عدو ناعم خطره داهم في الطريق

الكاتب: المدير -
عدو ناعم خطره داهم في الطريق
"عدو ناعم خطره داهم في الطريق




مخاطرُ الطرق في السفر متعدِّدة، ترى معظمَها العينُ، أو تسمعها الأذن، فتتفاداها قدرَ الإمكان؛ كالحُفَر، والتشققات، والتموجات، وضيق الطرق ووعورتها، وكثرةِ الانعطافات والمنحدرات وحدَّتها، وقلة الإشارات، إضافة للأجواء العاصفة بما تجلبُه من رياح وأمطار وغبار، وغير ذلك الكثير.

 

• ولكن أحد ألدِّ أعداء السائق على الطريق، وقد يكون من أخطرها، ليس في عيوب الطريق ذاتها، أو عيوب المركبة أو الأجواء خارجها، بل هو رفيقٌ ملازم لقائدها، وهو النُّعاس والرغبة الشديدة في النوم، التي لا مكابرة معها ولا عناد، والطاعة الفورية والاستجابة لها واجبةٌ دون تأخير، ومَن جرَّب كثرة القيادة، وخَبَر الأسفار الطويلة سائقًا لسيارته الخاصة أو مركبة عامة أو سائقًا للشاحنات والباصات - يعرف ذلك، ويدرك ما يُخْفِيه هذا العدوُّ اللصيق من أخطار.

 

• يكمنُ خطر النعاس بأنه يتفاقَمُ تدريجيًّا، وصاحبه في غفلةٍ تحت أثره الناعم اللذيذ أثناء السفر، خصوصًا في الطرق الحديثة مُتعدِّدة المسارب، قليلة الانحناءات، التي لا يكاد السائق يبذل فيها جهدًا يُذكَر مع تثبيت السرعة، وجلوسه الطويل من غير حركة، فيَصِل النُّعاس أحيانًا حدًّا يغلب صاحبه ليغطَّ في النوم، ولو للحظات، قد تكون عواقبها فاجعة، فالواجب عند أول بادرة للشعور بالنعاس والإعياء عدمُ التردد، والتنحي بالمركبة جانبًا في أقرب مكان مناسب، وأخذ قسط مِن النوم في مقعد السائق، أو خارج المركبة، ولو لبضع دقائق أو أطول قليلًا من ذلك ما أمكن؛ فهذه الغَفْوة البسيطة تكسرُ حدَّة النعاس، وتُشعِر صاحبها بنشاط لبعض الوقت، ولا يُغْرِك الاستعجال بالوصول واختصار بعض الوقت بمقاومة النعاس إن تكرر، أما عند السفر لأكثر مِن يوم، فألاحوط أن تأخذ قسطًا وافيًا من النوم لليلة كاملة.

 

• مَن يعانون الأرق وقلة النوم قبل القيادة - خصوصًا لمسافات طويلة - الواجب عليهم عدمُ الإصرار على تحدِّي سطوة النوم وسلطانه؛ لأنه لا يلزم لوقوع حادث أحيانًا سوى شرود الذهن لأجزاء من الثانية، وقد يكون الحادث بتقدير الله بسيطًا، وهذا ما يحدث غالبًا؛ حيث يصحو السائق مفزوعًا على اهتزاز السيارة التي انحرفَتْ عن الشارع، فيتوقَّف دون وقوع أضرار تُذكر، وأحيانًا تقع أضرار مادية بسيطة دون إصابات، ويكون مثل هذا الأمر بمثابة إشارة تحذير قوية؛ كيلا يواصل القيادةَ مرهقًا ثقيل الرأس بالنعاس، وأحيانًا يشاء الله سبحانه وتعالى أن يكون الحادث قويًّا، وتقع فيه الإصابات، فلا رادَّ لقضاء الله وقدره، الذي لا يُحمَدُ على مكروهٍ سواه.

 

• أخطرُ ساعات القيادة مِن بعد منتصف الليل حتى طلوع الشمس؛ لأن هذه الفترة من اليوم هي فترة النوم الطبيعية، التي اعتادها الدماغ عند أغلب الناس، وأشدها صعوبةً على النفس في مقارعة النعاس:

فإن كان السائق وحيدًا وأصرَّ على القيادة، فعليه - لتجنُّب الوقوع في فخ النعاس - شغلُ نفسه على الدوام، بتلاوة آيات يحفظها من القرآن الكريم بصوت مرتفع، أو ترديد ما يحفظه من أشعار، أو غير ذلك مما يناسبه؛ بحيث يحافظ على نوعٍ مِن نشاط بسيط يساعد على بقائه مستيقظًا، وبإمكانه أيضًا إبقاء صوت المذياع أو المسجل مسموعًا، وتناول المشروبات من شاي وقهوة أو عصائر أو غيرها من مشروبات بشكل متكرر.

 

أما إن كان برفقته الأهل أو الأصدقاء، فمِن واجب أحدهم على الأقل أن يَبْقَى مستيقظًا مع السائق؛ ليبادله الحديث حتى نهاية الرحلة، وليتذكَّر كلُّ سائقِ مركبة ومرافقيه ترديدَ دعاء السفر دومًا قبل الانطلاق، وعدم تفويت أوقات الصلاة.


"
شارك المقالة:
21 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook