عن فضل شهر رمضان

الكاتب: مروى قويدر -
عن فضل شهر رمضان

عن فضل شهر رمضان.

 

 

شهر رمضان

 

شهر رمضان هو الشهر التاسع في الترتيب بين الأشهر الهجرية، حيث يأتي قبل شهر شوال، وبعد شهر شعبان، وتبلغ عدد أيامه تسعة وعشرين، أو ثلاثين يوماً كحد أقصى، ومن الجدير بالذكر أن الله -تعالى- قد فرض صيام شهر رمضان على المسلمين في العام الثاني للهجرة، وجعل صيامه ركن من أركان الإسلام، فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسعة أعوام إلى أن توفّاه الله -تعالى- في العام الحادي عشر للهجرة، وقد اختلف أهل اللغة في سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، حيث قال بعضهم إن التسمية مشتقة من الرمض، وهو شدة الحر؛ لأن شهر رمضان يصادف زمن الرمضاء؛ وهو اشتداد الحر في الجزيرة العربية.


وقال بعض العلماء إن التسمية مشتقة من الرميض، وهو المطر والسحاب في آخر الصيف وأول الخريف، وقد أُطلق عليه الرميض لأنه يكسر سخونة الشمس، وسبب تسمية رمضان بهذا الاسم لأنه يرمض الذنوب؛ أي يغسلها بأعمال الخير، وقال بعضهم إن التسمية مشتقة من الرمض، وهو الاحتراق، وسبب تسمية رمضان بهذا الاسم أنه يرمض الذنوب؛ أي يحرقها بالأعمال الصالحة، وقيل إن سبب التسمية يرجع إلى أن العرب كانوا يرمضون أسلحتهم فيه، أي يجهّزونها استعداداً للحرب في شوال، وقيل إن شهر رمضان سمّي بهذا الاسم لارتماض الصائمين فيه من شدة الجوع.

 

 

فضل شهر رمضان..

 

يعد شهر رمضان من الأزمنة المباركة التي ينبغي للمسلم استغلالها بالأعمال الصالحة للحصول على عظيم الأجر، ويمكن بيان بعض فضائل هذا الشهر العظيم فيما يأتي:

  • شهر الصوم: فقد فرض الله -تعالى- على المسلمين صوم رمضان، وجعل صيامه ركن من أركان الإسلام، حيث قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ومما يدل على عظم فريضة الصوم أن الله -تعالى- خصّ الصائمين بباب في الجنة يُسمى باب الريان، وحتى يحصل الأجر العظيم ينبغي للصائم اجتناب أعمال السوء كلها، والبعد عن الرفث والفسوق، مصداقاً لِما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ).
  • فيه ليلة القدر: فقد فضّل الله -تعالى- شهر رمضان بأن جعل فيه ليلة عظيمة، تُغفر فيها الذنوب والآثام، وتتضاعف فيها الأجور، مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، بالإضافة إلى ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذَنبِهِ).
  • شهر العتق من النار: يمكن القول أن العتق من النار أسمى أمنيات المسلم، لا سيّما أن العتق يعني اجتناب عذاب النار، ودخول الجنة، ومن فضل الله -تعالى- ورحمته بعباده أنه يصطفي منهم في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار، مصداقاً لِما رواه أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (إنَّ للَّهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِّ ليلةٍ).
  • شهر نزول القرآن الكريم: من أعظم فضائل شهر رمضان المبارك أن الله -تعالى- اصطفاه من بين شهور العام وأنزل فيه القرآن الكريم، مصداقاً لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، بل إن جميع الكتب السماوية نزلت في شهر رمضان، مصداقاً لِما رواه واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أُنزلتْ صحفُ إبراهيمَ أولَ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ، وأُنزلتِ التوراةُ لستٍّ مضتْ من رمضانَ، وأُنزل الإنجيلُ بثلاثِ عشرةَ مضتْ من رمضانَ).
  • صلاة التراويح: من فضائل شهر رمضان أن فيه صلاة التراويح، لا سيّما أن الإجماع انعقد على سنيّة قيام ليالي رمضان، وقد أكّد الإمام النووي -رحمه الله- أن المقصود من القيام يتحقق في صلاة التراويح، وقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن قيام رمضان مع التصديق بأنه حق، واعتقاد فضيلته، والإخلاص بالعمل لوجه الله تعالى، واجتناب الرياء والسمعة، سبب لمغفرة الذنوب، حيث قال: (مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ).
  • تفتح فيه أبواب الجنة: فقد اختص الله -تعالى- شهر رمضان بأن تُفتح أبواب فيه الجنة، وتُغلق أبواب النيران، وتصفّد الشياطين عند دخوله، كما ورد في الحديث الذي رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ).
  • شهر الجود: فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان أجود ما يكون في شهر رمضان.

 

 

دخول شهر رمضان

 

يثبت دخول شهر رمضان المبارك برؤية الهلال، مصداقاً لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ)، وقد حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على رؤية هلال رمضان في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعد وفاته، فكانوا يتراءوْنه، وقد اكتفى أهل العلم ومنهم الشافعية والحنابلة وطائفة من السلف بشهادة عدل واحد لثبوت رؤية الهلال، واستدلوا بما رُوي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: (تراءَى النَّاسُ الهلالَ فأخبرتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أنِّي رأيتُه فَصامَه وأمر النَّاسَ بصيامِهِ):

 

وقد اتفق أصحاب المذاهب الأربعة على وجوب الصوم عند رؤية الهلال، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا رأيتُمُ الْهلالَ فصوموا)، أما في حال عدم رؤية الهلال في التاسع والعشرين من شعبان فإن ثبوت دخول شهر رمضان يكون بتمام شعبان ثلاثين يوماً، مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ)

شارك المقالة:
86 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook