بلغ اليهود الغاية في التفريط، وبلغ النصارى الغايةَ في الإفراط.
فظن اليهود أن نبي الله يمكن أن يفتري على الله كذبًا أو أن يدعو الناس إلى عبادته من دون الله، ولم يكن عندهم توقير لرسل الله عليهم السلام؛ فقتلوا من قتلوا، وآذوا من آذوا منهم، حتى رموا بعضهم بالكفر ورموا بعضهم بالزنا.
وظن النصارى أن بعض البشر قد يرتقي حتى يكون إلهًا أو ابنًا لله تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا؛ كما هو اعتقادهم في عيسى عليه السلام.
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ نَصْرَانِيٌّ يقال له الرئيس: أوَ ذاك تُرِيدُ مِنَّا يَا مُحَمَّدُ، وَإِلَيْهِ تَدْعُونَنَا؟
ونسي هؤلاء السفهاء، وأولئك الضلال أن سوء الظن برسل الله قدح في علم الله وحكمته، فإن الرسل هم صفوة الله من خلقه، وقدْ اختَارَهُم الله عَلَى عِلْمٍ مَنْ بَيْنَ أَهْلِ زَمَانِهِمْ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ? وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ? [الدخان: 32].
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.