يتنوع غذاء الإنسان باحتوائه على الكثير من المواد والعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لتحويلها إلى طاقة؛ لكي يستطيع الإنسان أن يستمر بأداء وظائفه ويتحرك بحيوية وقوة، ومن المواد الغذائية التي يحتويها الطّعام هي الكربوهيدرات والدّهون والبروتينات، وعندما تدخل هذه المواد إلى جسم الإنسان تتحول لمواد بسيطة قابلة للإمتصاص لتستعمل داخل الجسم وتسمى هذه العملية هي الهضم، فهي عندما تمرّ داخل الجهاز الهضمي تتحلل لجزيئات صغيرة وتمتصها الخلايا في أنحاء الجسد لتقوم بوظائفها، ولكن كيف وأين يحدث هضم الكربوهيدرات وهي المصدر الأساسي والمهمّ للطاقة في جسم الإنسان، علماً بأن البروتينات عندما يتمّ هضمها تتحول إلى أحماض أمينية، وكذلك الدّهون تتحول إلى أحماض دهنية.
الكربوهيدرات وهي عبارة عن النّشويات والسّكريات، وسُميت بذلك لأنّها تحتوي على الكربون المتّحد مع الأكسجين والهيدروجين، ويتمّ تناول الكربوهيدرات يومياً من خلال مصادر الغذاء المختلفة وهي تعطي الشّعور بالشّبع، ويعتبر الخبز من أهمّ مصادر الكربوهيدرات وكذلك سكر المائدة، والمربى، والحبوب، والبسكويت، والحمّص، والأرز، والبطاطس، والحلويات وغيرها، وهضم الكربوهيدرات في الجسم يحدث بمراحل متعدّدة حتى يتمّ امتصاصها في خلايا الجسم.
قبل الحديث عن هضم الكربوهيدرات التي تتحول لصورة نهائية إلى سكريات أحادية، يجب التّطرّق إلى أقسام الكربوهيدرات التي يتمّ تصنيفها إلى ثلاثة أقسام حسب درجة بساطتها وبقائها في الجسم:
هي عملية تحويل النّشويات والسّكريات بأنواعها من جزئيات بسيطة إلى أن يتمّ امتصاصها بسهولة ونقلها بالدم لتوزّع إلى خلايا الجسم المختلفة لتتأكسد وتختزل لإنتاج الطاقة، وعند تناول الكربوهيدارت فوق حدّ الشّبع تخزن في الجسم كما ذكرنا على صورة جلايكوجين ودهون مسببة السّمنة، ولكن هناك أعضاء مسؤولة عن هضم الكربوهيدرات في الجهاز الهضميّ مثل الفم كمرحلة أولى والأمعاء الدّقيقة في المرحة النهائية.
بعد أن تتحول الكربوهيدرات إلى سكريات أحادية لا بدّ أن تنتقل إلى الدّم حتى يحملها إلى خلايا الجسم لتستعملها في أنشطتها أو تخزينها لحين الحاجة، ويحدث الامتصاص أيضا في الأمعاء الدقيقة بواسطة الخملات التي تضخها إلى الدم عبر شعيرات دقيقة جداً، وكما ذكرنا يتمّ متصاص الكربوهيدرات على صورة منتج نهائيّ مثل الجلوكوز أو الجلاكتوز وفوق الحاجة على شكل جليكوجين.