طريقة حب الله تعالى

الكاتب: علا حسن -
طريقة  حب الله تعالى.

طريقة  حب الله تعالى.

 

مكانة حبّ الله للعبد

حبّ الله -تعالى-؛ من أعظم النِّعم التي ينالها العبد ويُشرّف بها، فبذلك ينال خيري الدُّنيا والآخرة، وبه يُوفّق إلى مزيدٍ من العمل، ويُعصم عن كثيرٍ من الزَّلل، فمحبّة الله هي الغاية التي يتنافس لأجلها الصالحون والمُحسنون، لينالوا القرب من ربّهم، والفوز بمرضاته، ويتحقّق ذلك بالعلم التامّ بالله -سُبحانه-، كما قال ابن رجب -رحمه الله-: "فالعلمُ النافعُ ما عرَّفَ العبدِ بربِّه ودلَّه عليه حتى عَرَفَ ووحَّدَهُ وأَنِسَ به واستَحَى من قُربهِ وعَبَدَهُ كأنهُ يَراهُ".

 

علامات حبّ الله للعبد

توجد العديد من العلامات والأمارات التي تدلّ على محبّة الله لعباده، فيما يأتي بيان البعض من تلك العلامات:

  • اتّباع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، والتزام هَدْيه وشَرْعه في أمور الحياة، كما قال -تعالى-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)،[٤] فمَن أحبّه الله؛ وفّقه لاتباع هَدْي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، الذي يعدّ من أسباب تحقيق ونَيْل الخير.
  • التفقّه في دِين الله -تعالى-، وتعلّم أحكامه، كما أخرج الإمام البخاريّ عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما-، عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ)،فمَن أحبّه الله؛ يسّر له سلوك طريق العلم الشرعيّ، والتفقّه في دِين الله.
  • الاتّصاف بالصفات التي وصف الله بها مَن يحبّهم في قَوْله -عزّ وجلّ-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)ومن تلك الصفات: الرّحمة بالمؤمنين، والتواضع لهم، واللين في التعامل معهم.
  • الاجتهاد في التقرّب من الله -سُبحانه- بالنوافل، كما أخرج الإمام البخاريّ في الحديث القُدسيّ، أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال فيما يرويه ع ربّه -عزّ وجلّ-: ( إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ...)

    علامات حبّ العبد لله

    تدلّ على محبّة العبد لله -سُبحانه- العديد من الأمور، التي تدلّ على صدْق حبّه، ومن أهمّ تلك العلامات

    • تقديم ما يحبّه الله ويريده على كلّ شيءٍ، وإن خالف ذلك ما تحبّه النَّفس، ويحقّق الهوى والرّغبة، وبَغْض ما يبغضه الله، ولو وافق ذلك ما تهواه النَّفْس، كما أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: مَن كانَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، ومَن أحَبَّ عَبْدًا لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ عزَّ وجلَّ، ومَن يَكْرَهُ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ، بَعْدَ إذْ أنْقَذَهُ اللَّهُ، منه كما يَكْرَهُ أنْ يُلْقَى في النَّارِ).
    • موالاة ومحبّة مَن يوالي الله ورسوله، ويتّبع أوامرهما، ومعاداة وبَغْض من يُعادي الله، ويُعادي دِينه، قال -تعالى-: (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَـئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَـئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

      ثمرات محبّة الله

      تترتّب العديد من الثمرات على حبّ الله -تعالى-، ومن ثمرات محبّة العبد لربّه

      • التسليم والرضا بقضاء الله وقدره؛ فمَن أحبّ الله؛ رَضِيَ بكلّ ما يقضيه عليه؛ لِعلمه بأنّ الله لا يقدر له إلّا بِما يعود عليه بالخير، وأنّه خلقه مُكرّماً مُفضّلاً على جميع المخلوقات، وجعل الجنّة منزله في الآخرة؛ إن التزم بما أمره الله به، إذ إنّ كُلّ ما يُعرض له من الابتلاءات؛ إنّما هي رسائل تنبيهٍ وتذكيرٍ؛ للعودة واللجوء إليه، ولمعرفة حقيقة الحياة الدُّنيا، ونَقْصها، قال -تعالى-: (وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)،ويُذكر من ثمرات محبّة الله للعبد:
      •  إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-: (مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ... فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).
        • نَيْل القُرب من الله -عزّ وجلّ- في الحياة الآخرة، فقد قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (المرءُ معَ مَن أحبَّ).
شارك المقالة:
75 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook