عمارة الكعبة المشرفة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
عمارة الكعبة المشرفة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

عمارة الكعبة المشرفة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
 
وفقًا لرواية القطبي فقد جددت جرهم بناء الكعبة المشرفة الذي أقامه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، من بعد سيول هدمت بعض أجزائه  .  كما قامت خزاعة كذلك ببعض الترميمات في البناء من بعد سيول مماثلة تعرض لها البيت على زمن ولايتها له. وكانت الكعبة المشرفة في تلك الفترة بلا سقف، حتى جدد قصي بن كلاب بناءها في بداية ولاية قريش لها، وجعل لها لأول مرة - على القول الراجح - سقفًا من أفلاق شجر الدوم عرّشه بجريد النخل  .  ثم عَمَّرت قريش الكعبة المشرفة وجددت بناءها مرة أخرى نحو عام 605م، والنبي صلى الله عليه وسلم يناهز الخامسة والثلاثين من عمره، أي قبل بعثته الشريفة بخمس سنوات، وذلك بعد حريق تبعه سيل كبير أضرّا ببنائها  .  ونظرًا لقلة الأخشاب الجيدة في وادي مكة المكرمة - آنذاك - فقد استخدمت الأخشاب اللازمة لتقوية البناء وتسقيفه من بقايا مراكب ملاحية كبيرة كانت قد تحطمت في البحر الأحمر، فقذفت الأمواج أخشابها عند ساحل ميناء الشعيبة  .  وتعد مسألة البناء - آنذاك - ذات دلالة مهمة على مكانة المصطفى عليه الصلاة والسلام في قومه قبل البعثة، إذ لقب بالصادق الأمين، وكان ذلك السبب الرئيس في تسليمهم بحكمه في خلافهم حول أيهم يضع الحجر الأسود في موضعه  ،  الأمر الذي كاد يؤدي إلى التنازع والخلاف فيما بينهم، فكان أن فرد رداءه الشريف (وقيل إن الرداء كان يخص الوليد بن المغيرة)  ،  وحمله من أطرافه كل من عتبة بن ربيعة، وزمعة بن الأسود بن المطلب، وأبي حذيفة بن المغيرة، وقيس بن عدي السهمي، والعاص بن وائل، وكانوا من الكبراء والسادة في مكة المكرمة آنذاك  ،  ثم تناوله بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم عند وصولهم إلى الركن ووضعه في موضعه
لقد بلغ ارتفاع البناء في عمارة قريش له ثماني عشرة ذراعًا (أي نحو عشرة أمتار)، بينما أُنقصَ ضلعه الشرقي نحو ست أذرع فأصبح ستًا وعشرين ذراعًا، وأُنقصَ ضلعه الغربي فأصبح طوله خمسًا وعشرين ذراعًا، وبقيت أطوال الضلعين الشمالي والجنوبي كما كانت في عمارة خليل الرحمن، فظلت اثنتين وعشرين ذراعًا وعشرين ذراعًا على الترتيب  . 
كانت الكعبة المشرفة منذ بنائها في عهد الخليل عليه السلام، موضعًا لتقديس العرب، تهفو إليها قلوبهم، وتُشدُّ إليها رحالهم، وكما اهتموا بالحفاظ على عمارتها وترميمها، فقد كانوا يكسونها كذلك بثمين الأردية، ويقال إن أبا كرب أسعد (أبوكرب أسعد) الملك الحِمْيري كان أول من كساها، وذلك في بداية القرن الخامس الميلادي. وكانت الكسوة من الحصير والوصايل والمسوح والبرود، ثم استمرت هذه العادة قائمة، وإن اختلفت أنواع الكسوات والخامات المصنوعة منها، فلقد كسيت الكعبة المشرفة بالديباج، لأول مرة في أواخر القرن السادس الميلادي، حين نذرت نتيلة - أم العباس بن عبدالمطلب - ووفت بنذرها، حال عثورها على ابنها العباس الذي كان قد فُقِد منها
 
شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook