قال الشيخ القحطاني في تذكرة الإخوان بخاتمة الإنسان:
دفنتُ رجلاً فبعدما انتهيتُ، إذ جاءت جنازة أخرى، فقال أحدهم: بالله عليك أن تساعدنا في دفن هذا الرجل، فواللهِ لا نحسن الدفن، قال الشيخ: فوضعته في القبر وطلبت لبنةً أضعها تحت رأسه، ووجَّهته للقِبْلة، فإذا برأس هذا الميت قد تحوَّل - عياذًا بالله - عن القِبْلة، فحوَّلت رأسه مرة ثانية، ولكن في هذه المرة وجدت عينيه قد فُتحتا وأنفه وفمه يصبان الدم الأحمر القاني، فداخلني الخوف والوَجَل، حتى إن رجليَّ لم تستطعيا أن تحملاني داخل القبر، فحوَّلت وجهه للمرة الثالثة، ولكنه أيضًا تحوَّل؛ فتركته وهربت من القبر نهائيًّا.
وقال الشيخ أيضًا: وأما ما ظهر عند الإنزال في القبر - والعياذ بالله - فحدَّثني أحد المُغَسِّلين، فقال: غسَّلتُ عددًا كبيرًا من الموتى لسنين طويلة، وأذكر أني وجَّهت أكثر من مائة ميت، كلهم صُرفت وجوههم عن القبلة.
وحدَّثني مُغَسِّل آخر، فقال: عندما وضعتُ أحد الموتى في قبره ووجَّهته نحو القِبْلة، رأيت وجهه قد تحوَّل إلى أسفل ودخل أنفه في التراب، ثم وجَّهته إلى القبلة ووضعت تحت رأسه ترابًا، ولكنه عاد وأدخل أنفه في التراب، ثم وضعتُ رملاً أكثر في هذه المرة حتى لا يعود، ولكنه عاد وأدخل أنفه في التراب، ولم أزل معه حتى تكرَّر الأمر خمس مرات، فلمَّا يئست منه، تركته وأغلقت القبر.
قال القرطبي في كتاب التذكرة(1/170):
إنه تُوفِّي بعض الولاة بقسطنطينية، فحفر له، فلما فرغوا من الحفر وأرادوا أن يدخلوا الميت القبر، إذ بحَيَّة سوداء داخل القبر، فهابوا أن يدخلوه فيه، فحفروا له قبرًا آخر، فإذا بتلك الحية، فلم يزالوا يحفرون له نحوًا من ثلاثين قبرًا، وإذا بتلك الحية تتعرَّض لهم في القبر الذي يريدون أن يدفنوه فيه، فلما أعياهم ذلك سألوا ما يصنعون؟ فقيل لهم: ادفنوه معها، نسأل الله السلامة والستر في الدنيا والآخرة؛ اهـ.
وحدثت هذه الحادثة في هذا الزمان، فقد جاء في رسالة عاجلة إلى المسلمين (ص46 - 50):
إن أحد الفضلاء قال: كنا في رحلة دعوية إلى الأردن، وفي ذات يوم وقد صلينا الجمعة في أحد مساجد مدينة الزرقاء، وكان معنا بعض طلبة العلم وعالم من الكويت، وبينما نحن جلوس في المسجد وقد انصرف الناس، إذا بقوم يدخلون باب المسجد بشكل غير طبيعي وهم يصيحون: أين الشيخ؟ أين الشيخ؟ وجاؤوا إلى الشيخ الكويتي، فقالوا له: يا شيخ، عندنا شاب تُوفِّي صباح هذا اليوم عن طريق حادث مروري، وإننا عندما حفرنا قبره إذا بنا نفاجأ بوجود ثعبان عظيم في القبر، ونحن الآن لم نضع الشاب وما ندري كيف نتصرف؟ فقام الشيخ وقمنا معه، وذهبنا إلى المقبرة، ونظرنا في القبر، فوجدنا فيه ثعبانًا عظيمًا، قد التوى رأسه في الداخل وذيله من الخارج وعينه بارزة يطالع الناس، فقال الشيخ: دعوه واحفروا له مكانًا آخر، فذهبنا إلى مكان آخر بعد القبر الأول بمائة متر تقريبًا، فحفرنا، وبينما نحفر في نهايته إذا بالثعبان يخرج، فقال الشيخ: انظروا القبر الأول فإذا بالثعبان قد اخترق الأرض وخرج من القبر الأول مرة أخرى، قال الشيخ: لو حفرنا ثالثًا ورابعًا سيخرج الثعبان، فما لنا حيلة إلا أن نحاول إخراجه، فجاؤوا بأسياخ وعِصِي فأخرجوه، ولكنه لما خرج من القبر جلس على شفيره، والناس كلهم ينظرون إليه، وأصاب الناسَ ذعرٌ وخوفٌ، حتى إن بعضهم حصل له إغماء فحملته سيارة الإسعاف، وحضر رجال الأمن ومنعوهم من دخول القبر إلا للعلماء وذوي الميت، وأبعدوا ذلك الثعبان وأدخلوا الميت القبر، وإذا بتلك الثعبان يتحرك حركة عظيمة ثار على أثرها الغبار، ثم دخل القبر، فهرب الذين داخل القبر من شدة الخوف، والتوى الثعبان على ذلك الميت، وبدأ من رجليه حتى وصل رأسه، ثم اشتد عليه فحطَّمه، يقول الراوي: إنَّا كنا نسمع تحطيم عظامه كما تحطم حزمة الكرَّاث، يقول الراوي: ثم لما هدأت الغبرة، وسكن الأمر، جئنا لننظر في القبر، وإذا الحال كما هي عليه من تلوِّي ذلك الثعبان على الميت، وما استطعنا أن نفعل شيئًا، قال الشيخ: اردموه، فدفناه، ثم ذهبنا إلى والده، فسألناه عن حال ابنه الشاب، فقال: إنه كان طيبًا مطيعًا، إلا أنه كان لا يُصلِّي، نعوذ بالله من سوء الخاتمة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.