تقوم عمليات تكوين التربة في منطقة المدينة المنورة بدور فعال في تحديد عمق قطاعات التربة، وتحديد ما تحتويه تلك القطاعات من آفاق. وتتوقف عملية تكوين القطاع والآفاق على تضافر جهود عمليات التكوين التي يختلف دورها وسرعة حدوثها من مكان إلى آخر في المنطقة. ويتطلب تحلل صخور الجرانيت والنيست والديوريت وتفتيتها بوساطة عمليات التجوية وقتًا أطول من تحلل الحجر الرملي والجيري وتفتته بوساطة تلك العمليات. ومن أهم العمليات التي تؤدي دورًا كبيرًا في تكوين التربة وقطاعاتها في منطقة المدينة المنورة عمليات التجوية الفيزيائية والميكانيكية والكيميائية والحيوية التي تقوم بتحليل الصخور وتفتيتها، وتكوين المادة الأولية للتربة، إلا أن دور عمليات التجوية الكيميائية والحيوية في القيام بعمليات التحلل والتفتيت للصخور محدود جدًا بسبب قلة الأمطار في المنطقة  .  وفي الأمكنة شديدة الانحدار تنشط عمليتا التذرية والنقل لمواد التربة، وعملية التجمع والتراكم لمواد التربة في الأمكنة المنخفضة والمستوية. كما تنشط عملية التكلس في معظم أجزاء منطقة المدينة المنورة بسبب قلة الأمطار، وحدوث هذه العملية يؤدي إلى تراكم الجير والكلس وتجمعهما في الأجزاء العلوية من القطاع، ومع مرور الوقت قد يتكون أفق جيري أو كلسي في تلك الأجزاء. وينتج عن قلة الأمطار في المنطقة انخفاض في معدلات حدوث عملية الغسيل والإزالة لمواد التربة داخل قطاعها في معظم أجزاء المنطقة. وفي الأراضي المنخفضة والمستوية التي يتوافر فيها منسوب ماء أرضي قريب جدًا من السطح تنشط عملية التملح، وينتج عنها نشأة الأراضي الملحية والسباخ في الأراضي الساحلية.

 

أدى عامل قلة الأمطار في المنطقة دورًا كبيرًا في خفض معدلات حدوث كثير من عمليات تكوين التربة، وأحيانًا أخرى عطلت قلة الأمطار حدوث تلك العمليات. لهذا السبب فإن معظم ترب منطقة المدينة المنورة لا تحتوي قطاعاتها على الآفاق التشخيصية، وهي ترب غير ناضجة.