أشعر بك الأمر محبط للغاية، حين يخطو أبناءنا خطواتهم التعليمية الأولى، فتواجهم مشكلة عسر القراءة عند الأطفال ، فتجد الطفل لا يستطيع القراءة بالرغم من الكثير من المحاولات من قبل الأهل والمعلمين لتحسين الأمر.
القراءة هي المهارة التعليمية الأساسية التي يبني عليها اكتساب شتى العلوم وحين تختل هذه المهارة تتأثر العملية التعليمية بشكل كامل.
في هذا المقال سنضع أيدينا على مشكلة عسر القراءة عند الأطفال أو الديسلكسيا (Dyslexia) لنعرف الأسباب وطرق العلاج.
ماهو عسر القراءة عند الأطفال ؟
عسر القراءة حالة شائعة تجعل القراءة صعبة، وتعتبر أحد صعوبات التعلم المشهورة (Learning difficulty)، وهي اضطراب في التعلم يؤثر على القدرة على القراءة والتهجئة والكتابة والتحدث، غالبًا ما يكون الأطفال المصابون به أذكياء ويعملون بجد، لكنهم يواجهون صعوبة في ربط الأحرف التي يرونها بالأصوات التي تصنعها تلك الحروف سواء في اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية.
تؤكد الأبحاث أن حوالي 5? إلى 10? من البشر يعانون من بعض أعراض عسر القراءة ، مثل القراءة البطيئة أو صعوبة التهجئة أو اختلاط الكلمات.
كما ذكرنا فغالبًا ما يتمتع الأطفال المصابون بعُسر القراءة برؤية طبيعية ويكونون أذكياء مثل أقرانهم، لكنهم يكافحون أكثر في المدرسة لأن القراءة تستغرق وقتًا أطول منهم.
تأثير عسر القراءة على الأطفال ؟
الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة لا يتخلصون من هذه المشكلة بشكل نهائي ولكن هناك طرق تدريس واستراتيجيات يمكن أن تساعدهم على تحسين مهاراتهم في القراءة وإدارة التحديات التي تواجههم.
يعاني الأشخاص المصابون بعُسر القراءة عادةً من صعوبة في القراءة بطلاقة. غالبًا ما يقرؤون ببطء ويرتكبون أخطاء. يمكن أن يؤثر ذلك على مدى فهمهم لما يقرؤون. لكن عندما يقرأ الآخرون لهم ، فلا يواجهون مشكلة في فهم النص.
يمكن أن يسبب عسر القراءة صعوبة في مهارات أخرى أيضًا مثل :
فهم النصوص: كما ذكرنا فإن ضعف ربط الحروف ببعضها البعض يتسبب في صعوبة فهم الجمل والعبارات وبالتالي يصعب فهم النصوص التي بين أيدينا.
صعوبة الإملاء: مهارة إتقان القراءة تتبعها مهارة الإملاء وهي أكثر صعوبة من القراءة المتحررة لأنه يطلب من الطفل أن يحول الأصوات التي يسمعها إلى حروف وهذا أمر غاية في الصعوبة عليه.
عسر الكتابة: اطلب من طفل لديه عسر القراءة أن يكتب هذه الفقرة مرتين أو ثلاثة، وستكون كمن كلفه نقل جبل من موضعه إلى موضع آخر، لأنه ببساطة لا يحب الكلمات وكل مايتعلق بها وهي حروف مسطورة.
صعوبة الرياضيات: إذا تحدثنا عن الرياضيات كأرقام مجردة فإن عسر القراءة عند الأطفال لا يؤثر على العمليات الحسابية لكن تأثيره الأساسي على فهم المسائل اللفظية وهذا ما يجعل الرياضيات تتأثر أيضًا بمشكلة عسر القراءة عند الأطفال.
اقرأ أيضًا: كيف تساعد ابنك على تنظيم وقته
أسباب عسر القراءة:
لم يحدد الباحثون بعد بالضبط أسباب عسر القراءة، لكنهم يتفقون على أن الجينات تلعب دورًا مهمًا في الإصابة بعسر القراءة، فيما يلي بعض الأسباب المحتملة لعُسر القراءة عند الأطفال:
الجينات والوراثة: غالبًا ما يتوارث عسر القراءة في العائلات. حوالي 40 بالمائة من أشقاء المصابين بعُسر القراءة يعانون أيضًا منها.
ما يصل إلى 49 في المائة من آباء الأطفال المصابين بعُسر القراءة يعانون منها أيضًا.
نشاط الدماغ: أظهرت دراسات تصوير الدماغ اختلافات في الدماغ بين الأشخاص المصابين بعُسر القراءة والآخرين، تحدث هذه الاختلافات في مناطق الدماغ المسؤولة عن مهارات القراءة الأساسية.
هذه المهارات هي معرفة كيفية تمثيل الأصوات في الكلمات، والتعرف على شكل الكلمات المكتوبة.
ضعف التأسيس: مهارة القراءة هي أهم المهارات التي ينبغي التركيز عليها في الرحلة التعليمية للطفل، حين تضعف هذه المهارة تأسيسًا فإنها تتأثر بشكل ملحوظ خلال السنوات الأولى من حياة الطفل.
كيف يتم تشخيص عسر القراءة ؟
الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان شخص ما يعاني من عسر القراءة هي من خلال التقييم الكامل، سواء في المدرسة أو على انفراد.
يمكن أن يؤدي التشخيص المبكر للمشكلة إلى الدعم الإضافي المبكر، يمكن للأم أيضًا ملاحظة عسر القراءة عند الأطفال، لكن علينا أن ننتبه إلى أمر مهم وهو عدم التسرع في الحكم بعسر القراءة قبل استيفاء التأسيس الكافي للطفل على القراءة ومعرفة أنماط شخصيته المفيدة في عملية التعلم وتوظيفها جيدًا..
علاج عسر القراءة :
علينا أن نعلم قبل البدء في طريق العلاج أن الطفل ليس متهاونًا أو ولًا فالأمر خارج عن سيطرته ولايمكنه التحكم فيه وهو يحتاج للدعم منا أكثر من أي شئ، كما أنه لا يوجد علاج نهائي لهذه الحالة لكنها مجموعة من الخطوات التي تحسن الوضع وتساعد الطفل على التكيف ومواصلة رحلته التعليمية من خطوات العلاج لعسر القراءة:
الصبر والهدوء:
العلم يحتاج أن نتشربه لينتج ثماره، علينا فإذا كان الأمر متعسرًا كما هو الحال مع أطفالنا الذين يعانون من عسر القراءة فهو أولى بالصبر والهدوء، وعلينا أن نكون على يقين أنها مشكلة مؤقتة وستتحسن بشكل كبير، فقط استعن بالله وإذا ولاك الله مهمة تعليم الطفل القراءة سواء كنتِ أمًا أو معلمة و أبَا ومعلمًا فلنعلم أنها مهمة عظيمة والمهمات الكبيرة تحتاج لكبير الهمة صابر العزم طويل البال.
تحفيز الثقة بالنفس لدى الطفل:
لاتنهر الطفل أو تصفه بصفات سلبية فهذا لن يزيد الوضع إلا تأزمًا ولكن عزز ثقته بنفسه فهو يحمل في قلبه الكثير من الضعف وعلى عاتقه هم كبير وهو يتعتع ويتلعثم حتى يستطيع أن يربط الحروف ببعضها والكلمات بأخواتها ليكون جملة مفيدة.
قل له مع كل كلمة : ممتاز – أحسنت – رائع.
وإذا ما قرأ كلمة خطأ: حاول مرة أخرى يابطل، ستفعلها، أنا أثق بك.
اقرأ عن : اضطراب فرط الحركة لدى الأطفال
تعليم أساسيات القراءة:
الأساس هو ما ستبني عليه كل المهمات القادمة، لذلك فإن امتلاك أساسيات القراءة من حروف ومدود وحركات سيسهل عملية القراءة جدًا في المراحل القادمة، في أي وقت شعرت فيه أن طفلك يحتاج هذه الأساسيات لا تتأخر في تقديمها له حتى ولو كان قد تجاوز فترة التأسيس، المهم النتائج وليس الالتزام بالمناهج.
التدريب على القراءة بطرق مختلفة:
الطريقة التقليدية في القراءة والكتابة قد لا تنجح مع طفلك، لذا نوع الطرق قدر استطاعتك، استخدم الكروت التعليمية والكتابة على السبورة واستخدام التطبيقات التعليمية المختلفة مثل تطبيق Read Along لتعليم القراءة
تفعيل دور المدرسة:
الصرح التعليمي الأول هو المدرسة، حين يغيب دورها فإنه لا أحد يقوم بهذا المقام أبدًا، علينا أن نستعيد دور المدرسة ونتواصل مع المدرسين والمعلمين لأولادنا لنصل إلى أفضل النتائج.
التغذية السليمة:
الغذاء السليم وتناول الفيتامينات التي تساعد على التركيز وتقوي الذاكرة ستكون مفيدة جدًا في احسين عملية القراءة والتعلم بشكل عام لدى الأطفال والكبار.
كما ذكرنا فإن عسر القراءة عند الأطفال مشكلة في إحدى المهارات التعليمية التي ستتحسن بالتدريب والعمل المستمر، فقط كن هادئًا وسر بخطوات متتابعة حتى تصل.
تمنياتي القلبية بالتوفيق لكم.
العربية
