توجد الدهون أسفل الجلد بينما يوجد بعضها الآخر حول الأعضاء الداخلية كالقلب، والرئة، والكبد، وتُعتبر الدهون الحشوية من أكبر المشاكل حتى بالنسبة للأشخاص النحيفين، فعلى الرغم من أنّ هذه الدهون توفر حماية حول الأعضاء إلا أنّ تراكمها بكمية كبيرة يرفع من خطر الإصابة بعدّة أمراض، مثل: ارتفاع ضغط الدم، والنوع الثاني من مرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنّها قد تعدُّ مؤشراً على الوفاة المبكرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ معدل السمنة ارتفع في الولايات المتحدة خاصة بالنسبة للأطفال، مما دفع بعض الأطباء إلى إجراء تكميم المعدة، وجراحة المجازة المعدية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من العوامل تحدد كيفية توزيع الدهون في الجسم، بما فيها؛ العرق، والجنس، والعمر، ويطلق على تراكم الدهون في الجزء العلوي من الجسم السمنة البطنية، أو ما يُدعى بـ Android obesity؛ التي تنتشر عادة بين الرجال، بينما ينتشر هذا التراكم في منطقة الأرداف، والفخذ بين النساء اللواتي تحتوي أجسامهنُّ على مخزون أعلى من الدهون مقارنة بالرجال لاحتياجها في بعض الحالات كالحمل أو الرضاعة، وتجدر الإشارة إلى أنّه على الرغم من أنّ مؤشر كتلة الجسم؛ الذي يساوي الوزن بالكيلوغرامٍ إلى مربع الطول بالمتر يُستخدم لمعرفة الوزن المثالي، أو فرط الوزن، أو النحافة، أو السمنة، إلا أنّه لا يمكن من خلاله معرفة كمية الدهون وتوزيعها في الجسم، بينما يُشكل الكرش علامة على الدهون المفرطة حيث إنّ القيمة الطبيعية لمحيط الخصر يجب أن لا تزيد فيه عن 88.9 سنتيمتراً بالنسبة للنساء، و101.6 سنتيمترٍ بالنسبة للرجال.
لا توجد حلول سحريّة للتخلص من الكرش بسرعة، وإنّما يتطلب الأمر بعض الجهد والالتزام والمثابرة، واتّباع نمط حياة صحيّ، وتبني بعض الطرق التي تساهم في خسارة الكرش؛حيث يعتمد التخلص من دهون الكرش على السعرات الحرارية السلبية (بالإنجليزية: Negative calorie balance)؛ أي من خلال خفض السعرات الحرارية المُتناولة مقارنة بكمية السعرات التي يحرقها الجسم فقرابة نصف كيلوغرام واحدٍ من الدهون يُعادل 3,500 سعرةٍ حراريةٍ، وبذلك فإنّ خفض هذه الكمية من السعرات أسبوعياً يقلل هذه الكمية من الدهون، وللوصول إلى ذلك يمكن خفض 500 سعرةٍ حراريةٍ يومياً مما يؤدي لإنقاص 2 كيلوغرام شهرياً، كما يمكن لممارسة التمارين البدنية أن تساهم في زيادة حرق السعرات الحرارية، بالإضافة إلى بناء كتلة عضلية مما يرفع من معدل التمثيل الغذائي؛ وذلك إن كانت بمعدل لا يقل عن 150 دقيقةً أسبوعياً من التمارين الرياضية ذات الشدة المتوسطة؛ كالمشي بسرعة، وركوب الدراجات، وثنائية كرة المضرب، أو 75 دقيقةً من التمارين عالية الشدة، مثل: الركض، والهرولة.
توضح النقاط الآتية، أكثر الأسباب شيوعاً لظهور الكرش:
ينصح العديد من الباحثين بإنقاص الوزن بشكل تدريجي، وتجنب اللجوء للحميات الرائجة التي يشيع استخدامها بهدف إنقاص الوزن بشكل سريع إلا أنّها تسبب فقداناً للعضلات والعظام والماء عوضاً عن إنقاص الدهون الزائدة التي تؤدي لظهور الكرش، وفي الحقيقة يُوصى من يريد تخفيف وزنه بشكل سريع أن يلجأ للطبيب لضمان إنقاص قرابة نصف كيلوغرام إلى كيلوغرام واحد بشكل أسبوعي مع المحافظة على صحة الجسم وتناول العناصر الغذائية التي يحتاجها، وعلى الرغم من أنّ التخلص من دهون هذه المنطقة تحديداً يعتبر أصعب من المناطق الأخرى، إلا أنّ هناك بعض النصائح الفعالة في ذلك أيضاً، نذكر منها ما يأتي: