شهر رمضان المبارك هو الشهر التاسع من أشهر السنة الهجرية، حيث يأتي بعد شعبان وقبل شوال، ويبلغ عدد أيامه ثلاثين أو تسعة وعشرين يوماً، وقد فرض الله -تعالى- على المسلمين صيام شهر رمضان في شعبان من العام الثاني للهجرة، فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسع سنوات قبل أن يتوفاه الله -تعالى- في العام الحادي عشر للهجرة.
ومن الجدير بالذكر أنّ أهل اللغة اختلفوا في سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، حيث قال بعضهم إنّ التسمية مشتقة من الرمض وهو شدة الحر، لمجيء شهر رمضان غالباً في زمن الرمضاء وهو شدة الحر في الجزيرة العربية، وقيل إنّ سبب التسمية يرجع إلى ارتماض الصائمين من حر الجوع، وقيل بل لأنّ القلوب تأخذ في هذا الشهر الفكرة في أمر الآخرة والموعظة كما تستمد الحجارة والرمال الحرارة من الشمس، وقال فريق آخر من أهل العلم إنّ التسمية مشتقة من الرمض وهو الحرق، لما فيه من إحراقٍ للذنوب بالأعمال الصالحة، وقيل إنّ أصل التسمية مشتق من الرميض وهو السحاب والمطر في آخر الصيف وأول الخريف، وسبب التسمية أنه يرمض الذنوب أي يغسلها بالعمل الصالح، وقال فريق آخر إنّ سبب تسمية رمضان ترجع إلى أنّ العرب كانوا يرمضون أسلحتهم فيه، أي يحشدونها ويحضّرونها للحرب في شوال.
تعدّّ فريضة صوم رمضان من العبادات المحددة بوقتٍ معينٍ، حيث لا يصح أدائها إلا في شهر رمضان من كل عام، ولذلك ينبغي تعلم الأحكام المتعلقة بدخول شهر رمضان وخروجه، وتجدر الإشارة إلى أن دخول شهر رمضان المبارك يثبت بأحد أمرين: إما برؤية هلال رمضان، مصداقاً لقول الله تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)، بالإضافة إلى ما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (صُومُوا لرؤْيته وأَفطرُوا لِرؤْيته)، وتثبت رؤية هلال رمضان بشهادة مسلمٍ، عاقلٍ، بالغٍ، عدلٍ، موثوق بأمانته وخبرته، وفي حال تمت مشاهدته وجب على المسلمين الصيام، أمّا في حال عدم مشاهدة الهلال فيثبت دخول شهر رمضان بتمام شعبان ثلاثين يوماً، حيث إنّ الشهر القمري لا يمكن أن يتجاوز الثلاثين يوماً، حيث رُوي عن ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (الشَّهر هكذا وهكذا وهكذا - يعني: ثلاثين - ثُمَّ قال: وهكذا وهكذا وهكذا - يعني تِسعاً وعشرين-يقولُ: مرَّةً ثلاثين، ومرَّةً تسعاً وعشرين).
وفي حال تمام شهر شعبان ثلاثين يوماً، يُتأكّد دخول شهر رمضان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صُومُوا لرؤْيته وأفطرُوا لرؤْيته، فإن غُبِّي عليكُم فأكملُوا عدَّة شعبان ثلاثين)، ويسمى يوم الثلاثين من شعبان بيوم الشك، ولا يجوز صيامه على أنّه من رمضان، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (لا تقَدَّموا بين يدي رمضان بيومٍ أو يومين إلَّا رجلٌ كان يصومُ صياماً فليصُمه)، ويثبت خروج شهر رمضان بأحد أمرين: رؤية شاهدين لهلال شوال، أو تمام رمضان ثلاثين يوماً.
يعدّ شهر رمضان من الأزمنة الفاضلة في الإسلام، وقد ميّزه الله -تعالى- عن باقي أشهر العام بالعديد من الخصائص، ومن هذه الخصائص ما يأتي:
إنّ رمضان شهر الطاعات والعبادات، ولكن ينبغي للمسلم التركيز على الأعمال الفاضلة فيه، وفيما يأتي ذكر لأفضل الأعمال في رمضان:
وقعت الكثير من الأحداث الفاصلة عبر التاريخ الإسلامي في شهر رمضان المبارك، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض الأحداث:
موسوعة موضوع
العربية
