عمليّة تصميم الأزياء وتاريخها

الكاتب: باسكال خوري -
عمليّة تصميم الأزياء وتاريخها

عمليّة تصميم الأزياء وتاريخها.

 
 
 

تصميم الأزياء

يهتمّ العالم اليوم بالموضة والأزياء، فتقام عروض أزياءٍ ومسابقاتٌ يتنافسُ فيها المصممون على ابتكارِ تصاميمَ مميزة ومختلفة، ويذيعُ صيتُ بعض المصممينَ حتى يصلوا للعالميّة. ومهما اختلفَ النّاسُ على أهميّة تصميم الأزياء في الحياة، تبقى عمليّة التصميمِ أساساً لأبسطِ القطع التي يرتديها النّاس في حياتهم اليوميّة، من الملابسِ والاكسسواراتِ حتى الأحذيةِ والحقائب. ويُعرف تصميمِ الأزياء بأنّه عمليّة خلقِ أفكارٍ ومفاهيمَ مرتبطةٍ بأنماطِ الملابس والاكسسوارات وغيرها، للحصولِ على هذه المقتنياتِ بتصاميمَ جديدةٍ سواء كانَ ذلكَ بالأشكالِ، أو الأقمشةِ، أو الألوان المستخدمة، وتتأثّر هذه الاختياراتِ بأنماطٍ موسميّة فيما يطلق عليه (الموضة السائدة). ويُستخدم لعمل هذه التصاميم الرسمِ اليدويّ أو يستخدمُ المصممونَ برامجَ حاسوبيّةٍ حديثةٍ مُخصّصةٍ لتصميم الأزياء. ومن أشهر دور الأزياء العالميّة الناجحة: شركة أرماني الإيطاليّة، وشركة كرستيانو ديور، وكوكو شانيل، لويس فويتون الفرنسيّة، وغيرها.

 

عمليّة تصميم الأزياء

يمتلك كلّ مُصمّمٍ بصمته الخاصّة في عالم الأزياء، ويتطوّر حسه الخياليّ والجماليّ مع مرور الوقتِ، وفي كلّ مرّةٍ تمرّ عمليّة تصميم الأزياء بمجموعةٍ مِن المراحل التي تتشابَه في كلّ أنواعِ التصميمِ المختلفةِ، ويمكن اختصارها كما يأتي:

  • تحديد العميل: قد تكون التصاميم خاصّةً بعميلٍ مُحدّد لذا يجب معرفة بعض المعلومات التي قد تؤثّر في عمليّة التصميم، كالميزانيّة التي يمتلكها العميل، أو معرفة نمط الملابس التي يفضلها، وغيرها من المعلومات.
  • الرسومات المبدئيّة: هيَ المرحلة التي يبدأ المصمم فيها بالبحث عن مصادر لإلهام فكرته التصميميّة، والبدء بتنفيذ بعض الأفكار على شكل رسومات مبدئيّة، وحتى يصل للفكرة المطلوبة لا بدّ له من رسم العديد من الرسومات المبدئيّة، فكلّ رسمةٍ تضيف أو تعدّل فكرةً ما للحصول على تصميمٍ مميّز.
  • اختيار الألوان والأقمشة: بعدَ تحديد شكل القطعة المراد تصميمها يختار المصمم الألوان والأقمشة المناسبة، فيستخدم خلال هذه المرحلة الورق المقوّى الملون أو قطعاً من النسيج الذي يرغب باستخدامه، وذلك بعمل قُصاصاتٍ من هذه المواد ولصقها على الرسمة التصميميّة لمعرفة الصورة التي ستبدو عليها القطعة عند الانتهاء من تصميمها.
  • عمل نموذج مبدئيّ: بعدَ أن يُحدّد المُصمّم الشكل والألوان والأقمشة التي سيستخدمها يكون قد حصلَ على خطته الشاملة للقطعة المصممة، لذا فإنّه يعمل على خياطة نموذجٍ مَبدئيّ للتصميم حتى يحصل على نسخةٍ واضحةٍ للتصميم تكون قابلة للتعديل.
  • المناسَبة للجسد: لا يمكن معرفة الشكل النهائيّ للقطعة دونَ معرفة شكلها على الجسد ومناسبتها له، لذا يلجأ بعض المصممين لعمل التصميم باستخدام مادّة قابلة للتعديل كالقطن، وذلك حتى لا يخسر في كلّ مرحلة تعديلٍ القماش الثمين.
  • تحديد المواصفات: عندما ينتهي المصمم من مرحلة التجارب، يقوم بكتابة مواصفاتٍ للتصميم الخاصّ به، وذلك بتحديد نوع الغرز المستخدمة في التصميم، ونوع النسيج، والقياسات، وغيرها.
  • حياكة وصنع التصميم: يتمّ تنفيذ التصميم النهائيّ والحصول على المُنتج المُصمّم حسب المواصفات التي قامَ المُصمم بتحديدها.
  • عرض التصميم: يلجأ المصممون لعرض تصاميمهم المختلفة على الإنترنت أو في المحال التجاريّة أو في دور عرض الأزياء، والتي بدورها تقيم حفلات لعرض الأزياء المميزة.

 

كيف تصبح مصمم أزياء

يمكن الدخول إلى عالمِ تصميمِ الأزياء بعدّة طرق، فالبعض يلجأ لدراسة تصميم الأزياء في الجامعاتِ والكليّاتِ ضمنَ برامجَ تدريبيّةٍ متخصصة في هذا المجال، أو بالالتحاقِ ببعضِ المدارسِ والمراكزِ التي تقيمُ دوراتٍ لتعليم حرفة التصميم، وفي بعضِ الدولِ يحصل المرء على درجة البكالوريوس والماجستير في تصميم الأزياء بدراسةٍ لا تتجاوز مدّتها 3 إلى 4 سنوات. وتُقدّم البرامج التدريبيّة المهارات الأساسية للتصميم كمعرفة أنواع المنسوجات، ورسم التصاميم، ومبادئ الخياطة، وإنشاء الأنماط بمساعدة برنامج CAD، وقد تقدّم الخبرة النظريّة في هذا المجال على شكل معلومات في تاريخ الموضة، والتنبؤ باتجاهات الموضة المتوقعة، ومعرفة الأعمال التجارية للأزياء، ولاحقاً يمكن للطالب أن يتخصص في مجالٍ معيّن كتصميم ملابسِ الأطفالِ، أو الملابس الرياضيّة، وغيرها. ولا يشترط أن يمتلك مصمم الأزياء شهادة معتمدة ليصبحَ جزءاً مهمّاً في عالم الموضة والأزياء، إذ يكفي أن يمتلك الإبداع والمهارات التي يستطيع تحصيلها بجهدٍ شخصيّ، ومن أهمّ الأمور التي يمكن المباشرة بعملها والتي تشكل عنصراً رئيسيّاً لتعلّم تصميم الأزياء:

  • إدراك الرسومات ذات الأبعاد الثلاثيّة، والتدرّب على الرسم.
  • اكتساب مهارات الخياطة الأساسيّة.
  • معرفة أهمّ المعلومات عن الأقمشة كمظهرها على الجسد، ومقدار مرونتها، وملمسها، لأنّ ذلك يساعد على اختيار النسيج الصحيح عندَ التصميم.
  • الاطلاع على أعمال وأفكار المصممين العالميين، والوسائل التي ساعدتهم حتى يصلوا لمستوى رفيع في عالم الأزياء.
  • تغذية العين على الألوان والتصاميم بالاطلاع على الموضة المنتشرة والمرغوبة في الأسواق.
  • الانتساب إلى الدروس التي يقدمها مصممون ذوي خبرة، فالتواصل المباشر مع المصممين يزيد من سرعة اكتساب المهارات.

 

تاريخ تصميم الأزياء

كانت الملابس قديماً تُحاك بجهودٍ فرديّة من كلّ شخصٍ لأسرته، فلم يكن هناكَ مكانٌ مسؤولٌ عن توفيرِ تصاميمَ مميّزة للأفراد إلّا إذا طُلبت بشكلٍ فرديّ من خيّاطٍ، واستمرّ الأمر كذلك حتى نهاية القرن التاسع عشر، إذ بدأت عمليّة تصنيع الملابس الجاهزة في أمريكا الشماليّة خلال الحرب الأهليّة الأمريكيّة، فانطلقت هذه الفكرة من حاجة الجنود لزيّ رسميّ موحّدٍ في تصميمه بأحجامٍ مختلفة. وبعدَ انتهاءِ الحربِ أنشئت العديد من المصانع المسؤولة عن إنتاج الملابس الجاهزة. ومع بداية القرن العشرين تطوّر نظام الإنتاج العالميّ، وظهرت العديد من الآلات التكنولوجيّة الحديثة التي ساهمت في عمليّة التصنيع والإنتاج، وافتُتِحَت العديد من المحلات التجاريّة الكبيرة التي تعرض الملابس الجاهزة، فقد بدأت صناعة الأزياء في أمريكا وأوروبا، وهيَ الآن منتشرة في كلّ أرجاء العالم، وتشكل جزءاً من الاقتصاد الوطنيّ.

 

فلسفة تصميم الأزياء

يمتلك كلّ مصمم أفكاره التي تعبّر عن عوالم فلسفيّة تنعكس على تصاميمه، ويظهر ذلكَ جليّاً في أزياء المصممين العصريين، إذ إنّهم يمتلكونَ توجهات فلسفيّة لتصماميهم، والتي يمكن إدراجها ضمن 8 أنواع كما يأتي:

  • القصصيّ: وفيها يقوم المصمم بعمل تصاميم ذات طابع دراميّ أو كوميديّ كأنّه يقدم مشاهدَ من مسرحيّة، فتكون لكلّ مجموعةٍ من مجموعاته التصميميّة قصّةً ما. ومن أشهر المصممين الذينَ يتبنونَ هذه الفلسفة التصميميّة: ألكسندر ماكوين، جون جاليانو، جان بول غوتييه، فيفيان ويستوود، ايف سان لوران.
  • ابتكار صفات مميّزة: تعتمد هذه الفلسفة على استيحاء شخصيّات ذات صفات مميّزة من الأزياء المصممة، فتكون إمّا شخصيّات حقيقية أو متخيلة، ومن أهم مصممي هذا الاتجاه الفلسفيّ: دونا كاران، تييري موغلر، يوهجي ياموموتو، كريستيان لاكروا، فالنتينو.
  • الإلهام الذاتيّ: وهم المصممونَ الذينَ ينشؤونَ علاماتٍ تجاريّةٍ مستوحاة من شخصياتهم الفريدة ذاتها. كما يلجؤونَ لوسائل التواصل الاجتماعيّ المكتوبة والمرئيّة والمسموعة لإيصالِ تصاميمهم لأكبر عددٍ من النّاس. ومن أهمّ المصممين الذينَ يعدّونَ من هذا الصنف: توم فورد، كوكو شانيل، مارك جاكوبس، هالستون، فيكتوريا بيكهام، كارل لاغرفيلد، بيتسي جونسون، غوين ستيفاني.
  • الرغبة الشائعة: هم المصممونَ الذينَ يستغلونَ أحلام ورغبات النّاس لعمل تصاميمهم، فينتجونَ تصاميم تشبه أسلوب حياة النّاس الذي ليسَ بالضرورة أن يكون أسلوب حياتهم الواقعيّ، بل أسلوب الحياة التي يحلمونَ بالحصول عليها. ومن أشهر المصممينَ الذين ينتهجونَ هذه الفلسفة في أعمالهم: مايكل كورز، رالف لورين، كالفن كلاين، جورجيو أرماني، فيبي فيلو.
  • الفكرة: يستخدم المصممونَ في هذه الفلسفة أفكاراً تتعدى الحدود العاديّة للإبداع، فيتجاوزونَ المُعتاد فيما يزيّنُ جسدَ الإنسانِ من ملابس وحليّ، فيبتكرونَ تصاميمَ غريبة ومبدعة. من أشهرالمصممينَ الذين يعتنقونَ أفكاراً غير مألوفةٍ في تصاميمهم: حسين شاليان، فيكتور ورولف.
  • ما بعد الحداثة: هو توجه يتبنى أصحابه أفكاراً غريبة ولكن بصورةٍ أكثر حداثة، ومن أشهر مصممي هذا التوجه: شياباريلي، جيريمي سكوت، والتر فان بيريندونك، رودي جيرنيريش، هنري هولاند، ري كواكوبو.
  • التقنية: هم المصممونَ الذينَ يوسّعونَ آفاقَ استخدامِ الموادّ، بعملِ التجاربِ التصميميّة عليها وابتكارِ تصاميمَ حديثةٍ مميّزة باستخدام موادّ غير تقليديّة، ومن أشهر هؤلاء المصممين: كريستوفر كين، مارك فاست، ايسي مياكي.
  • التقليديّ: ففي تقديرٍ للتصاميمِ التقليديّة يقوم مصممو هذا التوجه بالحفاظ على التصاميم التقليديّة مع السعيِ لتطويرها، ومن أشهر مصمميها: السيد بيرل، أنجيلا ميسوني، بول سميث، كريستيان لوبوتان.

 

شارك المقالة:
82 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook