بعث الله سبحانه وتعالى إلى الناس رسلاً مبشرين ومنذرين، وجعل من أهم مقتضيات رسالتهم ونبوتهم الدعوة إلى دين الله تعالى وتبليغ شرائعه، فقد قال تعالى في وصف نبيه محمد عليه الصلاة والسلام: (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا) [الأحزاب: 46]. ولا شك بأنّ مهمة الدعوة إلى الله تعالى من أحسن القول، وأجل العمل، فهي دعوةٌ إلى عبادة الله وحده وترك الإشراك به، وهي دعوةٌ إلى الإيمان برسالة الإسلام الخاتمة التي نسخت الشرائع التي قبلها وهيمنت عليها، وجاءت لتحقيق السعادة للناس في الدنيا والآخرة، فقد قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت: 33].
ينبغي على الداعي إلى الله أن يتخذ طريقاً واضح المعالم في دعوته إلى الإسلام، حتى يضمن النتائج المرجوة من هذه الدعوة، فطريقة الدعوة إلى الإسلام تكون كالآتي:
فينبغي على الداعي إلى الإسلام أن يكون حكيماً في دعوته يدرك متى تكون النصيحة حسب الظروف والأزمان والشخوص المستهدفين، فقد تكون الدعوة إلى الإسلام في بعض الظروف غير مستحبة كمن يدعو رجلاً إلى الإسلام وهو في حالة ضيق بسبب فقدان عزيز أو غير ذلك، كما ينبغي على الداعي إلى الإسلام أن يستخدم أسلوب الموعظة الحسنة باستخدام العبارات اللطيفة، والكلمات الطيبة الرقيقة التي تبين حرص الداعي وإشفاقه على من يدعوه إلى الإسلام كعبارات الأنبياء والرسل التي أنبأت عن مهارتهم العظيمة التي لم يضاهيهم فيها أحدٌ من البشر في الدعوة إلى الدين، فقد قال تعالى على لسان نوح عليه السلام في أثناء دعوته إلى قومه: (فَقالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ إِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ) [الأعراف: 59]، فبين خشيته وإشفاقه عليهم حتى يستثير فيهم دواعي التفكير والتعقل.
فقد يستخدم الداعي القنوات التلفزيونية والفضائية في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، أو قد يستخدم الإذاعات المسموعة في بث الرسائل الدعوية، كما أتاحت الشبكة العنكبوتية للدعاء فضاءً رحباً واسعاً لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام من خلال مواقع الإنترنت، والشبكات الاجتماعية التي أتاحت فرصة التواصل مع جميع الناس من اي مكان في العالم.