علاج الجيوب الأنفية بالمضادات الحيوية

الكاتب: نور الياس -
علاج الجيوب الأنفية بالمضادات الحيوية

علاج الجيوب الأنفية بالمضادات الحيوية.

 

 

اختيار أحد أنواع المضادات الحيوية

 

من منظور الطبيب المعالج، يمكن أن يلعب التخمين دورًا كبيرًا في اختيار المضاد الحيوي الأفضل لعلاج حالة معينة من حالات التهاب الجيوب الأنفية.

في البداية، أود أن أشير إلى أن هناك نقص شديد في المعلومات المتوفرة عن فعالية المضادات الحيوية المختلفة في علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن. وقد تندهش عندما تعلم أن إدارة الأغذية والأدوية الأمركية لم تعتمد حتى الآن مضادًا حيويًا واحدًا لعلاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن. لكن، تم اعتماد العديد من المضادات الحيوية الخاصة بعلاج التهاب الجيوب الأنفية الحاد. ويصف الأطباء هذه المضادات الحيوية نفسها لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن. ونتيجة لذلك، لا توجد الحوافز الاقتصادية التي يمكنها أن تدفع أصحاب مصانع الأدوية للسعي وراء الحصول على موافقة السلطات الرسمية – وهو اقتراح صعب ومكلف، حيث إن التهاب الجيوب الأنفية المزمن ليس مرضًا واحدًا وإنما مجموعة من الأمراض المتنوعة. لذلك، لا نملك بينات علمية توضح تفوق مضاد حيوي على غيره في علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن، كذلك لا نعرف الجرعة المثالية أو مدتها.

هناك مشكلة أخرى معقدة بشأن التخلص من البكتريا الضارة. و نجد أن معظم حالات التهاب الجيوب الأنفية الحاد يتسبب فيها نوع من ثلاثة أنواع من البكتريا: بكتريا المكورة الرئوية وبكتريا الإنفلونزا المستاديمة، أو المولعة بالدم، وبكتريا الموراكسيلة التي تسبب الالتهاب النزلي. ويعتبر مرض التهاب الجيوب الأنفية المزمن أكثر تعقيدًا. فهناك احتمالية أكبر للإصابة بأضرار أخرى، وتكون حالات العدوى متعددة الميكروبات؛ بمعنى وجود نوعين من البكتريا – أو أكثر – ساعدا في الإصابة بالمرض.

نعلم أن البكتريا العنقودية الذهبية Staphylococcus Aureus، ويشار إليها اختصارًا بـ Staph أو Staph Aurcus توجد غالبًا بكثرة عندما يتم أخذ عينات استنبات في حالات عدوى الجيوب الأنفية المزمنة، وتنشأ في حوالي نصف إجمالي الحالات. أيضًا، هناك مجموعة من البكتريا الأخرى التي تحمل أسماء غريبة، مثل البكتريا الزائفة (Pseudom) والبكتريا العصوانية (Bacteroides).

ليس من الغريب أن بكتريا الإشريكية القولونية Escherichia Coli، والتي تعرف اختصارًا بـ E. Coli تتزايد في الجيوب الأنفية المصابة بالتهاب مزمن. ولعلنا نتذكر عام 1993؛ حيث تلوثن لحوم الهامبورجر ببكتريا الإشريكية القولونية مما أدى إلى عدة كورات بمطاعم الأكلات السريعة في الولايات المتحدة الأمركية. ولحسن الحظ، لم تكن هذه البكتريا من سلالة الإشريكية القولونية نفسها التي تسبب حالات عدوى الجيوب الأنفية، والتي يمكن معالجتها بسهولة باستخدام المضادات الحيوية الملائمة.

نظرًا لكثرة أنواع البكتريا التي يمكن أن تسبب التهاب مزمن، فإن العلاج الذي يتم اختياره على أساس نتائج عمليات الاستنبات يعتبر من أكثر الوسائل دقة لاختيار المضاد الحيوي الملائم. وفي الحالات التي يرى فيها طبيب الأنف والأذن والحنجرة صديدًا يخرج من أحد الجيوب الأنفية أثناء عملية الفحص بالمنظار، يمكن أخذ عينة باستخدام قطيلة (كتلة من مادة ماصة ملحقة في طرف عود أو سلك، تستخدم لإزالة مادة من موضعها). وتوضع هذه العينة على شريحة استنبات وتوضع في حضانة لمزارع البكتريا. وبعد مضي فترة تتراوح من خمسة إلى سبعة أيام، يقوم طبيب المعامل المتخصص في هذه العمليات بتحديد نوع البكتريا التي تكاثرت، ويقوم بإجراء الاختبارات التي يمكن أن تحدد المضادات الحيوية الفعالة في القضاء على هذه البكتريا. وبمعرفة هذه المعلومات، يمكن أن يصف طبيب الأنف والأذن والحنجرة المضاد الحيوي الأكثر فعالية

 

شارك المقالة:
87 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook