علاقات اليمامة وعالية نجد بالمسلمين بعد الهجرة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
علاقات اليمامة وعالية نجد بالمسلمين بعد الهجرة في المملكة العربية السعودية

علاقات اليمامة وعالية نجد بالمسلمين بعد الهجرة في المملكة العربية السعودية.

 
 
وقفت بعض النـزاعات القبلية أمام انتشار الإسلام في إقليم عالية نجد، ذلك الإقليم المجاور للحجاز الذي يضم قبائل متجولة يغلب عليها طابع الترحال لها علاقاتها بمكة والبوادي الواقعة إلى الشرق من المدينة
ولعل من أبرز هذه القبائل: بنو كلاب (العامريون) ومنهم عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، الذي كان وراء ما حصل للقراء المسلمين في بئر معونة في السنة الرابعة من الهجرة النبوية. ففي رواية ابن إسحاق أنه قتل حرام بن ملحان، وقد جاء بكتاب رسول الله إليه، ثم استصرخ عليهم بني عامر (ممن ينـزلون ذلك المكان من كلاب العامرية) فلما أبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم إليه، استصرخ عليهم قبائل من سليم وغيرها، فوقعت الكارثة بقتل قراء المسلمين المبعوثين أساسًا إلى أهل نجد يدعونهم  
 
ويعد استمرار المواجهة بين المسلمين وزعماء مكة، مركز العرب الديني الرئيس، عاملاً مهمًا أدى إلى بطء انتشار الإسلام شرق الحجاز. وقد اجتازت الدولة الإسلامية تحديات كثيرة ونجحت آخر الأمر في تجميد الصراع مع قريش بعد صلح الحديبية، فانعكس ذلك بصورة إيجابية على انتشار الإسلام في الأقاليم والبوادي القريبة من المدينة، ثم جاء فتح مكة مؤذنًا بسقوط الوثنية وزعامة مكة المشركة، إذ انهار نفوذها الديني والمعنوي في القبائل واهتزت ثوابت أساسية في تفكير العرب الديني.
 
وقبل فتح مكة شهدت علاقات المدينة باليمامة وعالية نجد مجموعة من الأحداث التي أسهمت في إيصال رسالة الإسلام إلى أبرز التجمعات القبلية في المنطقتين. ولعل أبرز تلك الأحداث السرايا المرسلة إلى بعض القبائل النجدية، ومنها سرية محمد بن مسلمة إلى الفُرطاء، وهي بطن من بني بكر بن كلاب العامريين  ،  والسرية التي جاءت بثمامة بن أثال الحنفي، وهي سرية نجد عند البيهقي  .  وهناك سرية أبي بكر الصديق إلى بني بكر بن كلاب، وسرية الضحاك الكلابي إلى بني كلاب، وسرية عيينة بن حصن إلى بني تميم التي ترى بعض المصادر أنها هي السبب في قدوم وفد بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم  
 
وتبرز المصادر الطابع العسكري لمعظم تلك السرايا، إلا أن ذلك لا يعني أنها ليست ذات أهداف تعليمية ودعوية أساسًا. فالإبلاغ والإنذار كان دائمًا يسبق أي عمل عسكري موجه إلى أناس لم تبلغهم الدعوة. كما أن الأنشطة العسكرية والعلاقات الصراعية ليست السمة الغالبة على العلاقات بين المدينة ونجد عامة حتى في مرحلة ما قبل الخندق؛ فثمة أخبار عن مبادلات تجارية تشمل شراء الخيل والسلاح من نجد مقابل رقيق الحرب  
 
وكذلك تعد الكتب المرسلة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعيان المناطق وأعيان القرى في اليمامة وعالية نجد وغيرها من الأقاليم، مما أسهم في إيصال رسالة الإسلام إلى تلك الفئة. وتبرز مصادر رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هوذة بن علي، أبرز زعماء اليمامة زمن ظهور الإسلام. فقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم سُليط بن عمرو إلى هوذة بن علي يدعوه إلى الإسلام، وكتب معه كتابًا فقدم عليه وأنـزله. ولما قرأ هوذة كتاب النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه: (ما أحسن ما تدعو إليه، وأجمله وأنا شاعر قومي وخطيبهم، والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك)  .  وأجاز سليط بن عمرو بجائزة وكساه أثوابًا من نسيج هجر، فقدم سليط على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره عنه بما قال، وقرأ كتابه. فقال: لو سألني سيابة من الأرض ما فعلت، باد وباد ما في يديه، فلما انصرف من عام الفتح جاءه جبريل فأخبره أنه قد مات. وفي رواية ابن الأثير أن هوذة هو الذي أرسل وفد حنيفة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيهم مجَّاعة بن مرارة يقول: إن جعل لي الأمر من بعده أسلم وأنصره. وإلى جانب هوذة بن علي، ثمة زعماء آخرون في اليمامة كتب إليهم النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم: ثمامة بن أثال  ،  ومطرف بن خالد الباهلي  .  كما بعث صلى الله عليه وسلم أبا أمامة الباهلي إلى قومه باهلة ليعرض عليهم شرائع الإسلام  
 
شارك المقالة:
54 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook