يمكن تعريف علم الفراسة وتحليل الشخصيـّة بـأنهما وضع تصوّرٍ شاملٍ للإلمام بكافّة الأمور النفسيّة من خلال تحليلٍ مدروسٍ لبعض التّصرفات والقرارات التي يمكن أن يتّخذها شخص معيّن بناءً على تفاعله مع ظروفٍ معينةٍ بغضّ النظر عمّا يظهره أو يكتمه من مشاعر وأحاسيس، وقد عمل الإنسان منذ القِدَم على دراسة الشخصيّات على اختلافها، وكشف مكنوناتها بوسائل بدائيّة، مثل التتبع والمراقبة لتحقيق هذه الغاية.
تمّ ذكر بعض الصّفات الشخصية في بعض المؤلفات اليونانيّة قديماً، حيث رصدت عدداً من الملامح والصِّفات الشخصية الكامنة التي كانت تبدو على الأشخاص، وكان السعي لتحليل الصفات الخُلقية والدوافع غير الظاهرة يتمّ من خلال القيام بهذا النشاط المعرفيّ، ليتمّ تحليل مظاهر الأشخاص وتعابير وجوههم وأجسادهم على حدٍّ سواء، وكان القدماء يستعينون بعلم الفراسة وتحليل الشخصية لاختيار خُدّامهم الأمناء، وأطبائهم المهرة المخلصين، كما يجدر بالذكر هنا أنّ الفراسة صفة من صفات الحكماء ودلالة على الذّكاء والفطنة؛ لأنها تعتمد على الحدس وقوّة الملاحظة.
ينبغي التمرّن على قراءة السلوكيّات الحركيّة الظاهرة على وجه الفرد، كون المشاعر تظهر مباشرةً عليه من خلال بعض الحركات والتعابير المختلفة، وذلك ليتمكّن من اكتساب مهارة الفراسة، وفهم مشاعر الشخص الذي أمامه، وفيما يأتي أنواع مختلفة لحركات وتعابير الوجه ومعانيها: