عوامل الخطر للإصابة بتضي الشريان الأبهري واسبابه ومضاعفاته

الكاتب: د. ايمان شبارة -
عوامل الخطر للإصابة بتضي الشريان الأبهري واسبابه ومضاعفاته.

عوامل الخطر للإصابة بتضي الشريان الأبهري واسبابه ومضاعفاته.

نظرة عامة

تضيّق الأبهر — أو تضيق شريان الأورطى — هو ضيقٌ يحدث في الشريان الأبهر، وهو الوعاء الدموي الكبير الخارج من القلب والمسؤول عن توصيل الدم المحمل بالأكسجين إلى أنحاء الجسم. عندما يحدث ذلك التضيّق، ينقبض قلبك بقوةٍ أكبر ليدفع الدم عبر الجزء المتضيّق من الشريان الأبهر.

غالبًا ما يحدث تضيّق الشريان الأبهر منذ الولادة (خلقي). وتتدرج خطورة الحالة من بسيطةٍ إلى شديدة، ويمكن ألا يُنتبه لوجودها إلا بعد الكبر، يتوقف ذلك على درجة تضيّق الشريان الأبهر.

الأسباب

لا يعرف الأطباء بالتحديد الأسباب التي تؤدي إلى تضيق الأبهر (تضيق الشريان الأورطى). لأسباب غير معلومة، يحدث تضيق خفيف إلى شديد في جزء من الأبهر. وعلى الرغم من إمكانية حدوث تضيق الشريان الأبهري في أي مكان بطول الأبهر، لكنه غالبًا ما يحدث بالقرب من أحد الأوعية الدموية المعروفة باسم القناة الشريانية. تبدأ الحالة بشكل عام قبل الولادة (خَلقي). عيوب القلب الخلقية هي أكثر العيوب الخلقية شيوعًا لدى الولادة.

نادرًا ما تحدث الإصابة بتضيق الأبهر في مرحلة متقدمة بالحياة. يمكن أن تؤدي الإصابة الرضحية إلى تضيق الأبهر. نادرًا ما يمكن لتصلب الشرايين الشديد (التصلب العصيدي) أو حالة تؤدي إلى التهاب الشرايين (التهاب الشرايين تاكاياسو) أن تؤدي إلى تضيق الأبهر مما يؤدي إلى تضيق الشريان الأورطى.

عادة ما يحدث تضيق الشريان الأورطي خلف الأوعية الدموية المتفرعة إلى الجزء العلوي من الجسم قبل الأوعية الدموية المؤدية إلى الجزء السفلي من الجسم. عادة ما يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم في الذراعين وانخفاضه في الساقين والكاحلين.

مع تضيق الشريان الأبهري، تعمل الحجرة السفلية اليسرى للقلب (البطين الأيسر) بصعوبة أكبر لضخ الدم عبر الأبهر الضيق، ويزيد الضغط في البطين الأيسر. وهو ما يمكن أن يؤدي إلى كثافة البطين الأيسر (تضخم).

عوامل الخطر

كثيرً ما يحدث تضييق الأبهر مع غيرها من عيوب القلب الوراثية، على الرغم من عدم معرفة الأطباء للسبب الكامن وراء حدوث عيوب قلبية متعددة معًا. تعتبر هذه الحالة أكثر شيوعًا في الذكور أكثر من الإناث. يمكن أن تكوني أنتِ أو طفلكِ أكثر عرضة للإصابة بتضييق الأبهر في حال وجود حالات مرضية محددة في القلب وتشمل:

  • الصمام الأبهري ثنائي الشرف. يفصل الصمام الأبهري الغرفة السفلية اليسرى (البطين الأيسر) من القلب عن الأبهر. يحتوي الصمام الأبهري ثنائي الشرف على طيتين (شُرفتين) بدلاً من الثلاثة المعتادين. إن العديد ممن يعانون تضييق الأبهر يعانون صمامًا أبهريًّا ثنائي الشرف.
  • قناة شريانية سالكة. قبل الولادة، تكون القناة الشريانية بمثابة وعاء دموي يصل الشريان الرئوي الأيسر بالأبهر— سامحةً للدم بتخطى الرئتين.

    عادة ما تُغلق القناة الشريانية بعد الولادة مباشرة. وفي حال بقائها مفتوحة، تُسمى بالقناة الشريانية السالكة.

  • ثقوب في الجدار بين الجانبين الأيسر والأيمن من القلب. قد تعاني ثقبًا في الجدار (الحاجز) بين غرف القلب العلوية (عيب الحاجز الأذيني) أو غرف القلب السفلية (عيب الحاجز البطيني) عند مولدك.

    ويتسبب هذا الثقب في اختلاط الدم الغني بالأكسجين من جانب القلب الأيسر من القلب بالدم ناقص الأكسجين من جانب القلب الأيمن.

  • تضيق الصمام الأبهري. تنطوي هذه الحالة على تضيُّق في الصمام الفاصل بين بطين القلب الأيسر والأبهر (الصمام الأبهري). ويعني ذلك أن القلب يكون مضطرًا إلى الضخ بقوة أكبر ليحصل جسمك على تدفق كافٍ من الدم.

    وبمرور الوقت، يمكن أن يتسبب ذلك في سماكة عضلة القلب؛ الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أعراض، مثل ألم الصدر، أو نوبات إغماء وضيق النفس، أو فشل القلب.

  • Aortic valve regurgitation (قلس الصمام الأبهري). يحدث ذلك عندما لا ينغلق الصمام الأبهري بإحكام، مما يتسبب في تسرب الدم إلى الخلف عائدًا إلى البطين الأيسر.
  • تضيُّق الصمام التاجي. تنطوي هذه الحالة على تضيُّق الصمام (الصمام التاجي) الواقع بين غرفة القلب العليا اليسرى (الأذين الأيسر) والبطين الأيسر الذي يدع الدم يتدفق عبر الجانب الأيسر من قلبك.

    وفي تلك الحالة، قد يرتجع الدم إلى رئتيك متسببًا في قصر النفس أو احتقان الرئة. وكما هو الحال مع تضيُّق الصمام الأبهري، يمكن أن تؤدي تلك الحالة أيضًا إلى فشل القلب.

  • قلس الصمام التاجي. وتحدث هذه الحالة عندما لا ينغلق الصمام التاجي بإحكام، مما يتسبب في تسرب الدم إلى الخلف عائدًا إلى الأذين الأيسر.

يشيع تضيُّق الأبهر بين الأشخاص الذين يعانون حالات وراثية محددة، مثل متلازمة تيرنر. يوجد لدى النساء والفتيات اللاتي يعانين متلازمة تيرنر 45 كروموسومًا بدلاً من 46 كروموسومًا، حيث ينقص لديهم أحد الكروموسومات X أو أنها تكون غير مكتملة. يُصاب حوالي 10% من النساء والفتيات اللاتي يعانين متلازمة تيرنر بتضيُّق الأبهر.

تحدثي إلى طبيبكِ إذا عانيتِ أنتِ أو طفلكِ أيًا من عوامل الخطورة تلك، أو كان لديكما تاريخ عائلي من مرض القلب الوراثي.

المضاعفات

يؤدي تضيق الأبهر الذي لم يتم علاجه إلى مضاعفات بشكل متكرر. قد تكون بعض المضاعفات نتيجة لضغط الدم المرتفع طويل الأمد الذي تسبب في حدوثه تضيق الأبهر. إن حدوث المضاعفات بعد علاج تضيق الأبهر أمر محتمل كذلك.

قد تشمل مضاعفات تضيق الأبهر:

  • ضيق الشريان الأبهري (التضيق الأبهري)
  • ارتفاع ضغط الدم
  • السكتة الدماغية
  • تضخم جزء من جدار الشريان الأبهري (تمددات الأوعية الدموية)
  • تمزق الشريان الأبهري أو تمزقه (تسلخ)
  • مرض الشريان التاجي المبكر ــــ تضيق الأوعية الدموية التي تمد القلب
  • فشل القلب
  • شريان ضعيف أو منتفخ في الدماغ (تمدد الأوعية الدموية الدماغي) أو نزيف في الدماغ (نزف)

وبالإضافة لذلك، إذا كان تضيق الأبهر شديدًا، فقد لا يتمكن القلب من ضخ كمية كافية من الدم إلى أعضاء الجسم الأخرى. قد يتسبب ذلك في حدوث ضرر بالقلب، وقد يؤدي أيضًا إلى الفشل الكلوي، أو فشل عضو آخر.

إذا تم علاج تضيق الأبهر الذي تعاني منه عندما كنت صغيرًا، فأنت معرض لخطر إعادة تضيقه مع مرور الوقت. وأيضًا لديك درجة خطورة أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدم. ستحتاج إلى متابعة تضيّق الأبهر مدى الحياة، وقد يلزمك تناول علاجات إضافية.

شارك المقالة:
125 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook