علاج تقدم الدورة الشهرية و اسبابها

الكاتب: باسكال خوري -
علاج تقدم الدورة الشهرية و اسبابها

 

علاج تقدم الدورة الشهرية و اسبابها.

 

 

 

عدم انتظام الدورة الشهرية

تتراوح مدّة الدورة الشهرية لدى النّساء بين 21 إلى 40 يوماً أو أكثر، وذلك بمتوسط ​​28 يوماً، بينما تتراوح مدّة نزول دم الطمث على وجه الخصوص بين يومين إلى سبعة أيام، كما قد تختلف طبيعة الطمث؛ فقد يتراوح دم الطمث بين الخفيف إلى الغزير، وبين الأحمر الفاتح إلى البنيّ الدّاكن، وتجدر الإشارة إلى احتمالية مُعاناة معظم النّساء من حدوث تغيّرات في مدّة الدورة الشهرية أو تكرارها خلال مرحلة مُعينة من حياتهنّ، ممّا قد يتسبّب بشعور المرأة بالقلق حيال هذه الحالة، وعليه يمكن القول إنّ تغيّرات الدورة الشهرية قد تتضمن حدوث اختلافاتٍ في مدّة الطمث، أو طبيعته، أو الفترة الفاصلة بين الدورتين الشهريتين المتتاليتين، أو قد تُعاني المرأة من انقطاع الطمث بشكلٍ تامّ.

 

أسباب تقدم الدورة الشهرية

يُعزى حدوث الدورة الشهرية قبل الموعد المُتوقع لها إلى العديد من العوامل والأسباب، نذكر منها ما يأتي:

  • الفترة الأولى من البلوغ: في الحقيقة تُعاني الفتيات من عدم انتظام الهرمونات ذات التأثير في الدورة الشهرية خلال السنوات القليلة الأولى بعد البلوغ وبدء حدوث الدورة الشهرية، وهذا بحدّ ذاته يتسبّب بعدم انتظام الدورة؛ بحيث يكون عدد الأيام الفاصلة بين الدورتين الشهريتين المتتاليتين أقصر أو أطول من المتوسط.
  • مرحلة ما قبل انقطاع الطمث: إذ تبدأ هذه المرحلة في العادة في منتصف إلى أواخر الأربعينات من العمر، وتستمر مدّة تبلغ حوالي أربع سنوات، إذ يُصاحب هذه المرحلة اضطراب في مستوى الهرمونات بشكلٍ كبير مؤدياً عدم حدوث الإباضة شهرياً، ممّا يؤدي إلى عدم انتظام الدورة؛ سواء أكان عدم الانتظام يتمثل بحدوث الطمث قبل أو بعد موعده المتوقع.
  • ممارسة التّمارين الرياضية بشكل مُكثف: وخاصة في حال ممارسة التمارين الرياضية عدّة ساعات يومياً، فقد يؤدي ذلك إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو توقّفها بشكلٍ تامّ، ويُعزى حدوث ذلك إلى أنّ الرياضة قد تتسبّب بحرق كميات من السعرات الحرارية أكثر من تلك التي يتمّ الحصول عليها من خلال الطّعام؛ وبالتالي فإنّ عدم الحصول على طاقة كافية يحول دون قدرة الجسم على إنتاج كمية الهرمونات التناسلية التي يحتاجها لحدوث الإباضة بشكلٍ طبيعي.
  • تغيّر الوزن: قد يؤدي فقدان الوزن السريع إلى اضطراب الدورة الشهرية، خاصّة إذ تمّ تحقيق ذلك باتباع نظام غذائي شديد، أو الخضوع لجراحة المجازة المعِديّة (بالإنجليزية: Gastric bypass surgery)، أو المُعاناة من اضطرابات الأكل، إذ إنّ الدخول في حالة الجوع الشديد (بالإنجليزية: Starvation) يُحفّز الجسم للاحتفاظ بالطاقة بهدف استغلالها لأداء وظائف الجسم الأساسية؛ كالتنفس، ويترتب على ذلك التوقّف عن إنتاج الهرمونات التناسلية؛ وبالتالي اضطراب الدورة الشهرية.
  • الضغوط النّفسية: إذ تؤدي هذه الحالة إلى إحداث اضطرابٍ في مستوى الهرمونات ممّا يؤثر في الدورة الشهرية.
  • حدوث تغيّر في أنماط الحياة: إذ إنّ إجراء تغيير على الروتين اليومي المُعتاد قد يُحدث اختلالاً في مستوى هرمونات الجسم، وبالتالي اضطراب موعد الدورة الشهرية، كالفتيات اللاتي تتطلب طبيعة عملهم التناوب بين الليل والنّهار، وكذلك عند الانتقال من مكان إلى آخر، وفي الحقيقة لم يتمكّن الخبراء من تحديد السبب الدقيق لذلك؛ ولكن يُعتقد بأنّ لاضطراب النّظم اليوميّ (بالإنجليزية: Circadian rhythms) وحدوث اختلال في مستوى هرمون الميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin) دوراً في التأثير في مستوى الهرمونات التناسلية.
  • تناول أنواع معينة من الأدوية: وبخاصّة مضادات التخثر (بالإنجليزية: Anticoagulants)، إذ قد يُساهم تناول هذه الأدوية في إطالة مدّة الدورة الشهرية وإحداث نزيفٍ حادّ، نظراً لتأثيرها في بطانة الرحم، كما قد تُساهم وسائل تنظيم الحمل الهرمونيّة (بالإنجليزية: Hormonal birth control) بما فيها وسائل منع الحمل الطارئة (بالإنجليزية: Emergency contraception) في اضطراب الدورة نظراً لاحتوائها على هرمونات تؤثر في الإباضة والحيض.
  • الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيّاً: ومن أكثرها شيوعاً الكلاميديا (بالإنجليزية: Chlamydia) والسيلان (بالإنجليزية: Gonorrhea)، إذ إنّ هذه الأمراض قد لا تتسبّب بظهور أيّ أعراضٍ، وفي حالات أخرى قد تؤدي إلى المُعاناة من نزيفٍ مهبليّ خفيف وبسيط (بالإنجليزية: Spotting) خلال الفترة الفاصلة بين دورتين شهريتين متتاليتين، وقد تؤدي أيضاً إلى ظهور إفرازات دموية.
  • الإصابة بأمراض أخرى: مثل متلازمة تكيّس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)، أو الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis)، أو أمراض الغدّة الدرقية، أو مرض السّكري غير المُسيطر عليه او غير المُشخّص بعد.

 

علاج عدم انتظام الدورة الشهرية

يعتمد علاج عدم انتظام الدورة الشهرية على المُسبّب الرئيسيّ الذي أدّى إلى حدوث هذه الحالة، وفيما يلي بيان للطُرق العلاجية التي قد يتمّ اتّباعها في هذه الحالة:

  • مرحلة البلوغ وانقطاع الطمث: لا يتطلب عدم انتظام الدورة الشهرية في هذه المراحل أيّ علاج.
  • وسائل تنظيم الحمل: في حال استمرار عدم انتظام الدورة الشهرية لعدّة أشهر نتيجة استخدام وسائل تنظيم الحمل، قد يتطلب الأمر تغيير الوسيلة المُتّبعة، وتجربة خيارات أخرى مُتاحة.
  • متلازمة تكيّس المبايض والسمنة: يلعب تقليل الوزن دوراً في تنظيم الدورة الشهرية، وتقليل حاجة الجسم لإنتاج المزيد من هرمون الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin)، وتقليل مستويات هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، ممّا يؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث الإباضة.
  • اضطرابات الغدّة الدرقيّة: قد يتضمن العلاج استخدام الأدوية، أو العلاج باليود المشع، أو الجراحة، وممّا ينبغي التنبيه إليه أنّ حلّ مشكلة الغدّة الدرقيّة يُساهم في تنظيم الدورة الشهرية.
  • الضغوط النّفسية واضطرابات الأكل: قد يُلجأ للوسائل المختلفة بهدف السيطرة على هذه الحالات؛ بما في ذلك العلاج النّفسي وممارسة تقنيات الاسترخاء.


قد يُوصف دواء الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin) المُستخدم للسيطرة على الإصابة بمرض السّكري من النّوع الثاني في حالة عدم انتظام الدورة الشهرية؛ نظراً لتأثير هذا الدواء في تحسين الإباضة وتنظيم الدورة الشهرية، وقد يُلجأ في حالات أخرى إلى وصف جرعات منخفضة من أدوية تنظيم الحمل المّكوّنة من هرمونيّ الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogens) والبروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone)؛ نظراً لتأثير هذه الأدوية في تقليل إنتاج هرمون الأندروجين (بالإنجليزية: Androgen) والمُساهمة في السيطرة على النّزف غير الطبيعيّ، وقد يلجأ في حالاتٍ أخرى إلى وصف أحد الأدوية التي تحتوي في تركيبتها على هرمون البروجسترون فقط لمدة 10-14 يوماً من كلّ شهر بهدف تنظيم الدورة

شارك المقالة:
85 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook