الاسهال هو عبارة عن خروج براز مرتخي أو سائل، أو خروج البراز بوتيرة أكثر من المعتاد.
من المحتمل أن يصيب الاسهال تقريباً كل طفل خلال حياته. ولكن من المهم أن نعرف أن الاسهال بحد ذاته ليس بمرض، انما علامة لوجود مرض اخر، غالباً في الجهاز الهضمي.
رغم أن الاسهال هو أمر شائع، ونادراً ما يهدد حياة الطفل، الا أنه من المهم التعرف على الحالات التي تتطلب علاجاً فورياً.
قد يؤدي الاسهال لجفاف الطفل، مما يضر باتزان الماء والأملاح في الجسم- هذه الأمور قد تكون خطيرة في حال عدم علاجها.
يُعتبر الاسهال من أبرز وأهم الأمراض المنتشرة لدى الأطفال.
الجدير بالذكر أن مُعظم حالات الاسهال الحاد تُشفى لوحدها، وغالباً ما يكون السبب من ورائها عدوائياً. أما الاسهال المستمر لأكثر من أسبوعين فهو اسهال مزمن ويحتاج لتشخيص السبب وللعلاج.
تتغير كثافة البراز، ووتيرة خروج البراز من طفل لاخر. ويتعلق الأمر بجيل الطفل وبالتغذية التي يتناولها. لذا فان تعريف الاسهال يختلف من حالة الى أخرى.
ولكن يُمكن تعريف الاسهال وفقاً للمعايير التالية: وتيرة الخروج، كثافة البراز، ومدة الاسهال.
السبب الأكثر شيوعاً للاسهال الحاد لدى الأطفال هو العدوى الفيروسية.
أسباب أخرى تشمل العدوى الجرثومية، تناول المضادات الحيوية، عدوى فيروسية أو جرثومية خارج الجهاز الهضمي، تسمم الطعام، وأمراض أخرى نادرة.
العدوى الفيروسية، الجرثومية وعدوى الطفيليات جميعها مُعدية. لذا على الأهل الانتباه للأمر ووقاية طفلهم من العدوى، كما منع انتقال العدوى لأطفال اخرين.
يُعتبر الأطفال ناقلين للعدوى طالما هم مصابين بالاسهال، وتنتقل الميكروبات بواسطة اللمس. لذا فان غسل اليدين، تجنب استعمال نفس الأغراض مع الطفل المريض والحفاظ على النظافة، هي أمور مهمة لتجنب انتقال العدوى.
يستمر التهاب الأمعاء اثر العدوى الفيروسية ما يقارب 3-7 أيام، ويُشفى الطفل من الالتهاب لوحده دون الحاجة لتلقي العلاج، سوى تناول السوائل لتجنب الجفاف.
التهاب المعدة والأمعاء اثر العدوى الجرثومية هو حالة مشابهة لتلك الفيروسية، لذا يصعب كثيراً التمييز ما بينهم.
تؤدي العدوى الجرثومية للحرارة المرتفعة، الاسهال السائل، أو المصحوب بالمخاط والدم، ألم البطن، القيء وأعراض أخرى مشابهة. لا حاجة للعلاج بالمضادات الحيوية في معظم الحالات، لكن العلاج بالسوائل هو المهم.
التهاب المعدة والأمعاء اثر عدوى الطفيليات هو الحالة الأقل شيوعاً، ونجده في الدول الغير متقدمة.
تناول المياه الملوثة، زيارة مناطق ملوثة بالطفيليات أو العيش فيها، هي من العوامل التي قد تؤدي للاصابة بعدوى الطفيليات. التهاب المعدة والأمعاء اثر عدوى الطفيليات قد يُشفى دون حاجة للعلاج، لكنه قد يستمر لمدة تزيد عن أسبوعين.
أساس العلاج هو التوقف عن تناول المضادات الحيوية، ويؤدي الأمر لتوقف الاسهال خلال يوم أو يومين. اذا لم يتوقف الاسهال، أو أنه كان مصحوباً بالدم أو المخاط، يجب التوجه لطبيب الأطفال.
يتطلب تقييم الاسهال لدى الأطفال من الطبيب مراجعة التاريخ المرضي للطفل، القيام بالفحص الجسدي، وقد يحتاج أحياناً لاجراء بعض الاختبارات لتشخيص أسباب الاسهال لدى الأطفال.
من المهم أن يُجري الطبيب فحصاً جسدياً كاملاً، لتشخيص عدوى خارج الجهاز الهضمي ولتقييم درجة الجفاف. رغم أن العديد من الاختبارات متوفرة ويُمكن اجرائها لتقييم شدة الاسهال والجفاف لدى الطفل، الا أنه لا حاجة لاجرائها في معظم الحالات لأنها عدوائية.
أهم المضاعفات للاسهال هو الجفاف، نظراً لأن الطفل يفقد الكثير من السوائل خلال الاسهال.
توجد ثلاثة درجات من الجفاف، وفقاً لشدته:
من المهم الانتباه لدرجة الجفاف، وتقديم العلاج المناسب. عادةً فان الجفاف البسيط يُمكن علاجه بتناول السوائل فموياً. أما درجات الجفاف المتوسطة والشديدة تحتاج للعلاج في المستشفى، وبتناول السوائل عن طريق الوريد.
يتكون علاج الاسهال لدى الأطفال من أمرين أساسيين:
توجد العديد من المعتقدات حول تغذية الأطفال أثناء الاسهال.
من المهم أن نشير الى ضرورة الاستمرار في تناول ذات التغذية، أو الرضاعة لدى الرضع، الا اذا ما نصحكم الطبيب بغير ذلك.
اذا ما عانى الطفل من الجفاف، يجب اعادة السوائل اليه، وبعدها يستطيع الاستمرار بتناول ذات التغذية التي تناولها سابقاً.
اليكم بعض النصائح حول تغذية الطفل:
المعالجة بتعويض السوائل عن طريق الفم (Oral Rehydration Therapy)، وتعرف أيضاً باسم معالجة الامهاء الفموي، هي طريقة العلاج الأسهل، الأوفر والأكثر أماناً، وهي بديل ممتاز للمعالجة بتعويض السوائل عن طريق الوريد.
الهدف من المعالجة هو تعويض السوائل التي فقدها الطفل خلال الاسهال.
توجد عدة سوائل في الأسواق، وجميعها تحوي ذات المركبات من الشوارذ والسكر، والتي فقدها الطفل وبحاجة اليها.
يُمكنكم استشارة الطبيب لتحديد نوع السوائل الذي يجب تناوله. نشير الى أن المعالجة بتعويض السوائل عن طريق الفم لا يعالج الاسهال نفسه، انما يعالج الجفاف. من المهم أن تكون تركيبة السوائل دقيقة جداً، لذا فان تحضير السوائل في البيت أمر مرفوض، كذلك استبدال السوائل بأنواع العصير المختلفة.
يجب تناول السوائل في البيت، وفي حال أن الطفل يعاني من الجفاف البسيط ويرفض تناول الطعام.
يُمكن تناول السوائل بكميات قليلة. طبعاً من المهم استشارة الطبيب قبل تناول أية سوائل. الكمية التي يُنصح بها هي ما يقارب 50 ميليلتر لكل كيلوغرام من وزن الطفل. بعد تناول كامل كمية السوائل، يُمكن محاولة تناول التغذية التي يتناولها الطفل.
اذا ما رفض الطفل تناول السوائل عن طريق الفم، أو أنه استمر بالاسهال أو القيء، يجب التوجه للطبيب.
هي طريقة العلاج الأمثل، والتي تعوض الطفل عن جميع السوائل التي فقدها.
طبعاً فان المعالجة بتعويض السوائل عن طريق الوريد تتم في المستشفى فقط.
هناك حاجة لتلقي السوائل عن طريق الوريد اذا ما فشل العلاج بتعويض السوائل عن طريق الفم، أو عند الاستمرار بالاسهال والقيء، أو عند رفض الطفل تناول الطعام والشراب، أو عند الجفاف ذو الدرجة المتوسطة أو الشديدة.
بشكل عام لا حاجة للمعالجة بالأدوية عند اسهال الطفل، كالمضادات الحيوية أو مضادات الاسهال. وعلى العكس فقد تكون الأدوية مضرة للطفل.
نادراً ما قد يتم استخدام المضادات الحيوية لمعالجة الاسهال لدى الأطفال، وذلك اذا ما كان الاسهال مستمراً وتم تشخيص الجراثيم التي تؤدي للاسهال. تذكروا أن للمضادات الحيوية بعض الأعراض الجانبية الغير مرغوب بها.
مضادات الاسهال المختلفة غير محبذة الاستخدام لدى الأطفال لعلاج الاسهال، لأنها توقف الاسهال ولكنها تحافظ على الفيروسات والجراثيم داخل الجهاز الهضمي، لذا قد تزيد من مدة الاسهال على عكس المطلوب.
على الأهل اتباع قوانين الوقاية والحذر من انتقال الاسهال اليهم أو لأطفال اخرين. أساس الوقاية من انتشار عدوى الاسهال هو الحفاظ على النظافة.
اليكم النصائح التالية:
معظم حالات الاسهال يُمكن علاجها في البيت، ولا حاجة للتوجه لتلقي المساعدة الطبية سواء في العيادات أو المستشفى. لكن بعض الحالات تتطلب المساعدة الطبية، وذلك في الحالات التالية:
جميع هذه الحالات تعبر عن الجفاف المتوسط أو الشديد، أو عن أسباب للاسهال بحاجة للعلاج.