أنّ الخصال الخمسة التي ذكرها ابن عمرو رضي الله عنهما تُشير إلى سعةِ فهمهِ ودرايته في شؤون الملك والسياسة، وتقلبات الدول وأسباب بقائها أو انهيارها، فهذه الخمسة خصال هي العاصمة للدول من الانهيار في ظن ابن عمرو رضي الله عنهما، وهي التي حققت للروم السيادة في الأرض، والذي نلاحظه هنا أنّ الخصال الخمسةٍ موجودة نسبياً في عصر الروم الذي نعيشه، فهم أحلم الناس عند الفتنة، فلا يتعجلون في الأحكام وإنما يدرسون ويخططون، وأسرعهم إفاقةً بعد مصيبةٍ، فهم يستخلصون العِبر من كلّ حدث، ويُعاجلونه بحلٍّ يتناسب معه، وأوشكهم كرةً بعد فرةٍ وخير الناس للأرملة والمسكين، وهذه الخصلة غير واضحةً عندهم بصورةٍ كاملة، ولكن قوانينهم تسمحُ لإعالة هؤلاء وتحسين حياتهم، أما الخامسة فهي واضحةً عندهم بشكل أوضح من غيرهم، حيث إنّ قوانينهم لا تسمح لتعسف الملوك وطغيانهم في حقهم، وهذه الخصال الخمسة ملاحظة فيهم.