طعام المناسبات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
طعام المناسبات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

طعام المناسبات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
اعتاد الناس في المدينة المنورة - مثل غيرهم - على تخصيص بعض الأكلات لمناسبات معينة مثل أيام الأعياد، وأيام شهر رمضان المبارك، والمناسبات العائلية الخاصة مثل الزواج، أو قدوم الحاج والمسافر، أو ختم أحد الأبناء أو البنات للقرآن الكريم... وغيرها، ولكن من أشهر ما اختص به أهل المدينة المنورة ما سُمّي بطعام (التعتيمة)، وفيما يأتي إشارة إلى بعض الأطعمة التي يكثر تناولها في مناسبات معينة مع التفصيل قليلاً في شرح التعتيمة
 
 

مأكولات شهر رمضان المبارك

 
يحرص الناس على التنويع في وجبة الإفطار في شهر رمضان المبارك، ويخصونها بكثير من المأكولات والمشروبات دون غيرها، ومن ذلك أنواع الحلويات التي سبق شرحها، ومنها: الزلابية واللقيمات والمشبك والهريسة والدبيازة وحلو اللدو وغيرها، إضافة إلى أنواع الشوربات والسمبوسك والمعجنات الأخرى.. وغيرها. كما يخصون وجبات هذا الشهر - إفطارًا أو سحورًا - بمشروبات خاصة مثل قمر الدين والسوبيا ومنقوع الزبيب.. وغير ذلك من المشروبات الباردة، خصوصًا إذا صادف رمضان وقت الصيف.
 

طعام الأعياد

 
يُكثر الناس في الأعياد من أنواع خاصة من الطعام ولا سيما في عيد الفطر، وأشهرها المعمول الذي يصنع - كما سبق ذكره - من دقيق البر والسمن البلدي ويحشى بالتمر، وكذا جميع أنواع الكعك والحلويات الشعبية التي تقدم للمعايدين (المهنئين بالعيد)، وكذا أنواع الحلوى التي تقدم للأطفال، وفي بعض القرى تذبح الذبائح، ويطبخ الرز أو الجريش ويُدعى إليه المقربون والجيران في أيام العيد الثلاثة، إذ يتنقلون خلالها بين البيوت ففي كل يوم يكون الغداء في أحدها.
 
وفي عيد الأضحى اعتاد الناس في المدينة المنورة تناول وجبة تسمى (السلات)  وهي غداء يوم العيد، وتتكون من قطع من لحم الأضحية تطبخ بطريقة خاصة وتقدم مع الرز، بينما يكون الإفطار على قطع من لحم الأضحية أيضًا، ولكنها تكون مشوية وليست مطبوخة.
 

التعتيمة

 
وهي وجبة العشاء المقدمة للمدعوات في وقت العتمة   أي في منتصف الليل أو بعده بقليل. والتعتيمة مشهورة عند أهل المدينة المنورة، وهي وجبتهم المفضلة في العرس، أو في المناسبات الأخرى التي تكون عادة في المساء، وتحظى التعتيمة لدى المدنيين باهتمام كبير من حيث الإعداد والتجهيز واختيار المواد؛ وذلك لسهولة تحضيرها، وتوخي السرعة فيه، وقلة تكلفتها، والاستفادة مما بقي منها. والتعتيمة متعددة الأنواع وتلبي جميع الأذواق، وهي خفيفة الهضم، لذيذة الطعم، وتتكون من:
 
1 - الشريك أبوالسمن:
 
ويوصى الفران (الخباز) بصنعه، ويكون العدد اللازم منه حسب حجم العرس أو المناسبة فهو ذو خصوصية لا تتوافر في أمثاله من الشريك، وهو على شكل متوازي الأضلاع، طرفاه بيضاويا الشكل، ويصنع من دقيق الفينو الممزوج بالحليب البقري والبيض البلدي والسمن والملح والماء، حتى تتكون منه عجينة مرنة ودسمة، تقطع على شكل قطع الشريك، وترص القطع في طاولات لتخميرها فترة وجيزة، ثم تطلى بشيء من العصير على الوجه وتلمع قشرته، فيخرجه الفران من الفرن وقد غدا لونه داكنًا، وطعمه لذيذًا، ومأكله هشًا، ومحتوياته مفيدة.
 
2 - الششني:
 
ويتم إعداده وصنعه في البيت أو بوساطة الطباخ، ويحضر من (الدباء الصفراء) وتسمى عند أهل المدينة المنورة (الدبة الرومي) وهي نوع من القرع الأصفر، مدور الشكل، له أحجام مختلفة، ويفضل الكبير منه لسهولة تقطيعه ووفرة شوابيره، يوضع في صحون صغيرة ويؤكل بالخبز.
 
3 - الهريسة:
 
هي حلوى تصنع في البيت أو في محلات الحلوانيين، وتعد من الدقيق واللوز مضافًا إليها السمن البلدي، ويوضع عليها حبات اللوز البجلي، وتقطع على شكل البقلاوة، ثم توضع في صحون بأشكال هندسية، وقد أصبح المختصون من الحلوانيين يتفننون في إضافة موادها ومقاديرها حسب رغبة صاحب المناسبة.
 
4 - الحلاوة الطحينية:
 
هي معروفة وشائعة، وتقدم في هذه المناسبة بنوعيها: السادة، أو الحلاوة بالفستق، وتوضع في صحون بعد تقطيعها إلى مربعات صغيرة.
 
5 - الجبن:
 
للجبن البلدي في المدينة المنورة طعم خاص، ومذاق فريد، وهو يأتي من البادية حول المدينة المنورة، إذ يصنعه أهل البادية من الحليب الصافي على شكل أقراص نصف دائرية، ويأتي مملحًا، وأما غير المملح فيقطع ويوضع في إناء فيه ملح حتى يكون له طعم مقبول، ويقطع على شكل مربعات صغيرة ثم يقدم في صحون صغيرة.
 
6 - الزيتون:
 
ويختار من الزيتون الأسود أو الأشقر ذي الحبة المستطيلة، ويوضع في زيت الزيتون لكي يعطيه طعمًا لذيذًا ولمعانًا وبريقًا، ويوضع عند التناول في صحون وعليه قليل من الزيت  . 
 
7-الدقة:
 
هي خلطة من بهارات متنوعة، وقد سبقت الإشارة إليها.
 
هذه هي الأصناف الرئيسة للتعتيمة، على أنه قد تضاف إليها أنواع من الحلوى، مثل الحلاوة اللبنية، والحلاوة المهجمية، والحلاوة اللدو، وهي أنواع من الحلوى تصنع محليًا.
 
وتوضع مفارش الطعام على شكل مدّات طويلة، وعادة تكون هذه المفارش من القماش الصليطي أو من قماش البفتة؛ وذلك للاستفادة منها في مناسبات متعددة بعد تنظيفها وغسلها عقب كل مناسبة، وتوضع عليها صحون الهريسة والششني والجبن والحلاوة والزيتون، وترص بنظام من بداية المفارش حتى نهايتها، إذ يوضع صحن من كل نوع على اليمين والشمال يغاير الصحن الآخر، ويتخلل الصحون الشريك أبوالسمن، وإذا كانت هناك فاكهة فإنها توضع في صحون كبيرة في الوسط.
 
وعادة ما يتم استئجار هذه الصحون المطلوبة من محلات متخصصة بهذا الغرض، وأحيانًا تتم استعارتها من الجيران والأهل والأصدقاء، شأنها شأن سائر الأشياء الأخرى. وأحيانًا تستعار من أهل الوقف الذين يوجد لديهم كثير من احتياجات المناسبات، وتعاد إليهم بعد انقضائها، فيما يتولى الجيران إعداد مفارش الطعام وتجهيزها منذ البداية وحتى النهاية، وهناك بعض الناس الذين لديهم خبرة وذوق في تقطيع مواد التعتيمة، إذ يقدمونها بشكل متناسق جميل، وهم يحضرون في جميع المناسبات، لا يبتغون من وراء ذلك أجرًا سوى المعونة (الفزعة) والمشاركة وصنع الجميل.
 
ومن مزايا التعتيمة قيام أهل العروسين بتوزيع ما تبقى منها على الأهل والأقرباء والجيران والأصدقاء، إذ توضع في صحون، كل نوع على حدة مع عدد من قطع الشريك، وكل من خرج أخذ نصيبه أو ترسل إليهم بعد ذلك، بينما يحتفظ أهل العروسين بجزء منها لأنفسهم وللعروسين، كما يقدمونها لكل من جاء إليهم مباركًا ومهنئًا. وخلاصة القول: إن التعتيمة يستفاد من جميع عناصرها دون أن يهدر منها شيء ودون أن يوضع في صناديق المخلفات  
 

المسقط

 
ومن المناسبات التي تختص بطعام معين ما يصنعه بعض أهل القرى من الهريسة المطبوخة باللحم الذي تتخلله أرغفة من خبز يسمى المسلوب، ويرش هذا الخليط بالسمن، وتسمى هذه الوجبة (المسقط) وهي بمثابة إفطار يقدم في الصباح للمساهمين في عملية حصاد الزرع  . 
 
وهناك ظاهرة أخرى تستحق الذكر وهي أنه كان ينتشر في العلا - وبصفة خاصة في أزقة البساتين وطرقاتها أثناء موسم التمور في فصل الصيف - ما يشبه اليوم مطاعم الوجبات السريعة، وكانت تسمى (القداير) وهي لحم ومرق، إذ تطبخ الذبيحة من الضأن أو الماعز في قدر كبير على جانب الطريق بعد تقطيعها إلى أجزاء تسمى: الفطحة، الرأس، الكرشة، الخنيصر، الضلعة، الرقبة، الظهر، المخلع، الكتف، اليد، الكراعين، ملفوفة بالمصارين، القلب مع الكبدة. ويباع كل جزء مع كمية من المرق، وتستمر عملية البيع هذه بدءًا من وقت الضحى إلى ما بعد الظهر، وتستعمل التمور وسيلة للمقايضة  
 
شارك المقالة:
84 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook