يُعرّف نقص فيتامين (د) بأنَّه انخفاضٌ في مستويات هذا الفيتامين في الجسم، ما يؤدِّي إلى أضرارٍ عديدةٍ منها قابليّة العظام للكسر وترققها وتشوهها.
يحصل معظم البالغين على فيتامين (د) من مصادر عديدة منها الأغذية وأشعة الشَّمس، إلا أن الأغذية وحدها لا تكفي لمنح الشخص ما يحتاجه من هذا الفيتامين.
وتعد الفئات الأكثر عرضة لنقص فيتامين (د):
والسبب وراء ذلك يعود إلى عدَّة عوامل، منها طبيعة التَّغذية وقلَّة التعرض لأشعَّة الشَّمس.
يُذكر أن الحصَّة التي ينصح بالحصول عليها من هذا الفيتامين تختلف من سنِّ لآخر كالآتي:
للوصول إلى هذه الحصَّة، يُنصَح باختيار الأطعمة الغنيَّة بهذا الفيتامين، منها الأسماك الدهنيَّة كالسلمون والتُّونة واللُّحوم الحمراء وصفار البيض، فضلاً عن الأطعمة المدعَّمة بهذا الفيتامين، كبعض أشكال اللَّبن والحليب.
أمَّا من يأخذوا 100 ميكروغرام فأكثر يومياً، سواء أكانوا من البالغين، منهم الحوامل وكبار السن، فضلاً عن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 11 - 17 عاماً، فقد يتعرَّضون للضرر.
في حين أن الرّضع الَّذين تقل أعمارهم عن العام الواحد، فيجب إعطائهم ما يزيد عن ال 25 ميكروغراماً يومياً من هذا الفيتامين. والأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 1 - 10 أعوام، فجرعتهم اليومية تكون 50 ميكروغرام.
لكن يجب عدم الإفراط في ذلك، فالمستويات العالية جداً من هذا الفيتامين لم تُظهر أنّها تسبب نتائج أفضل، بل على العكس، فقد ارتبطت بمشاكل صحيَّة أخرى.
أمَّا المصابين بأمراضٍ معينةٍ، فقد يكونون غير قادرين على استخدام هذه الكميات بأمان، لذلك، ففي جميع الحالات، ينصح باستشارة الطبيب، والذي قد يقوم بوصف جرعةٍ أقلّ اعتماداً على سنِّ الشخص ووضعه الصِّحِّي.
وممَّا يجدر ذكره أنَّ الجسم لا يصنع الكثير من الفيتامين المذكور من خلال أشعَّة الشَّمس، كما أنَّه من الضروري تغطية الجلد وحمايته من أشعة الشمس تجنباً للإصابة بسرطان الجلد.
وتعتبر أفضل الأوقات للتعرض لأشعة الشمس في الفترة الواقعة ما بين أواخر شهر آذار إلى نهاية شهر أيلول، حيث يستطيع معظم الأشخاص الحصول على كمياتٍ كافيةٍ من فيتامين د خلال هذه الفترة.
تُعدُّ آلام العظام وضعفها علامتين على احتمالية وجود نقص في هذا الفيتامين، كما وأنَّ هناك أعراضاً أخرى لنقص هذا الفيتامين، وحتى وإن لم يسبب أعراضاً، فإنَّه يسبب أضراراً صحيةً أيضاً. ومن ضمن هذه الأضرار الآتي:
كما وتشير الأبحاث إلى أنَّ هذا الفيتامين يلعب دورا في علاج والوقاية من العديد من الأمراض، منها ارتفاع ضغط الدِّم ومرض السُّكَّري والتَّصلُّب اللُّويحي المتعدد. لذلك، فنقصه قد يرفع من خطر في الإصابة بهذه الأمراض.
إنَّ نقص الفيتامين المذكور لا يعني بالضرورة أنَّ ما لدى الشَّخص من أعراض هي ناجمة عنه، بل قد تكون مرتبطة به إلى حد ما.
وتتضمن العوامل التي ساهمت بازدياد معدلات نقص مستويات الفيتامين ما يلي:
علاوةً على ذلك، فهناك من يكون لديهم حالة مرضيِّة تمنعهم من هضم الفيتامين المذكور بشكلٍ كافٍ أو أنّهم لا يستطيعون معالجة الفيتامين المذكور في أجسامهم.
هناك العديد من الأسباب التي قد تكون السبب وراء نقص هذا الفيتامين، منها الآتي:
قد يعتقد البعض بأن الإطلالة من النَّافذة تكفي لتجنب نقص فيتامين (د)، غير أن هذا ليس حقيقياً. فحتى في البلدان ذات المناخ المُشمس، تتزايد نسبة الإصابة بنقص هذا الفيتامين. وما قاد إلى ذلك هو كثرة استخدام المستحضرات الواقية من الشَّمس وتجنب أشعَّة الشَّمس خوفاً من الإصابة بمرض سرطان الجلد. فالمستحضرات الواقية للشمس تعيق وصول أشعَّتها بشكلٍ كافٍ إلى الجلد للتمكن من إنتاج هذا الفيتامين. فهي تقي من النوع (ب) من الأشعة فوق البنفسجية لدرجة أن المستحضرات التي تحمل معامل وقاية من الشَّمس (Sun Protection Factor) بدرجة 30 تقلّل من إنتاج الفيتامين المذكور بنسبةٍ تصل إلى 95%. وهذا طبعاً بالإضافة إلى العوامل الأُخرى التي تمنع من إنتاج هذا الفيتامين، منها كثرة المكوث في الأماكن المغلقة.
ويُذكر أنَّه حتى وإن تعرض الشَّخص بعض الشيء لأشعَّة الشَّمس، فإنَّ مقدار ما ينتجه الجسم من الفيتامين المذكور يعتمد على عوامل عدَّة، منها الآتي:
يعرف الميلانين بأنه ما يعطي البشرة لونها. وكلما قلَّ الميلانين في الجلد ازداد تفتيح لونه. يقوم الميلانين بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية من النوع (ب) من الشَّمس وإضعاف قدرة الجلد على إنتاج النوع 3 من فيتامين (د) بنسبة 95-99%، والذي يتحول إلى فيتامين (د).
ويُشار إلى أنَّ الأشخاص ذوي البشرة الدَّاكنة يحتاجون لقضاء مدَّة تزيد بثلاث إلى 5 مرات من التعرض لأشعَّة الشَّمس للوصول إلى نفس المقدار الذي ينتجه الشخص من ذوي البشرة الفاتحة من فيتامين (د).
إنَّ زيادة الوزن والسُّمنة تزيدان من حاجة الجسم لفيتامين (د)، ما يجعل هؤلاء الأشخاص أكثر عرضةً لنقصه في أجسامهم. وعلى الرغم من أن تناول الأطعمة التي تحتوي على هذا الفيتامين والتعرض لأشعة الشمس تزيدان من مستويات هذا الفيتامين في الجسم، إلا أنَّه يبدو أنَّ هذه الفئة لا بد أن تستخدم المكمِّلات الخاصة به.
وقد قامت دراسة باختبار مستويات هذا الفيتامين في الدّم بعد التعرض لأشعة الشمس لدى السُّمناء وغير السُّمناء، وبالفعل، فقد ارتفعت المستويات في البداية لدى كل من المجموعتين، لكن بعد 24 ساعة، انخفضت مستويات الفيتامين المذكور لدى السُّمناء بنسبة 57%. وعلى الرَّغم من أنَّ أعضاء المجموعتين كان لديهم في الجلد نفس القدرة على إنتاج هذا الفيتامين، إلَّا أن الاختلاف كان في عملية إطلاقه إلى الدُّورة الدَّموية، إذ يُعتقد بأن طبقات الدُّهون لدى السُّمناء تستولي على هذا الفيتامين، والذي يذوب بالدهون، بدلاً من إطلاقه. لكن المزيد من الأبحاث تُعدُّ ضرورية لتأكيد ذلك.
كما وأنَّه ليس من الواضح إلى الآن ما إن كان فقدان الوزن يؤدي إلى زيادة مستويات هذا الفيتامين كون الخلايا الدُّهنية تطلقه إلى الدورة الدموية.
فقد أظهرت بعض الدراسات أن فقدان الوزن قد زاد بشكل بسيط لدى البعض ولم يزد نهائيا لدى البعض الآخر. لذلك، فيجب على من ينوون فقدان أوزانهم أن يناقشوا الاختصاصيين قبل ذلك. أمَّا من لديهم شك بأن نقص الفيتامين المذكور يسبب زيادة الوزن، فنقول لهم أنَّ دراسة واحدة حتى الآن قد اختبرت ذلك ولم تظهر صحته.
كل ما يتطلبه الأمر هو اختبار دمٍ بسيطٍ لمعرفة ما إن كنت تعاني من نقص في فيتامين (د) أم لا، وهناك نوعان من اختبارات الدم لهذا الفيتامين وهي:
يُذكر أنه في حال كانت مستويات فيتامين (د) منخفضة وكان الشَّخص يعاني من أعراض آلام العظام، فقد يوصي الطبيب بفحصٍ خاصٍ للتحقق من كثافة العظام. وهذا الفحص يستخدمه الأطباء لتقييم صحة العظام لدى الشَّخص، وهو فحص غير مؤلم.
لا يزال الباحثون غير متأكِّدين من جميع المضاعفات المحتملة لنقص فيتامين (د)، وقد وجدت إحدى الدراسات أن نقص فيتامين (د) كان عاملاً مساهماً في اضطرابات الاكتئاب الموسمي، والذي يحدث فقط خلال أوقات معينة من السنة.
ومن أهمِّ مضاعفات نقص فيتامين (د) المعروفة:
غالباً ما يعالج الأطباء نقص فيتامين (د) عن طريق وصف مكمِّلاته.
الكميَّة التي يجب أن تؤخذ عادةً تعتمد على نسبة انخفاض مستويات هذا الفيتامين لدى الشَّخص. وفي بعض الأحيان، قد يكتفى بزيادة تناول الأطعمة التي تحتوي عليه.
من الممكن زيادة مستويات فيتامين (د) عن طريق التعرّض لأشعة الشَّمس لحوالي 15 دقيقة يوميَّاً.
هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر على كمية أشعَّة الشَّمس التي تحصل عليها، بما في ذلك الوقت من السنة، والغطاء السحابي، والوقت من اليوم (فأشعة الشَّمس تكون أكثر بشكل مباشر خلال منتصف اليوم).
ومن الاعتبارات الأخرى أن الأشعَّة فوق البنفسجية (ب) لا يمكن أن تخترق الزجاج. وهو النوع من الإشعاع الذي يحفز إنتاج فيتامين (د). لذلك حتى لو كان الشَّخص يأخذ ضوء الشمس من خلال النافذة، فهو لن يحصل على تلك الاستفادة من إنتاج فيتامين (د).
يذكر أنه من الضروري الوقاية من أشعة الشمس إن كانت مدّة التعرض إليها طويلة، فيجب ارتداء قبعة أو وضع واقي الشمس للحماية منها كونها تسبِّب في بعض الحالات الإصابة بسرطان الجلد.