يصطفي الله سبحانه وتعالى من الأيام والشهور والأشخاص والأماكن ما شاء، فله الإرادة المطلقة في ذلك، ومما اصطفاه الله واختاره من شهور العام، شهر الله المحرم، فقد جاءت نصوص عديدة تنبِّه على فضله وفضل العبادة فيه وخاصة الصيام، فقد روى جابر بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:(أفضلُ الصيامِ بعد شهرِ رمضانَ ، الشهرُ الذي تدعونَه المحرمُ ).
يوم عاشوراء من الأيام المعظمة في شريعة الإسلام وهو اليوم العاشر من شهر محرَّم، وهو اليوم الذي نجَّى الله فيه موسى عليه السلام من بطش فرعون وقومه، لذا فإنَّ أهل الكتاب كانوا يعظِّمونه ويصومونه، وكذلك أهل الجاهلية كانوا يصومونه، وعندما جاء الإسلام أمر النبي -صلى الله عليه وسلم - بصيامه وذكر أنَّ صيامه يكفِّر سنة ماضية، ويشرع للمسلم أن يصوم اليوم التاسع من محرم مع يوم عاشوراء وذلك لحكم متعددة، منها مخالفة اليهود فإنهم كانوا يقتصرون على صوم العاشر، وكذلك اجتناب إفراد عاشوراء بالصيام كما يجتنب إفراد الجمعة بالصيام، وأيضاً خشية وقوع خطأ في حساب الهلال فيحتاط بصيام التاسع مع العاشر. ويكون صيام عاشرواء على ثلاث مراتب وهي:
الأشهر الحرم هي أربعة أشهر من السنة القمرية: محرم ، رجب، ذو القعدة ، وذو الحجة. وقد كان أهل الجاهلية يعظِّمون هذه الأشهر ويتركون القتال فيها، وهذا التعظيم ورثوه من بقايا ملَّة إبراهيم عليه السلام، وبقيت حرمة هذه الأشهر قائمة في الإسلام، فمن صور حرمتها أنَّ الأعمال مضاعفة فيها إن عمل خيراً ضوعف ثوابه وإن عمل شراً ضوغف إثمه.
ومن مقاصد تحريم القتال في هذه الأشهر تحقيق الأمن في المجتمعات والتمكن من أداء الشعائر العظمى في الإسلام باستقرار وطمأننية كشعيرة الحج في ذي الحجة، ومنح فرصة للأفرقة المتقاتلة لإعادة النظر وحساب الأمور مرة أخرى، وقد اختلف أهل العلم في بقاء حرمة القتال في هذه الأشهر أو نسخها بنصوص القتال العامة، فاتفقوا على جواز القتال للدفاع عن النفس واختلفوا في قتال الطلب وهو أن يبتدئ المسلمون بالقتال.
موسوعة موضوع