استخدم الأطباء قديماً هرمون النمو الطبيعي المأخوذ من جثث الموتى لتعويض نقص هرمون النمو في جسم الإنسان، وفي الوقت الحاضر لقِي هرمون النمو الصناعي نجاحاً كبيراً لعلاج هذا النقص عند الأطفال والبالغين على حدٍ سواء، ويتمّ الاستفادة منه من خلال حقنه في الأنسجة الدهنية في الجسم كالفخدين، والأرداف، والجزء الخلفي من الذراعين. وتستمر فترة علاج الأطفال عادةً حتى سن البلوغ، حيث يبدأ الجسم بتكوين هرمون النمو بمستوى طبيعي في حينها، وفي بعض الأحيان يحتاج المريض أنْ يستمرّ بالعلاج طوال حياته. وتُعدُّ تأثيرات العلاج بشكل عام بسيطة ومنها: أحمرار مكان الحقن، ألم في الورك، تقوّس في العمود الفقري، صداع، وقد يساهم العلاج على المدى الطويل في تطوّر مرض السكري بنسب ضئيلة، خاصة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للسكري ولكن تعتبر هذه الحالات نادرة الحدوث.
يُعرّف نقص هرمون النمو بأنّه حالة لا يُنتج فيها الجسم الكميّة الكافية من هرمون النمو، وتعرف بالتقزّم أو التقزّم النخامي، حيث يتمّ انتاج هرمون النمو (السوماتوتروبين) في الغدة النخاميّة، وهو الهرمون المسؤول عن تكاثر ونمو الخلايا في الجسم. وقد يظهر هذه النقص عند الأطفال منذ الولادة ويسمى حينها بنقص هرمون النمو الخلقي، وقد يصاب به البالغين نتيجةً لصدمة، أو إصابة دماغيّة حادة، أو في حالات طبيّة أخرى ويطلق عليه حينها اسم نقص هرمون النمو المكتسب.
أكثر الأعراض شيوعاً لنقص هرمون النمو عند الأطفال هو أنّ الطفل يكون أقصر من الأطفال الآخرين الذين في مثل عمره، وبرغم هذا الاختلاف إلا أنّه قد تكون خصائص الجسم بشكل عام طبيعيّة، لكن قد يواجه الطفل بعض الفروقات البسيطة الأخرى كتأخّر نمو الأسنان، وبطء في نمو الشعر، وزيادة الدهون حول الوجه والمعده؛ ممّا يؤدّي إلى ظهور السمنة الخفيفة إلى المعتدلة، كما يبدو الطفل بعمرٍ أصغر من الأطفال الذين في مثل عمره، كما يعاني المراهقون من أعراضاً أخرى لهذا النقص كالصلع (عند الرجال)، ونقص الذاكرة وقلّة التركيز، وانخفاض الكتلة العضليّة، وزيادة في الوزن وخاصة في منطقة الخصر، وانخفاض كثافة العظام ممّا يؤدّي إلى تطوّر مرض هشاشة العظام.
العربية
