عملية الليزك وأضرارها

الكاتب: جانيت غنوم -
عملية الليزك وأضرارها

عملية الليزك وأضرارها

عملية الليزك

عملية الليزك (بالإنجليزية: Laser-assisted in situ keratomileusis) واختصارًا LASIK أو كما يطلق عليها عملية تصحيح النظر باستخدام تقنية الليزر، أو جراحة الليزر الانكسارية، والتي تتضمن إعادة تشكيل القرنية لتصحيح بعض المشاكل البصرية للمصاب عن طريق تصحيح تحدّب قرنية العين للمريض باستخدام أشعة خاصة من الليزر، لتكون هذه العملية بديلاً عن النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، إذ يجدر بيان أنّ الضوء الواقع على القرنية ينكسر لدى الأشخاص أصحّاء الرؤية على الشبكية في الجزء الخلفي من العين، أمّا في بعض الحالات الأخرى فإنّ الضوء لا ينكسر بالصورة الصحيحة مما يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية لدى المصابين، كما هو الحال لدى المصابين بقصر النظر (بالإنجليزية: Myopia)، أو طول النظر (بالإنجليزية: Hyperopia)، أو اللابؤرية (بالإنجليزية: Astigmatism)، والتي يمكن إجراء تصحيح النظر باستخدام تقنية الليزر لعلاجها.

 

أضرار عمليّة الليزك

قد يترافق مع إجراء عملية الليزك بعض الآثار الجانبية التي قد يعاني منها بعض الأشخاص بعد إجراء العملية، ومن هذه الآثار الأكثر شيوعًا جفاف العيون، أو مشاكل أخرى مؤقتة كرؤية الوهج والأضواء الساطعة، والتي ما تلبث أن تزول خلال أسابيع أو أشهر قليلة بعد إجراء العملية، وقد تستمر لدى فئة قليلة جدًا فترة أطول من ذلك بحيث يتم اعتبارها مشكلة طويلة الأمد، وتجدر الإشارة إلى أنّ إمكانية فقدان النظر بعد العملية أمرًا نادر الحدوث. ومن أهمّ الأضرار التي تتبع إجراء عملية الليزك ما يأتي:

 

جفاف العيون

يعتبر جفاف العين من أكثر الأعراض التي ترافق عملية الليزك شيوعًا، ويعود السبب في ذلك إلى الانخفاض المؤقت في إنتاج الدموع بعد العملية، والذي قد يمتد إلى ما يقارب ستة أشهر بعد إجرائها، مما يؤدي إلى انخفاض جودة الرؤية خلال هذه الفترة لدى المصاب، وهو أمر طبيعي إلى حد ما، وقد يلجأ الطبيب إلى صرف بعض القطرات العينية للمصاب لتقليل الانزعاج، وزيادة الشعور بالراحة، أمّا في حالات تسبُّب جفاف العين بالمعاناة من الألم أو بفقدان في الرؤية، فيمكن اللجوء إلى تركيب سدادات خاصة في القنوات الدمعية؛ بحيث تمنع هذه السدادات تصريف الدموع بعيدًا عن سطح العين، وبالتالي الحفاظ على العيون رطبة.

 

اضطراب الرؤية وعدم الارتياح المؤقت

قد يشعر المصاب بانزعاج في عينيه في الأيام التالية لعملية الليزك، كتهيّج في العيون وازدياد الحساسية تجاه الضوء، وخلال الأسابيع أو الأشهر الأولى قد يعاني المصاب عند الرؤية أيضًا من ظهور هالة ضوئية (بالإنجليزية: Halo) حول الجسم الذي ينظر إليه عندما تكون إضاءة المكان منخفضة، وخصوصًا في أوقات الليل، كما يصاحب ذلك ظهور أعراض جفاف العين التي تتمثل بعدم وضوح الرؤية أو الرؤية الضبابية، وانخفاض في حدّة الرؤية، وفي معظم الحالات تتلاشى هذه الأعراض كليًّا خلال فترة تتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر بعد العملية.

 

عدم تصحيح النظر بشكل كامل

من الجدير بالذكر أن نظر الأشخاص بعد عملية الليزك قد لا يصل إلى درجة النظر الطبيعية عند الجميع، وبالتالي قد يتطلب الأمر استخدام البعض للنظارات الطبية أو عدسات النظر اللاصقة عند القيام ببعض أو جميع الأمور والمهام، وتتمثل أشكال عدم تصحيح النظر بشكل كامل بما يأتي:

  • تصحيح النظر بشكل ناقص: وفيه يكون قد تمّ إزالة جزء بسيط من نسيج العين بالليزر، وعليه لن يشعر المصاب بتحسّن النظر كما كان متوقعًا، ويعدّ هذا التصحيح أكثر شيوعًا لمن يعانون من قصر النظر، وقد يلجأ الأطباء لإجراء عملية الليزك ثانيةً لإزالة ما تبقى من النسيج المحدد خلال فترة سنة من إجراء العملية الأولى لتحقيق النتيجة المطلوبة.
  • تصحيح النظر بشكل زائد: ويقصد به إزالة أجزاء إضافية من النسيج أثناء إجراء عملية الليزك، ويعدّ أكثر صعوبة من الحالة السابقة، حيث قد يصعب تعديل وتصويب الخطأ.
  • التراجع والانحسار: وتتمثل هذه الحالة بالتراجع التدريجي للنظر بعد إجراء عملية ناجحة، بحيث تعود درجة نظر المصاب كما كانت عليه قبل العملية، وتعدّ هذه الحالة الأقل شيوعًا من بين حالات تصحيح النظر.

 

مشاكل في السديلة

خلال عملية الليزك يتم إنشاء ما يُعرف بالسديلة (بالإنجليزية: Flap) وهي شقّ دائري رفيع يتم إنشاؤه على سطح العين باستخدام أداة معيّنة، ثمّ يتم طيّ السديلة للوصول إلى السدى (*) (بالإنجليزية: Stroma) وإعادة تشكيل نسيج القرنية باستخدام الليزر، وبعد ذلك يتم إرجاع السديلة إلى وضعها الأصلي لتعمل كضمادة طبيعية، مما يحافظ على راحة العين أثناء فترة التعافي، وفي الواقع تلتصق السديلة بشكل آمن بدون الحاجة إلى الغرز، ويحدث الشفاء بسرعة نسبيًا، وينبغي القول إنّ مشاكل السديلة تحدث أثناء عملية الشفاء نتيجة لحدوث أي خلل في شفاء السديلة الظهارية، بما في ذلك وجود سطح غير متساوٍ من القرنية أو شفاء السديلة بشكل ضعيف، مما يؤثر سلبًا في راحة المريض ويؤدي إلى حدوث مشاكل في الرؤية، ولا بد من التنويه أنّه وفي حال ملاحظة أي تغييرات في النظر أو في التئام عملية الليزك، من الضروري متابعة طبيب العيون المختّص لاتخاذ الاجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن لتفادي أي مضاعفات وتجنّب التأثيرات السلبية، ومن أهمّ المضاعفات المرتبطة بالسديلة والناتجة عن عملية الليزك ما يأتي:

  • نمو الغشاء الطلائي الداخلي: أو النمو الداخلي للظهارة (بالإنجليزية: Epithelial Ingrowth) ويحدث عندما ينمو الجزء الخارجي للغشاء الطلائي في الجزء الداخلي منه.
  • التهاب القرنية الصفائحي المنتشر: (بالإنجليزية: Diffuse Lamellar Keratitis) ويحدث هذا الالتهاب أسفل السديلة الطلائية ويعتبر عائقًا للشفاء بعد العملية وقد يتسبب في نهاية الأمر بفقدان النظر.
  • القرنية المخروطية: تتمثّل القرنية المخروطية (بالإنجليزية: Keratoconus) باضطراب في الرؤية يحدث عندما تصبح القرنية المستديرة رقيقة وغير منتظمة حيث تكون ذات شكل مخروطي، الأمر الذي يؤدي إلى منع تركيز الضوء الداخل إلى العين بشكل صحيح على الشبكية ويتسبب في تشويه الرؤية.
  • اضطرابات اللابؤرية: (بالإنجليزية: Irregular astigmatism) والتي قد تنتج في بعض الحالات لأن غشاء القرنية قد لا يكون أملسًا، هذا بالإضافة إلى أنّ حدوث خطأ أثناء تعيين مكان عمل أشعة الليزر قد يلعب دورًا في ذلك، أمّا فتنتج أعراض اللابؤرية مثل ازدواجية الرؤية، وقد تحتاج العين إلى إعادة العلاج مرة أخرى.

 

عدوى العيون

في بعض الحالات النادرة يمكن أن تصاب العين بعدوى بعد إجراء عملية الليزك، وفي الواقع إنّ السديلة -التي تمّ بيانها سابقًا في المقال- تعمل كضمادة حماية طبيعية للعين كما أشرنا، لذلك فإنّ احتمالية العدوى بعد إجراء عملية الليزك تكون أقل تكرارًا مما يحدث بعد عمليات انكسار القرنية التي لا تتضمن شقّ السديلة، ومع ذلك من المهم جدًا استخدام قطرات العين الطبية وفقًا لتوجيهات الطبيب بعد إجراء الليزك لتجنب العدوى والسيطرة على الالتهاب أثناء الشفاء.

 

ضعف أو تغيّر الرؤية

في حالات نادرة يمكن أن يتعرّض المصاب بعد خضوعه لعملية الليزك لضعف الرؤية أو تراجع في حدّة النظر، والذي قد ينجم عادة عن مشاكل وأخطاء جراحية تصاحب العملية.

 

العمى الدائم

قد يحدث عند إجراء عمليات الليزك في بعض الحالات النادرة ضررٌ لا يمكن إصلاحه للعين، كالعمى وفقدان النظر بشكل دائم، وذلك نتيجة إمّا لأخطاء أثناء الجراحة كوجود خطأ في جهاز الليزر، أو نتيجة مضاعفات تتبع العملية الجراحية كالتهاب العين، ولكن في بعض الحالات الأخرى فإنّه يمكن تصحيح هذه الأضرار بإجراء جراحات إضافية أو باللجوء إلى علاجات أخرى.

شارك المقالة:
77 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook