عندما تكشف الحجب

الكاتب: المدير -
عندما تكشف الحجب
"عندما تكشف الحجب




( أسدي جزيل الشكر لكاتب مشاركة على واتساب لا أعرفه، فلقد استلهمت منها فكرة هذه الخاطرة، كتب الله الأجر له و لنا جميعا)



اصبر قليلا؛ وتجلد؛ ففي نهايةِ المطاف ستكشف الحجب وتجلى البصائر وتتبين الحقائق.

 

عندها فقط ستُدرك أنَّ البلاء الذي لاحقك وأضعفك، وفتَّت همُّه قَلبك كان في حقيقته عطاء مستترًا؛ بل كان هو سببًا ثمرته تنقيتك ورفعتك ودخولك الجنَّة.

 

عندها فقط ستُدرك أن ذاك الدُّعاء الطويل والأمل الذي ابْيَضَّتْ عَيْنَاك شوقًا إلى تحقيقه؛ وخيل لك أن كل الفرج والنفع فيه؛ ثم منعته؛ فحزنت وتكدرت؛ كان - في حقيقته - شرًا لك وضررًا، فحبس الله العليم عنك إجابته رَحمة بك ولطفًا.

 

وخفي عليك عندها ما تيقنته الآن: أن كثيرًا من منع الله عطاء وكرم مستحق لفرح العبد المتبصر وشكره.

 

عندها فقط ستُدرك أنَّ عَلقم الصبر على القَدر ومنع النفس من الجزع وحبسها عن الشكوى ما هو إلا دواء مر جهزه لك وسقاك إياه طبيبك وحبيبك ليشفيك ويعافيك.

 

عندها فقط ستُدرك أن ضيقُ العُسر ووحشة أيامه وأنين لياليه مهر زهيد لسعةٌ القَبرِ ونعيمه ونوره وحلاوة الأنس بالله.

 

عندها فقط ستُدرك أن الظلمة والأشواك والأوحال التي كانت تُعيق دربك ماهي إلا ثبات أقدام ونور على الصِراط.

 

عندها فقط ستُدرك أن تأخر الإجابة لَم يكُن عبثًا، وأن المُصائب خَير محض، وأن الأمراض كفارات وأجور، والكَبد والمعاناة لُطف، والبلاءُ علامة حُبّ واصطفاء.

 

في نهاية المَطاف سينقشع عنك كل ضّبابُ الجهل والغفلة، بُمجرَّد أن تَرى اللّ?ه وتحادثه في الجنَّة وتُخبرهُ بشوقك وحُبّك.

 

وسيخبرك حينها أنه كان ولم يزل يحبك ويحفظك، وأنّه كان يُرسل اليك كُل يوم إشارات وعلامات ورسالات بأنَّهُ يُحبّك ويحميك ويدافع عنك،[1] وتشتاق جنته للمؤمنين.

 

[1] فائدة علمية مهمة:
أ- كنت كتبت في آخر النسخة الأولى من المقال (قبل التنقيح): ويشتاق الله إليك، ولعلي استلهمت هذا من حديث قرأته، فنبهني بعض القراء تنبيها عاما وغير محدد؛ فراجعت المسألة، ووجدت قولا لبعض أهل العلم لايجوز فيه إطلاق الشوق على الله سبحانه، كما عرفت أن الحديث الذي يذكر شوق الله للعبد لايصح؛ فدفعني هذا إلى تنقيح هذا القول في المقال وإبداله بقولي: وتشتاق جنته للمؤمنين، وقد وردفي الحديث ما يصح عن شوق الجنة.
ب- لمزيد الفائدة العلمية أضيف لحاشية المقال رابط فتوى من موقع الاسلام سؤال وجوب بخصوص حكم نسبة الشوق لله تعالى، والله أعلى وأعلم.

https://www.google.com/amp/s/islamqa.info/amp/ar/answers/281920


"
شارك المقالة:
32 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook