علاج الاكتئاب بالقرآن الكريم

الكاتب: مروى قويدر -
علاج الاكتئاب بالقرآن الكريم

علاج الاكتئاب بالقرآن الكريم.

 

 

المداومة على تلاوة القرآن الكريم

 

تعدّ تلاوة القرآ ن الكريم من العبادات التي يتقرّب بها العبد المسلم إلى الله تعالى، وهي من أنواع الذكر التي يحصل بها الأجر والثواب من الله عز وجل، كما أنّ المداومة على تلاوة آيات القرآن تعدّ من الأسباب التي توّلد لدى العبد اللذة والراحة النفسية والاستقرار والطمأنينة، حيث قال الله تعالى: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)، كما أنّ في ذلك وسيلة للوصول إلى معاني ودلالات الآيات، والعبر والعظات التي تحثّ عليها، ممّا يوصل العبد إلى التفكّر والتدبّر فيها، فالقرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معجزته الخالدة المحفوظة من أيّ تحريف أو تغيير، كما وعد الله تعالى بذلك، حيث قال: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)، فلم ينقص من القرآن ولم يزد عليه أي شيء.

 

علاج الاكتئاب بالقرآن الكريم..

 

الاكتئاب مصطلح طبي يتضمن الاضطرابات النفسية بشكل واسعٍ وكبيرٍ، ممّا يسبّب المزاج السيئ الذي يُصعب على الفرد ممارسة الأمور والقيام بها، وينظر إلى الأمور بانّها ذات قيمة قليلة، وذلك إن كان الاكتئاب في أخف وأبسط حالاته، وفي المقابل قد يكون شديداً قوياً، ممّا قد يؤدي إلى تهديد حياة الفرد، وذلك بتفكيره في قتل نفسه، أو توقّف رغبته عن الحياة، وينقسم الاكتئاب إلى اكتئاب نفسي عصابي، واكتئاب عقلي ذهاني، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن التخلّص من الاكتئاب باللجوء إلى القرآن الكريم تلاوةً وتدبراً، للوصول إلى انشراح الصدر وطمأنينته، حيث ورد في القرآن العديد من القصص التي تبيّن الابتلاء الذي وقع على الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وغيرهم من الصالحين، فمهما بلغت درجة ابتلاء العبد فلن يصل إلى درجة ابتلاء يوسف عليه السلام مثلاً.

ومن الطرق التي يمكن للعبد اللجوء إليها في ذلك، جمع الكفّين وقراءة كلّ من سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس فيهما، ثمّ النفث فيهما أيضاً؛ أي بصق الرذاذ الخفيف من الريق، ثمّ مسح الوجه بالكفين، ويمكن أيضاً مسح الجسد بقدر المستطاع، مع تكرار ذلك ثلاث مرات، كما يستطيع العبد تخصيص بعض الأوقات للقيام بذلك، منها: قبل النوم ليلاً، وعند القيلولة نهاراً، أو عند أي وقت آخر يريد الشخص أن ينام فيه، ويجب على المسلم الحرص على قراءة آيات القرآن الكريم ببطءٍ دون عجلةٍ، مع تدبّر ما فيها من معاني ودلالات وعبر، مع ضرورة زرع يقين الشفاء في النفس.

 

علاج الاكتئاب

 

يجب على العبد المسلم أن يسعى دائماً للوصول إلى انشراح الصدر وأمانه وطمأنينته، وذلك يتحقّق بالعديد من الطرق والوسائل الذي تمكّن العبد من ذلك، وفيما يأتي بيان البعض منها:

  • اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، وذلك لتحقيق الرغبات، وتفريج الكربات والهموم والأحزان، وقد يكون الدعاء وقائياً أو علاجياً؛ فالوقائي يكون بالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يدعو مثلاً: (اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من الهمِّ والحزَنِ ، والعجزِ والكسلِ ، والبخلِ والجبْنِ ، وضَلَعِ الديْنِ ، وغلَبةِ الرجالِ)، ووردت أيضاً العديد من الأدعية العلاجية عن الرسول عليه الصلاة والسلام التي حثّ على حفظها وتعلّمها وتعليمها، حيث قال: (ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزَنٌ فقال اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو أنزلته في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمِّي إلا أذهب اللهُ همَّه وحُزْنَه وأبدله مكانه فَرَجًا قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلمُها فقال : بلى ينبغي لِمَنْ سمِعها أنْ يتعلمَها).
  • إخلاص الأعمال إلى الله تعالى، وذلك من أعظم أسرار السعادة والراحة، فالعبد إن كانت أعماله لله عزّ وجلّ ابتغاءً لما عنده من الأجر والثواب، فإنّه لن يهتم بشكر الناس وحمدهم، لأنّه إذا انتظر ما عندهم ولم يصدر ما يتوقعه منهم فقد يصيبه الندم والحسرة والضيق، وممّا يدل على أنّ الإخلاص من أسباب الراحة والطمأنينة وتفريج الكرب ما حصل مع الثلاثة الذين انطبق الغار عليهم، فتوسّل كلٌّ منهم إلى الله بفضيلةٍ قام بها وكان الإخلاص أساسها، فانفرج كربهم.
  • التفكّر في نعم الله تعالى، وممّا ورد في ذلك قول السعدي: (وكلما طال تأمل العبد في نعم الله الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، رأى ربه قد أعطاه خيراً كثيراً، ودفع عنه شروراً متعددة، ولا شك أن هذا يدفع الهموم والغموم، ويوجب الفرح والسرور)، فالعبد منغمسٌ انغماساً بنعم الله تعالى عليه، حيث قال: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)، الأمر الذي يؤدي إلى دفع الهموم والأحزان.
  • التوكّل فقط على الله تعالى في تفريج الهموم والكروب، فإبراهيم عليه السلام عندما ألقاه قومه في النار، توكّل على ربه فقط، فجعلها الله تعالى برداً وسلاماً عليه.
  • الإيمان الحقيقي الكامل بالله عزّ وجلّ، حيث قال: (أَفَمَن شَرَحَ اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ)، وكلما قوي إيمان العبد وازداد انشرح صدره، وكذلك فإنّ من فقد الإيمان ونزعه من قلبه يصبح شقيّاً.
  • المداومة على القيام بالأعمال الصالحة، حيث قال الله تعالى: (مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ)، ومن أمثلة الأعمال الصالحة: طلب العلم الشرعي، والإكثار من ذكر الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والإكثار من الاستغفار، والصدقة، وتطبيق النوافل من صيام وصلاة قد يصل بها العبد إلى محبة الله عزّ وجلّ، فينال العبد الولاية منه بسبب المحبة، وبالولاية تُمحى الأدران الهموم والغموم، بالإضافة إلى الحرص على الخشوع في الصلاة؛ فهي من الوسائل التي تزال بها المعاصي والذنوب.
شارك المقالة:
143 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook