عملية هضم المركبات الغذائية عند الابل

الكاتب: نور الياس -
عملية هضم المركبات الغذائية عند الابل

عملية هضم المركبات الغذائية عند الابل.

 

 

هضم المركبات الغذائية وامتصاصها

 

الهضم هو فاعلية القناه الهضمية، وغددها لتجزئة الأغذية إلى أجزاء صغيرة حتى تتحول إلى مواد ذائبة سهلة الامتصاص، وتمتلك أعضاء القناه الهضمية في الإبل آليات خاصة، ليس فقط من حيث قدرتها على التألقم للاستفادة لمدى واسع من أنواع الغذاء، بل أيضاً لتعويض سوء التغذية وقلة الماء، فالجهاز الهضمي قادر على استخلاص العناصر الغذاية من أي مأكول مهما كانت نوعيته رديئة، متفوقا بذلك على كافة أنواع الحيونات الزراعية التي تعيش تحت ظروف نفسها.
والمعلومات المتاحة من عملية الهضم في الإبل قليلة للغاية، وذلك لوجود تباين بينهما في بعض تراكيب أجزاء الجهاز الهضمي، هذا بالإضافة إلى أن كلا منهما له طبيعته الخاصة التي تتوافق مع ظروف البيئة التي تعيش فيها.

ولقد اشار أحد التقارير العلمية إلى أن السوائل المجودة في كرش الإبل تكون أكبر حجما عما هو في الأبقار، وكذلك معدل الكتلة الغذائية في القناة الهضمية للإبل أسرع مما يكون هو في الثيران، وكذلك معدل دروان الماء في جسم الإبل يكون بطيئا، حيث يمكن الاستفادة من الماء بكفاءة عالية، وبخاصة خلال فترة العطش، وبصفة عامة يمكن القول : أن الهضم في افبل يتم بثلاثة طرق متكاملة : هضم ميكانيكي بواسطة الأسنان، وهضم ميكروبي يتم بواسطة الإحياء الدقيقة الموجودة بصفة رئيسية بالكرش والشبكية، وهضم أنزيمي يتم من خلال عمل العصارات والأنزيمات الهاضمة التي تفرز من الإنسجة، والغدد المختلفة القناه الهضمية وملحقاتها.

وعنما تتغذي الإبل على نباتات المراعي والأعشاب والشجيرات، فإنها تتحكم في إمساك النباتات بواسطة القواطع السفلية والوسادة اللحمية المقابلة لها من اعلى، وتدفع الغذاء داخل الفم بمساعدة حركة اللسان الذي يساعدها أيضا على تجميع الغذاء، ولسان الإبل نجده يتميز بالقوة.

وعملية مضغ الغذاء تكون في جهة واحدة من احد الكفين، وكل بلعة غذائية تمضغ بمعدل 40 إلى 50 مرة بالتناوب على فكي الفم، ويتم المضغ عادة ببطء شديد ولكن بقوة، وبخاصة مع النباتات الشوكية.
والمضغ يعرف بأنه إحرى العمليات التي تجري لتجهيز الغذاء ميكانيكيا، وبواسته تنكسر الإجزاء الكبيرة من الغذاء إلى أجزاء صغيرة، وتخلط مع اللعاب لتسهبل عملية البلع، وعن فحص لعاب الإبل وجد لأنه يحتوى على أنزيم الأميليز الذي لا يوجد في لعاب الأبقار، ولقد وجد ان الغدد النكفية في الإبل لها نشاط عال في تحويل المشا إلى سُكر.

وقد وجد أن جفاف الفم نتيجة للتعطيش لا يتسبب معاناه كبيرة للإبل، وذلك بسبب عملية الاجترار المستمرة التي تجعل الفم رطبا بصفة دائمة، مما يساعد على ابتلاع الأغذية الجافة بسهولة.
وتحدث عملية الاجترار في الإبل في كل الحالات ( رقوداً او وقوفاً او سيراً )، وفي أثناء اشهر الصيف الحارة تقوم الإبل في بعملية الاجترار عند منصف النهار وفي أثناء الليل، عندما تتحول الإبل بقيى اليوم تناول أكبر قدر من الغذاء، ووجد أنه عند قضاء ساعات في عملية الاجترار فإن الجمل يقوم بعمل ما يقرب من ألفي حركة طحن للغذاء.

وفي دراسة حديثة اجريت في هذا المجال اوضحت النتائج أن الإبل ابطاً في استهلاك الغذاء واجتراره من الأغنام ولكنها تتشابه مع الإبقار في سلوكها أثناء تناول الغذاء وضغه واجتراره بالنسبة إلى الأعلاف تحت هذه الدراسة.

ومن الملاحظ أيضاً أن الوقت الكلي لاستهلاك الغذاء واجتراره في حالة تبن الشعير كان أطول من ذلك المستهلك في حالة التغذية على الدريس بنوعيه للحيوانات تحت الدراسة، وهذا يكون راجعاً لارتفاع القيمة الغذائية في صورة بروتين مهضوم بالدريس مقارنة بالتبن.

ولما كانت الإبل تعتمد بصفة أساسية في غذائها على المواد الخشنة المالئة، سواء كانت خضراء أم جافة، لذلك فالمواد اللجنوسيلوزية تعد مكوناً مهما في علائق الإبل والتحلل الكيميائي الذي يحدث للغذاء في الجزء الاول والثاني ( الكرش والشبكية ) من معدة الإبل يحدث بواسطة الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا، والابتدائيات، والسوطيات والفطريات الموجودة في كرش الإبل وبين تلك الموجودة في هذين الجزيئن من المعدة، وكذلك في منطقة الورقية ولكن بأعداد اقل.

ولقد عزلت أجناس مختلفة من هذه الكائنات الحية وصنفت، فلوحظ تباين كبير في تعداد الأحياء الدقيقة ونوعيتها الموجودة في كرش الإبل ، وبين تلك المجودة في الحيوانات المجترة كالأغنام، حيث تمثل البروتوزا من النوع Entrodinium أكثر من 70 % من تعداد الأحياء الدقيقة في كل من الإبل والأغنام. بينما النوع Epidinium لم يعثر عليه في محتويات كرش الإبل ولكنه وجد في الأغنام، وعلى العكس فالنوع Holstich يوجد بحوالي 9 % من جملة الأحياء الدقيقة في الإبل ولكن لم يوجد في الأغنام.

وبصفة عامة فإن العدد الكلى للبكتيريا او البروتوزوا الموجودة في كرش الحيوان، والنوع المسيطير فيه في وقت معين يعتمد بدرجة كبيرة على طبيعة الغذاء المقدم للحيوان من كونه غذاء خشناً او مالئاً او أغذية مركزة، وأيضا على طبيعة العمليات التي تجري على الأغذية لتجهيزها بصورة ملائمة للحيوان، فلقد وجد أن عصارة محتويات كرش الإبل احتوت على 1.23 × 106 بروتوزوا / ملليتر عندما غذيت على أعلاف خشنة منخفضة النوعية، وقد انخفض هذا العدد بدرجة ملحوظة إلى 0.38 × 106 بروتوزوا / مللتيرعندنا حرمت الجمال شرب الماء لمدة تسعة أيام.

إن سائل الكرش في الإبل بإحتوائه على أكثر من 98 % من الماء وهذا مشابه لما هو موجود في الحيوانات المجترة الأخرى ( 93 – 85 % ) ولكن محتواعه من أملاح الصديوم والبيكروبنات أعلى من نظيره في الإبقار والأغنام والمعز لارتفاع مستواها في افرازات اللعاب التي تلعب دوراً مهما في السعة التنظيمية وتوازن درجة الحموضة والقلوي 

 

شارك المقالة:
84 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook