المولد النبوي هو يوم مولد رسول الله محمد بن عبد الله والذي كان في 12 ربيع الأول، حيث يحتفل به المسلمون في كلّ عام في بعض الدول الإسلامية ليس باعتباره عيدًا بل فرحة بولادة الشفيع والحبيب والسراج المنير، ولأنّ الكلمات هي المعبر الأقوى، والأكثر دقة لوصف ما نحمله من أحاسيس، والترجمان الأوضح للتعبير عما يدور بداخلنا حين تعجز الصور وحدها عن الإفصاح، ويتجلى أمام أعيننا مدى ضخامة الحدث وعظمه وخاصة حين يتعلق الأمر بعقائدنا السماوية وانتمائنا الديني .
قصيدة مولد الرسول الأعظم للشاعر المجاهد محمد محمود الزبيري من مواليد سنة 1328هـ ( 1910م) بمدينة صنعاء باليمن وكان من أسرته قضاة وعلماء وشعراء نابغين، وقد ترك الزبيري آثاراً وبصمات وأعمالاً تدل على عظمته وعلمه وحبه لشعبه، ولم يترك الزبيري قضية عربية أو إسلامية إلا وتحدث عنها شعراً أو نثراً.
السموات شيقات ظماء
وعجيب يسمى يتيماً ويدعى
صنعته يد الإله كما تصـ
واصطفته لها فماذا عسى
نفحته بروحها وهو جدب، رياض
وإذا الغابة المخيفة أمنٌ
وإذا الكون بين عينيه سفر
علّمت ذلك اليتيم , فما العلم ...
من رأى الحق سافراً لم تعد تجدي
وذُكاءٌ تسير في الكون لا يهــ
إنما يطلب الأدلاء من تطــ
قصيدة بمحمدٍ خطرُ المحامدِ يعظمُ للشاعر عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني، هو شاعر متصوف من اليمن، مفتى وله ديوان شعر أكثره في المدائح النبوية، ولقب البرعي نسبة إلى بُرع وهو جبل بتهامة (كما ورد في التاج).
بمحمدٍ خطرُ المحامدِ يعظمُ
ولهُ الشفاعة ُ والمقامُ الأعظمُ
قمرٌ تفردَ بالكمالِ كمالهُ
وتناولَ الكرمَ العريضَ نوالهُ
و اللهِ ما ذرأ الإله ولا برا
فعليهِ صلى اللهُ ما قلمٌ جرى
طلعتْ على الآفاقِ شمسُ وجودهِ
فالخلقُ ترعى ريفَ رأفة ِ جودهِ
سورُ المثاني منْ حروفِ ثنائهِ
فالرسلُ تحشرُ تحتَ ظلِّ لوائهِ
و الكونُ مبتهجٌ بهاءِ بهائهِ
فلسرِّ سيرتهِ وسينِ سنائهِ
البدرُ محتقرٌ بطلعة ِ بدرهِ
ما أسعدَ المتلذذينَ بذكرهِ
دهشتهُ أخطارُ النبوة ِ في حرا
فحكتْ خديجة ُ لابنِ نوفلَ ما جرى
قالتْ أتاهُ السبعُ في المتعبدِ
فأجابَ لستُ بقارىء ٍ منْ مولدِ
قالَ ابنُ نوفلَ ذاكَ يؤثرُ عن نبي
سيقومُ بينَ مصدقٍ ومكذبِ
هذي علامتهُ وهذا نعتهُ
و لوْ أنني أدركتهُ لأطعتهُ
قالتْ لهُ فمتى يكونُ ظهورهُ
قالَ الملائكة ُ الكرامُ ظهيرهُ
و على تمامِ الأربعينَ ستنجلي
بمكارمِِ الأخلاقِ والشرفِ العلى
و منَ العلامة يومَ يبعثُ مرسلاً
نجمٍ ولا شجرٍ ولا وحشِ الفلاَ
الخاطرة الأولى:
هذا ربيعك يا محمد غرداً… فترى الوجود مغرداً ومردداً… ما أن أطل على الوجود ضياؤه… حتى أنار العالمين إلى الهدى.. أراد ربك أن يجلي رحمة… في الكون فاختار النبي محمداً… قد زينته شمائل محمودة… فغدا على كل العوالم سيداً.. ملأت الكون يا طه سروراً…وفاحت ذاتك المثلى حبوراً… لقد زنت الدنا عطراً ونوراً…. وقد أسقيتها ماء طهوراً.
الخاطرة الثانية:
مولداً قد حوى عزاً وإقبالاً.. بطلعته يبلغ المشتاق آمالاً.. نهنئكم بالذكرى العطرة لمولد النبي المُجتَبَى.. والحبيب المصطفى.. سيد الأولين والآخرين.. حشرنا جميعاً في زمرته.. وأوردنا حوضه ورزقنا محبته وشفاعته.
الخاطرة الثالثة:
يا من على منهاجه الحقّ احتذى.. زِد بالصّلاة على الحبيب الأقرب.. في مولده الغرّاء فلتُحي الشّذى.. عطّر لسانك بِالصَّلاة على النّبيّ.. بك أشرقت شمسٌ.. وفاضت بالهداية والسلامْ.. غسلت فؤادَ الطِّينِ.. حتى طارَ يَخفقُ كالحَمامْ.. يا ساكناً قلبي.. عليكَ صلاةُ ربِّي والسلامْ.
الخاطرة الرابعة:
طُرب الزمان بسحر صوت المنشد.. لمديح خير الأنبياء الأمجد.. وكأنّه بلسان حال فؤاده نادى بكل موحِّد متودِّد.. إن مرَّ ذكر المصطفى في مجلس آدم.. الصلاة على النبي محمد.
الخاطرة الخامسة:
بكل قول كريم أنت قائله.. تحيي القلوب وتحيي ميت الهمم.. سرت بشائر بالهادي ومولده.. في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم.. تخطفت مهج الطاغين من عرب.. وطيرت أنفس الباغين من عجم.
الرسالة الأولى:
لـمَّا تجلَّى..
شعَّ نورٌ والوجودُ بهِ احتفى..
تاللهِ ما بينَ البرايا كالحبيبِ الـمُصطفى..
طُوبى لـمَن صلَّى عليهِ محبَّةً وبهِ اقتفى..
الرسالة الثانية:
ضاءت بمولدك سعادة الدنيا..
وعشت ممجداً..
وغبت عن الدنيا وما زلت سيداً..
عليك سلام الله في كل خفقة..
فقد ماتت الأسماء إلا محمداً..
الرسالة الثالثة:
يا من أتى الروح الأمين يضمه..
اقرأ نبي الله ثم ترنَّمِ..
صلّى عليك الله في ملكوته..
وحباك منزلة المقام الأعظم..