ظهور الدّمامل.

الكاتب: وسام ونوس -
ظهور الدّمامل

 

 

ظهور الدّمامل.

 

تُشير الدّمامل (بالإنجليزية: Boils)، أو الدُمّل، أو كما تُسمى بالخُرّاج إلى العدوى الجلدية التي تبدأ في بصيلات الشعر أو الغدد الدُهنيّة، وفيها تظهر منطقة الجلد المُتأثرة بالعدوى بلونٍ أحمر، ومن ثمّ تتطور لتُصبح كتلة صغيرة، وبعد مُضي 4-7 أيام يتحوّل لون الكتلة إلى اللون الأبيض نتيجة تجمّع القيح تحت الجلد، ومن الجدير بالذكر أنّ أكثر الأماكن عُرضةً لظهور الدمامل هي منطقة الرقبة، والإبطين، والوجه، والأرداف، والكتفين، وقد تؤثر في العين فيما يُعرف بدمل الجفن أو شحاذ العين (بالإنجليزية: Stye)، وفي هذا السّياق يُشار إلى احتمالية مُعاناة الأشخاص من عدوى أكثر خطورة تُعرف بمصطلح الجمرة (بالإنجليزية: Carbuncle) وتتمثل بظهور عدّة دمامل في مجموعةٍ واحدة.

 

أسباب ظهور الدّمامل

تُعتبر عدوى بصيلات الشعر ببكتيريا المكورات العنقوية الذهبية (بالإنجليزية: Staphylococcus aureus) هي المُسبب الرئيسي لظهور الدمامل، ومن الجدير ذكره أنّ هذا النّوع من البكتيريا يتواجد بصورةٍ طبيعيةٍ في الأنف، والحلق، وسطح الجلد، وبالرغم من أنّ الجلد يوفر خط دفاع قوي ضد البكتيريا، إلّا أنه ومن الممكن أن تخترق المكورات العنقودية الذهبية الجلد من خلال أيّ جرح أو قطع فيه، وحينها سيستجيب الجهاز المناعي ويقوم بإرسال خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن محاربة الأجسام الغريبة التي تدخل الجسم بهدف مقاومة العدوى وقتل البكتيريا، ومع مرور الوقت قد تتراكم البكتيريا الميتة وخلايا الدم البيضاء بالإضافة إلى خلايا الجلد الميتة داخل الدمل فيما يُعرف علميًا بمصطلح الصديد أو القيح (بالإنجليزية: Pus)، وفي حال انتشار العدوى لتؤثر في أكثر من مكان تحت الجلد ستتكون مجموعة من الدمامل ويحدث ما يُسمّى بالجمرة.

 

عوامل خطر الإصابة بالدمامل

قد تُصيب الدمامل الأشخاص من جميع الفئات؛ بما في ذلك الأصحاء منهم، إلّا أنّ هُناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بها، وفيما يأتي بيان لأبرزها:

  • مخالطة شخص مصاب بعدوى المكورات العنقودية الذهبية: إذ يُعدّ الاتصال الوثيق مع شخص مصاب بالمكورات العنقوديّة من أهم العوامل التي تزيد من من خطر الإصابة بالدمامل، وقد يحدث ذلك عند العيش مع شخص مُصاب بهذه الحالة.
  • الإصابة بأمراض جلدية أخرى: إذ تُسبب بعض الأمراض والمشاكل الجلدية؛ بما فيها حب الشباب والإكزيما (بالإنجليزية: Eczema) تلف الحاجز الواقي للبشرة، ممّا يؤدي إلى زيادة خطر إصابة الجلد بالعدوى البكتيرية؛ بما في ذلك ظهور الدمامل.
  • الإصابة بمرض السكري: يُضعف مرض السكري مناعة الجسم وقدرته على محاربة العدوى بما في ذلك العدوى البكتيرية التي قد تُصيب الجلد فترتفع احتمالية الإصابة بالدمامل.
  • الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة: إذ إنّ حالة ضعف جهاز المناعة بغضّ النظر عن المُسبب قد تؤدي إلى زيادة احتمالية خطر الإصابة بالدمامل.
  • الجنس: قد يكون الذكور وخاصة من هم في سنّ المراهقة الأكثر عُرضة للإصابة بالدمامل، وقد يعُزى ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تُصاحب هذه المرحلة والتي تجعل البشرة دهنية ممّا قد يُحفّز نمو البكتيريا المُسببة للدمامل.
  • المشاركة في الألعاب الرياضية: إنّ ممارسة الألعاب الرياضية وخاصةً تلك التي ينتج عنها مزيج من زيادة التعرق والاتصال الشخصي الوثيق والاحتكاك المتكرر للجلد يزيد من خطر الإصابة بالدمامل، ومن الأمثلة على هذه الرياضات المصارعة ورياضة الرجبي.
  • السمنة: فقد يزداد خطر الإصابة بالدمل لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة؛ أيّ أنّ مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body mass index) يبلغ لديهم 30 أو أكثر.
  • العيش في أماكن مُعينة: كالأماكن المُزدحمة.
  • إهمال النظافة الشخصية: حيثُ إنّ سوء النظافة يؤدي إلى تراكم خلايا الجلد الميت في التجاعيد والشقوق مثل الإبطين، ممّا يوفر بيئةً خصبة لنمو البكتيريا، وبالتالي زيادة خطورة الإصابة بالدمامل، ولا يعني ذلك بأنّ الأشخاص الذين يحافظون على نظافتهم الشخصيّة بمنأى عن الإصابة إلّا أن فرصة إصابتهم قد تكون أقل.
  • ضعف التغذية: قد يؤدي ضعف التغذية إلى إضعاف المناعة الطبيعية للشخص، وذلك من شأنه أن يزيد من احتمالية ظهور الدمامل.
  • التعرض للمواد الكيميائية: قد يكون التعرض للمواد الكيميائية وخاصةً تلك التي تُسبب تهيج الجلد سببًا في زيادة خطر ظهور الدمامل.
  • الإصابة بأنواع مُعينة من العدوى المقاومة للمضادات الحيوية: تحديدًا العدوى بالمكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين المكتسبة من المجتمع (بالإنجليزية: Community-acquired methicillin-resistant S. aureus) واختصارًا (CA-MRSA)، إذ من شأنها زيادة خطر الإصابة بالدمامل.
  • تعاطي المخدرات: تحديدًا تعاطيها عن طريق الوريد.

 

الوقاية من الدمامل

لا تُعتبر الدمامل بحدّ ذاتها مرضًا مُعديًا، ولكن يمكن أن تنتشر عند انتقال عدوى المكورات العنقودية الذهبية المُسبّبة لها، سواء أكان انتقالُها إلى أماكن أخرى من جسم نفس المصاب بها، أو إلى أشخاصٍ آخرين، وقد يحدث ذلك نتيجة ملامسة جلد المُصاب أو مشاركة الأدوات الشخصية للمُصاب، مثل المناشف والبياضات،ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن دائماً منع ظهور الدمامل وخاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعيّ، إلا أنّ هُناك بعض الإجراءات الوقائية التي تُساعد على تقليل خطر العدوى بالمكورات العنقودية الذهبية، وفيما يأتي ذكر لأهم هذه الإجراءات:

  • غسل اليدين بالماء والصابون بشكلٍ منتظم، حيث يُعدّ غسل اليدين بعناية هو أفضل طريقة للوقاية من الجراثيم، ويُمكن استخدام معقمات اليدين التي تحتوي على الكحول في سبيل تحقيق الوقاية أيضًا.
  • الحفاظ على نظافة الجروح وتغطيتها بضمّادات جافة ومعقّمة إلى حين التئماها.
  • تجنّب مشاركة الأدوات الشخصية، مثل: المناشف، وأدوات الحلاقة، والملابس، والمُعدّات الرياضية.
  • غسل المناشف والبياضات باستخدام ماء ساخن ومنظفات مُناسبة مع مُبيضات والحرص على تجفيفها جيداً، وخاصّةً في حالات الإصابة بتقرّحاتٍ أو جروح جلدية.

 

شارك المقالة:
71 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook