء أكان الطريق في الأساس طريقَ معصيةٍ، أو اختيارًا خاطئًا ترتَّب عليه اضطرارٌ للمعصية، كمجال دراسةٍ أسأت اختياره وأنت لا تُطيقه، فأصبحت لا تملك إلا أن تنجح فيه بالغشِّ، أو مجال عملٍ لا تحسنه؛ فأوقعك في شبهة كسبٍ محرَّمٍ، وغيرها من الأمثلة لاختياراتٍ شخصيةٍ خاطئةٍ ترتَّب عليها رضًا للشيطان، وسخطٌ من الرحمن.

 

فيذكِّرُنا الله بكل رحمة، ويُعلِّمنا بآياته التي نزلت عن الربا: أنه لا يجوز الاستمرار في العقد الربويِّ المبرم، إذا كنت قد حصَّلت أساس رأس المال، فليست البداية الخاطئة مبررًا لاستكمالها بعد معرفة الصواب.

وقال تعالى في ردِّه لمدخل ذاك الشيطان - والذي يجب أن يكون راسخًا في عقولنا دائمًا -: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ? [البقرة: 278]. [1]




[1] مرجع معاني الكلمات: مصحف الميسر في غريب القرآن.


"
شارك المقالة:
24 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook