ذكر الله تعالى في القرآن الكريم عدد أبناء يعقوب عليه السّلام، وذلك في قوله تعالى على لسان يوسف عليه السّلام: (إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ)، فقال المفسّرون إنّ أبناء يعقوب -عليه السّلام- أحد عشر سوى يوسف عليه السّلام، وأمّا قوله الشمس والقمر؛ فقد ذكر المفسّرون أنّهما أبوه وأمه أو خالته في بعض الأقوال؛ لأنّ أمّه كانت قد توفّيت، وأمّا يعقوب عليه السّلام؛ فهو نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السّلام، وقد سُمّي إسرائيل، وبنو إسرائيل الذين يعيشون في هذا العصر هم من نسل أبنائه الاثني عشر كما ذكر العلماء.
رغم وجود اثني عشر ابناً ليعقوب عليه السّلام، إلّا أنّه كان شديد الحبّ والميل إلى أخوين منهم أكثر من غيرهما، وهما: يوسف -عليه السّلام- وأخوه الشقيق بنيامين، ولقد ولّد هذا الحبّ للأخوين غيرة شديدةً في قلوب باقي الإخوة، حتّى فكّروا ليوسف تحديداً بمكائد عظيمةٍ، أهمّها ما ذكره القرآن الكريم من التفكير في قتله أو التخلّص منه بالإبعاد؛ وذلك بإلقائه في البئر، وكانت هذه الخطوة بداية قصّةٍ جديدةٍ عاشها يوسف -عليه السّلام- بعد أن أخرجه أحد المارة من البئر وباعوه غلاماً في مصر؛ فبقي بعيداً عن أهله لسنواتٍ.
تميّزت هذه السورة عن غيرها من سور القرآن الكريم بأنّها جاءت بقصّة يوسف وإخوته جملةً واحدةً في سورةٍ واحدةٍ، ولقد شملت فوائد كثيرةً جداً لمن أراد أن يستنبط النفع منها، ومن هذه الفوائد المستقاة من سورة يوسف ما يأتي:
موسوعة موضوع