عشرة أسباب للثبات على الحق

الكاتب: المدير -
عشرة أسباب للثبات على الحق
"عشرة أسباب للثبات على الحق




الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 

إن نعمة الإسلام والثبات عليها نعمةٌ عظيمة؛ حيث إنها قضية مصيرية عليها المآلُ في الآخرة، وعليها الاطمئنان والسكينة في الدنيا، ولما كانت الفتن تموج موجَ البحر، والقلب يتقلب كالقِدر إذا استجمعت غليانًا، وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلِّبها كيف يشاء، فإن الإنسان عندما يتأمل تلك الأحوال وأمثالها، فإنه يخاف من الزيغ والضلال، ويسأل الله تبارك وتعالى الثبات، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((وإن الرجل ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن الرجل ليعملُ بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)).

 

إنك عندما تتأمل ذلك كلَّه تعلم أهمية دراسة هذا الموضوع، وهو الثبات على الحق الذي شرَعَه الله، فلا تميل عنه ولا تزيغ، ونقول ذلك لأن القضية ليست دنيوية فقط وتنتهي بموت الإنسان؛ وإنما هي مصيرية في الآخرة في جنة أو نار لا ثالث لهما، ففريق في الجنة وفريق في السعير.

 

فاحرص أخي المستمع الكريم على البحث عن أسباب الثبات، وسارع إلى تطبيقها وحافظ عليها؛ فأنا وأنت في أمسِّ الحاجة إلى معرفتها والتمسك بها، ولعلي أذكر لك جملة من تلك الأسباب، وذلك على النحو التالي:

 

أولًا: الدعاء دائمًا بالثبات؛ كقولك: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، وقولك: اللهم أصلح قلبي وعملي، ونحو ذلك من الدعوات.

 

ثانيًا: من أسباب الثبات مجالسة الأخيار الذين يعينونك على الثبات والتمسك بدينك، ويوجِّهونك عند خطئك، ويشجعونك عند صوابك، ويحرِّكون فيك جذوة الإيمان والعمل الصالح.

 

ثالثًا: طلب العلم؛ فهو سلاح متين وقوي أيضًا للتعرف على الله تعالى وأحكامه ودينه وعلى نبيِّه عليه الصلاة والسلام، فهذه مستمسكات عظيمة وجليلة.

 

رابعًا: من أسباب الثبات دعوة الآخرين إلى الخير ونبذ الشر؛ فإن تلك الدعوة هي بمثابة السياط للنفس تسوقها إلى الخير والثبات عليه، فإذا زاغت تذكَّرت ذلك فرجعت.

 

خامسًا: من أسباب الثبات الدلالةُ على الخير ولو كان يسيرًا؛ ففي مجالسك طبِّق قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دَلَّ على خير، فله مثلُ أجر فاعله))؛ رواه مسلم. فدلالتك لهم هو تثبيت لنفسك على الخير، وزجر لها عن الشر.

 

سادسًا: من أسباب الثبات إذا رأيت مبتلًى في دينه، فاحمد الله تبارك وتعالى على أن عافاك، وقل: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضَّلني على كثير ممن خلَق تفضيلًا؛ حتى لا يصيبك ذلك البلاءُ الذي أصابه كما ورد في السُّنة.

 

سابعًا: عليك بالإكثار من العمل الصالح؛ فهو زادُك ووقودك بإذن الله تعالى في أن تثبُتَ على الحق الذي هداك الله إليه.

 

ثامنًا: القراءة عن الزائغين والضالين وكيف زاغوا؛ لتجتنب طرقَهم وأفعالهم؛ حتى لا يصيبَك ما أصابهم.

 

تاسعًا: من أسباب الثبات لا تشمت في أحد ضلَّ الطريق، فكما أن قلبه بين أصابع الرحمن، فإن قلبك أيضًا كذلك؛ فعليك بالخوف أن تكون أنت مثلَه، ولكن احمَدِ الله تعالى على العافية.

 

عاشرًا: من أسباب الثبات التأمُّلُ والتدبر ولو أحيانًا في آيات الله تعالى المتلوة في القرآن، أو المرئية في ملكوت السماء والأرض؛ فإن ذلك من المثبتات والمعززات.

 

فهذه عشرة أسباب احرص على تجويدها والتمسك بها؛ لتفوز بالثبات بإذن الله تعالى، وتذكرها دائمًا وحاول التذكير بها؛ فما أحوَجَنا إلى ذلك في مجالسنا ومحافلنا، نسأل الله تبارك وتعالى الثبات على دينه.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


"
شارك المقالة:
40 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook