يتسائل العديد من الناس عن طرق عمل دراسة الجدوى دون النظر أولًا للمفهوم الصحيح لها ؛ من أجل معرفة ما هو مقبل عليه وما هو يريد أن يفعله بها ، فقبل تقديم أي دراسات جدوى ، علينا في بداية الأمر تعريف معنى دراسة الجدوى بشكل عام ، ليتسنى على الجميع معرفة ما هم مقبلين عليه.
ولذلك فيمكن تعريف دراسة الجدوى بأنها هي الدراسة التي يقوم بإعدادها الشخص الذي ينوي القيام بالمشروع ؛ من أجل التعرف علي جميع تفاصيله من تكاليف ومصارف وعائد وخلافة ، فهي التي تنظر للمشروع من الناحية القانونية والتسويقية والمالية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن المتعارف عليه بأن دراسة الجدوى المثالية هي التي تتميز بالتكامل ، حيث أنها جزء لا يتجزأ من أي دراسة جدوى بشكل عام ، تعمل على المقارنة واختيار كل ما هو مناسب من إمكانيات وظروف لما معروض من مشاريع وأفكار قابلة للتنفيذ ؛ وذلك لتحديد مدى استجابة الفكرة مع السوق لاختيار أفضل القرارات واتخاذ كل ما هو صائب لصالح المشروع.
ولا شك أن نتائج دراسة الجدوى التسويقية السلبية تهدف للضرورة التوقف عن استكمال المشروع ، والإيجابية تبشر بنتائج جيدة مما يعني أن صاحب المشروع يسير في الاتجاه الصحيح ، كما أن استمرارية أي مشروع يتطلب الأخذ بعين الاعتبار احتياجاته ومتطلباته المختلفة من النواحي التسويقية والفنية والمالية ، ودراسة الجدوى تهدف من خلال عناصرها الثلاثة: دراسة السوق ، الدراسة الفنية والدراسة المالية إلى التعرف على تلك المتطلبات والاحتياجات ، ولنتحدث عن كل واحدة منها بالتفاصيل.
السؤال الأول الذي يطرأ في عقل بال أي مواطن هو لماذا نحن نقوم بإنشاء مشروع فرن عيش بلدي وما الهدف الرئيسي والعائد من ذلك المشروع ، وهنا نحن بصدد الحديث عن هذا الأمر.
حيث أنه من أهم أهداف مشروع فرن عيش بلدي هو إنتاج نسبة كبيرة من المخبوزات ، وذلك باستخدام الفرن المطور والمعتمد على التقنية والأساليب التكنولوجية المتطورة في الخبز.
لا شك أن مشروع فرن عيش بلدي أحد المشاريع المربحة والمفيدة أيضًا ؛ وذلك نظرًا للحاجة الدائمة إلى الخبز وزيادة الطلب عليها مع كثرة عدد السكان ، ولكن هذه التجارة تحتاج إلى إتمام بعض الشروط لنجاحها ومن أبرز هذه الشروط هي:
– توفير المنتج المطلوب دائمًا وبأسعار مناسبة.
– انتعاش السوق وحركة البيع والشراء.
– توفير فرص عمل كبيرة خاصة للحرفيين في مثل هذا المجال.
هناك بعض الأمور الواجب اتباعها والتي يجب الأخذ بعين الاعتبار فيها من أجل أن نقوم بعمل دراسة جدوى لفرن عيش بلدي بشكل سليم ، ومن أبرز هذه الأمور هي:
– تحديد الطلب على السلعة ومعرفة إن كانت مرغوبة في المنطقة المراد التجارة فيها ، إضافة إلى معرفة إمكانية جذب عدد أكبر من العملاء تجاه السلعة ومعرفة حجم الطلب من قبل هؤلاء العملاء ، وما هو النصيب الشخصي من جانب السوق؟ وفي الأخير تحديد الحصة المناسبة لمشروعك وهل هي مناسبة بالفعل أم لا.
– تحديد شكل المنتج مع ضرورة وضع تساؤلات هامة ، فعلى سبيل المثال يجب معرفة ما هي ملامح وأبعاد السلعة أو الخدمة؟ وما هي الخامات الداخلة في إنتاجها؟ إضافة إلى ضرورة معرفة التشكيلة والألوان والمقاسات والأحجام المقدمة منها مع ضرورة معرفة طريقة الاستخدام وهل هناك استخدامات مختلفة لنفس السلعة أم لا؟ وما هي السلعة المنافسة أو البديلة لها؟
– العوامل التسويقية للمنتج والتي تعتمد على معرفة السعر المتوقع للسلعة والقنوات المسؤولة عن التوزيع المقترح للسلعة وهل هي متوافرة؟ وما هي المنتجات المنافسة ومدى قوتها ، إلى جانب ضرورة معرفة أماكن البيع المقترحة وهل سيتم توصيل الطلبات للعملاء وما هي أساليب الإعلان المقترحة ، وأخيرًا هل هناك أساليب أخرى للترويج وتنشيط المبيعات أم لا؟
– المنافسين ومعرفة من هم وعددهم وما هو الوزن النسبي لقوتهم وكيف يتعاملوا مع السوق ، إضافة إلى مدى إمكانية السيطرة عليهم والمنافسة معهم منافسة حقيقية أم من الصعب تحقيق ذلك.
يحتاج أي مواطن لإنشاء مشروع فرن عيش بلدي إلى العديد من الطلبات ، حيث تصل إنتاجية مشروع فرن عيش بلدي إلى 8 طن في الشهر ، وتتنوع منتجات الفرن ، والتي يطلبها المستهليكن من كل من الخبز العادي ، الخبز الشامي ، خبز التوستهذا إضافة إلى بسكويت ومخبوزات سريعة إلى جانب فطائر ، أما عن المتطلبات التي يحتاجها المشروع فهي تشمل وحدة نخل الدقيق ، العجانة ، صهاريج التخمير ، وحدة فرد عجين ، وحدة تقطيع ووزن الأرغفة ، وحدة خبز الفرن ووحدة التغليف.
مشتملات دراسة الجدوى
لا يمكن لدراسة الجدوى أن تخرج عن ركنين لا ثالث لهما ، الأول يتمثل في تقدير الشخص للطلب المتوقع للسلعة ، والثاني يتعلق بمدى وضعه لركائز الخطة التسويقية للسلعة وأهمها تحديد سعر السلعة وملف التوزيع والترويج والذي يشمل مجموعة من الاقتراحات الترويجية والدعائية الملائمة لطبيعة السلعة ، وكذلك تخص الجمهور المستهدف من المستهلكين.