عناصر النمو السكاني بمنطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
عناصر النمو السكاني بمنطقة نجران في المملكة العربية السعودية

عناصر النمو السكاني بمنطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 
يتأثر النمو السكاني بثلاثة متغيرات ديموغرافية، هي: المواليد، والوفيات، والهجرة. وبناء عليه، يتكون النمو السكاني من عنصرين هما: الزيادة الطبيعية، وصافي الهجرة. والزيادة الطبيعة (أو النمو الطبيعي) هي الفرق بين المواليد والوفيات؛ أما صافي الهجرة (أو الهجرة الصافية) فهي الفرق بين الهجرة الوافدة، والهجرة المغادرة. ويمكن التعرف إلى مكونات النمو السكاني في منطقة نجران عمومًا وعلى مستوى المحافظات خصوصًا فيما يأتي:
 
أ - المواليد:
 
نظرًا لعدم توافر بيانات متسلسلة عن المواليد على مستوى المنطقة أو المحافظات، فقد اقتصر هذا الجزء على بيانات الأعوام 1405 و 1413 و 1420هـ/1985 و 1992 و 1999م وذلك من أجل الحصول على صورة عامة عن نمو عدد المواليد في المنطقة.
 
بلغ إجمالي عدد المواليد في المنطقة عام 1405هـ/1985م 5550 مولودًا، منهم نحو 71% من السعوديين، و 29% من غير السعوديين. وبلغت نسبة النوع نحو 114 مولودًا ذكرًا مقابل 100 من المواليد الإناث، وهذه النسبة تختلف عن الأنماط الديموغرافية المعتادة، مما يدل على عدم اكتمال تسجيل حالات المواليد وعدم دقتها. وفي عام 1413هـ/1992م، بلغ إجمالي عدد المواليد 10549 مولودًا منهم 88% تقريبًا من السعوديين، فيما بلغت نسبة النوع نحو 106 مواليد من الذكور مقابل 100 من الإناث. وبلغ إجمالي عدد المواليد عام 1420هـ/1999م 8027 مولودًا، منهم نحو 84% من السعوديين، (جدول 22) .
 
ويعود الفارق الكبير بين عدد المواليد في عام 1413هـ/1992م مقارنة بإحصاءات عام 1420هـ/1999م إلى طريقة جمع البيانات، إذ إن بيانات عام 1413هـ/1992م تعتمد على أسلوب الحصر الشامل (التعداد)؛ في حين تعتمد البيانات في عام 1420هـ/1999م على سجلات مكاتب المواليد لأعداد المواليد الذين منحوا شهادات ميلاد في سنة معينة.
 
وعلى أي حال، فقد بلغ معدل المواليد الخام لعام 1413هـ/1992م في منطقة نجران نحو 35 في الألف لإجمالي السكان، و 38 في الألف للسعوديين، و 21 في الألف لغير السعوديين،.
 
ب - الوفيات:
 
لا تتوافر بيانات تفصيلية عن الوفيات في جميع المحافظات؛ لذا اعتمد على البيانات المتوافرة عن المنطقة ومقر الإمارة (مدينة نجران) فقط. وعلى أي حال، فقد بلغ عدد الوفيات للسكان في جميع الفئات العمرية في عام 1413هـ/1992م نحو 255 حالة، منها 68 حالة من غير السعوديين. وبلغ إجمالي عدد وفيات الرضع (الذين أعمارهم أقل من سنة) نحو 123 حالة، منها 29 حالة من غير السعوديين. وفي عام 1421هـ/2000م زاد عدد الوفيات لإجمالي السكان إلى 303 حالات وفاة، وكذلك زادت وفيات الرضع فبلغت 126 حالة وفاة. وتعود الزيادة في أعداد الوفيات إلى زيادة أعداد السكان من جهة، وإلى الاهتمام بتسجيل حالات الوفيات من جهة أخرى.
 
وأما بالنسبة إلى مدينة نجران فقد بلغ إجمالي عدد الوفيات في عام 1413هـ/1992م 180 حالة منها 65 من غير السعوديين. كما وصل إجمالي عدد وفيات الرضع إلى 80 حالة، منها 27 من غير السعوديين. وفي عام 1421هـ/2000م، ارتفع عدد الوفيات إلى 214 حالة وفاة، كما زادت وفيات الرضع لتصل إلى 87 حالة وفاة
 
وتعود كثرة حالات الوفاة في مدينة نجران إلى أن المرضى الذين يحتاجون إلى عناية طبية متقدمة يحالون من جميع أنحاء المنطقة إلى المستشفى الرئيس في مركز الإمارة (مدينة نجران)، مما يُسهم في زيادة حالات الوفاة المسجلة في مدينة نجران مقارنة مع غيرها.
 
ج - الهجرة:
 
بناء على إحصاءات الهجرة الداخلية، فإن عدد المهاجرين الوافدين إلى منطقة نجران أقل من المغادرين منها، إذ بلغ معدل صافي الهجرة لعام 1425هـ/2004م نحو 17 في الألف نسمة؛ بمعنى أن معدل الهجرة الوافدة أقل من معدل الهجرة المغادرة  .  وبناء عليه، فإنها ليست من مناطق الجذب الرئيسة المتمثلة في مناطق: الرياض، ومكة المكرمة، والمنطقة الشرقية. ومن جهة أخرى، تشير البيانات إلى أن نحو 14% من إجمالي السكان السعوديين الذين ولدوا في منطقة نجران هاجروا إلى مناطق المملكة الأخرى، وخصوصًا منطقتي الرياض والشرقية اللتين استحوذتا على نحو 52% من إجمالي المهاجرين من منطقة نجران  .  واتجه نحو 20% منهم إلى منطقة عسير (المجاورة لها)، ونحو 13% منهم إلى منطقة مكة المكرمة، وتوزع بقية المهاجرين على مناطق المملكة الأخرى شكل.
 
أما بالنسبة إلى المهاجرين من غير السعوديين إلى هذه المنطقة فقد وصلت الزيادة ذروتها عام 1413هـ/1992م، إذ ارتفعت نسبة غير السعوديين من 10% من إجمالي السكان في عام 1394هـ/1974م إلى نحو 20% في عام 1413هـ/1992م، كما ذُكر آنفًا. وبناء على نتائج تعداد السكان لعام 1413هـ/1992م، يتوزع السكان غير السعوديين على جنسيات متعددة. ولكنَّ اليمنيين يشكلون أكثر نسبة منهم، إذ تصل إلى نحو 30% من إجمالي المهاجرين غير السعوديين الوافدين إليها؛ ويعود ذلك إلى موقع المنطقة الحدودي المجاور لليمن، ويأتي في المرتبة الثانية المصريون بما يقارب 23%، ثم الهنود بنحو 17%؛ بمعنى أن أكثر من ثلثي المهاجرين تقريبًا قدموا من ثلاث دول هي اليمن، ومصر، والهند. ولا شك أن تدفق العمالة الوافدة إلى منطقة نجران يعد استجابة لحاجة المنطقة من العمالة في المجالات الصحية، والتعليمية، والعمرانية، والزراعية.
 
شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook