تعدّ تلاوة القرآ ن الكريم من العبادات التي يتقرّب بها العبد المسلم إلى الله تعالى، وهي من أنواع الذكر التي يحصل بها الأجر والثواب من الله عز وجل، كما أنّ المداومة على تلاوة آيات القرآن تعدّ من الأسباب التي توّلد لدى العبد اللذة والراحة النفسية والاستقرار والطمأنينة، حيث قال الله تعالى: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)، كما أنّ في ذلك وسيلة للوصول إلى معاني ودلالات الآيات، والعبر والعظات التي تحثّ عليها، ممّا يوصل العبد إلى التفكّر والتدبّر فيها، فالقرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معجزته الخالدة المحفوظة من أيّ تحريف أو تغيير، كما وعد الله تعالى بذلك، حيث قال: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)، فلم ينقص من القرآن ولم يزد عليه أي شيء.
الاكتئاب مصطلح طبي يتضمن الاضطرابات النفسية بشكل واسعٍ وكبيرٍ، ممّا يسبّب المزاج السيئ الذي يُصعب على الفرد ممارسة الأمور والقيام بها، وينظر إلى الأمور بانّها ذات قيمة قليلة، وذلك إن كان الاكتئاب في أخف وأبسط حالاته، وفي المقابل قد يكون شديداً قوياً، ممّا قد يؤدي إلى تهديد حياة الفرد، وذلك بتفكيره في قتل نفسه، أو توقّف رغبته عن الحياة، وينقسم الاكتئاب إلى اكتئاب نفسي عصابي، واكتئاب عقلي ذهاني، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن التخلّص من الاكتئاب باللجوء إلى القرآن الكريم تلاوةً وتدبراً، للوصول إلى انشراح الصدر وطمأنينته، حيث ورد في القرآن العديد من القصص التي تبيّن الابتلاء الذي وقع على الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وغيرهم من الصالحين، فمهما بلغت درجة ابتلاء العبد فلن يصل إلى درجة ابتلاء يوسف عليه السلام مثلاً.
ومن الطرق التي يمكن للعبد اللجوء إليها في ذلك، جمع الكفّين وقراءة كلّ من سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس فيهما، ثمّ النفث فيهما أيضاً؛ أي بصق الرذاذ الخفيف من الريق، ثمّ مسح الوجه بالكفين، ويمكن أيضاً مسح الجسد بقدر المستطاع، مع تكرار ذلك ثلاث مرات، كما يستطيع العبد تخصيص بعض الأوقات للقيام بذلك، منها: قبل النوم ليلاً، وعند القيلولة نهاراً، أو عند أي وقت آخر يريد الشخص أن ينام فيه، ويجب على المسلم الحرص على قراءة آيات القرآن الكريم ببطءٍ دون عجلةٍ، مع تدبّر ما فيها من معاني ودلالات وعبر، مع ضرورة زرع يقين الشفاء في النفس.
يجب على العبد المسلم أن يسعى دائماً للوصول إلى انشراح الصدر وأمانه وطمأنينته، وذلك يتحقّق بالعديد من الطرق والوسائل الذي تمكّن العبد من ذلك، وفيما يأتي بيان البعض منها:
موسوعة موضوع