مر تاريخ منطقة المدينة المنورة قبل الإسلام بمراحل زمنية كثيرة، جميعها ترتبط ببداية استيطان العنصر البشري للمنطقة، وشروعه في إعمار الأرض، وتفاعله مع البيئة وتسخيره لمقوماتها فيما يخدم احتياجات حياته وتطوير أساليبها المتنوعة.

تاريخ المنطقة قبل الإسلام بعصوره الزمنية المختلفة شبيه ببقية العصور الزمنية لأغلب حضارات أرجاء جزيرة العرب، بل هو متجانس معها إلى حد كبير في موروثها الحضاري وفكرها الاجتماعي، وتشتمل كل حقبة زمنية من التسلسل التاريخي للمنطقة على معلومات تاريخية عن الإنسان والمكان والزمان في المنطقة. وتؤكد شواهد الأدلة الأثرية التي كشفت عنها الدراسات الآثارية في منطقة المدينة المنورة على قدم الاستيطان في المنطقة منذ عصور موغلة في القدم؛ فقد شهدت المنطقة استيطانًا بشريًا منذ عصور ما قبل التاريخ بتفرعاتها المختلفة، ثم تزايد الاستيطان وزادت كثافته خلال العصر الحجري الحديث، كما كشف في المنطقة أيضًا عن أنشطة مختلفة تجسد تاريخ إنسان المنطقة خلال عصر فجر التاريخ وبداياته، وخلال الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد، ومع مطلع الألف الأول قبل الميلاد الذي تبلورت فيه الأسس الحضارية لإنسان المنطقة، ودخلت منطقة المدينة المنورة أثناءه في عصر جديد يطلق عليه اسم عصر الممالك العربية، وينتهي تاريخ منطقة المدينة قبل الإسلام مع ذلك الحدث الجليل حينما شرح الله صدر نفر من أهل يثرب إلى الإسلام في السنة العاشرة من البعثة النبوية الشريفة  ،  وتبلور هذا العهد الجديد مع هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة.