عيوب القلب الخلقية أسبابها ومضاعفاتها

الكاتب: د. ايمان شبارة -
عيوب القلب الخلقية أسبابها ومضاعفاتها.

عيوب القلب الخلقية أسبابها ومضاعفاتها.

الأسباب

كيفية عمل القلب

ينقسم القلب إلى أربعة حجرات مجوفة، اثنتان يمينًا واثنتان يسارًا. لضخ الدم لجميع أنحاء الجسم، يستخدم القلب جانبيه الأيمن والأيسر لمهام مختلفة.

ينقل الجانب الأيمن من القلب الدم إلى الرئتين عبر أوعية دموية تسمى الشرايين الرئوية. في الرئتين، ينقل الدم الأكسجين ثم يعود لجانب القلب الأيسر عبر الأوردة الرئوية. بعد ذلك يضخ الجانب الأيسر من القلب الدم عبر الشريان الأبهري إلى سائر أنحاء الجسم.

كيفية الإصابة بعيوب القلب

يبدأ القلب خلال الأسابيع الأولى من الحمل في أخذ شكل ويأخذ في النبض. كما يبدأ أيضًا تكوين الأوعية الدموية الرئيسية التي تمتد من القلب وإليه في أثناء هذه الفترة الحرجة من الحمل.

وهذه هي مرحلة نمو الطفل التي يمكن أن تنشأ في أثنائها عيوب القلب. لا يعلم الباحثون سبب حدوث معظم هذه العيوب على وجه التحديد، لكنهم يعتقدون أن العوامل الوراثية، وبعض الحالات الطبية، وبعض العوامل الطبية والبيئية، مثل التدخين، قد تلعب دورًا في ذلك.

أنواع عيوب القلب

يوجد الكثير من الأنواع المختلفة من عيوب القلب الخلقية، التي يتم تصنيفها رئيسيًا ضمن هذه الفئات:

  • الثقوب في القلب. يمكن أن تتكون الثقوب في الجدران الموجودة بين حجرات القلب، أو بين الأوعية الدموية الرئيسية الخارجة من القلب.

    في حالات معينة، تسمح هذه الثقوب بخلط الدم ناقص الأكسجين مع الدم الغني بالأكسجين؛ مما يؤدي إلى نقل كمية أكسجين أقل إلى جسم طفلك. وبناءً على حجم الثقب، يمكن أن يؤدي نقص الأكسجين هذا إلى ظهور جلد طفلك أو أظافره باللون الأزرق، أو قد يؤدي إلى الإصابة بفشل القلب الاحتقاني.

    إن تشوه الحاجز البطيني هو ثقب في الجدار بين الحجرتين اليمنى واليسرى في النصف السفلي من القلب (البطينين). يحدث عيب الحاجز الأذيني عندما تكون هناك فتحة بين غرفتي القلب العلويتين (الأذينين).

    القناة الشريانية السالكة (PDA) عبارة عن وصلة بين الشريان الرئوي (المحتوي على دم بدون أكسجين) والأبهر (المحتوي على دم بالأكسجين). العيب الكامل في القناة الأذينية البطينية عبارة عن حالة تتسبب في فتحة في مركز القلب.

  • انسداد تدفق الدم. عندما تكون الأوعية الدموية أو صمامات القلب ضيقة بسبب عيب في القلب، يجب أن يعمل القلب بقوة أكبر لضخ الدم عبرها. ويؤدي هذا في النهاية إلى زيادة حجم القلب وكثافة عضلة القلب. من أمثلة هذا النوع من العيب التضيق الرئوي أو التضيق الأبهري.
  • الأوعية الدموية غير الطبيعية. العديد من أمراض القلب الخلقية تحدث عندما لا يكون شكل الأوعية الدموية المتجهة إلى القلب والخارجة منه سليمًا أو لا يكون موضعها كما ينبغي أن يكون.

    يحدث عيب يُسمى تحويل الشرايين الكبيرة عندما يكون الشريان الرئوي والأبهر على جانبين خطأ من القلب.

    تحدث حالة تُسمى تضيق الأبهر عندما يكون الوعاء الدموي الرئيسي الذي يضخ الدم في الجسم ضيقًا جدًا. الاتصال الوريدي الرئوي الشاذ بالكامل عبارة عن عيب يحدث عندما تتصل الأوعية الدموية من الرئتين بالمنطقة الخطأ من القلب.

  • اضطرابات صمام القلب. إذا كانت صمامات القلب لا تستطيع أن تنفتح وتنغلق بشكل صحيح، لا يستطيع الدم أن يتدفق بسلاسة.

    من أمثلة هذا النوع من العيب ما يُسمى شذوذ إبشتاين. في شذوذ إبشتاين، يكون الصمام ثلاثي الشرف — الذي يقع بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن — مشوهًا وغالبًا ما يكون فيه تسريب.

    المثال الآخر هو رتق الرئة، وفيه يكون الصمام الرئوي مفقودًا، مما يسبب تدفقًا غير طبيعي للدم إلى الرئتين.

  • القلب ناقص النمو. يتوقف جزء كبير من القلب أحيانًا عن النمو بشكل ملائم. في متلازمة القلب الأيسر ناقص التنسج مثلاً، لم يحقق الجانب الأيسر من القلب نموًا كافيًا ليضخ دماً كافيًا للجسم بشكل فعال.
  • مزيج من العيوب. يولد بعض الرضع بعيوب متعددة في القلب. رباعية فالو عبارة عن مزيج من أربعة عيوب: فتحة في الجدار بين البطينين في القلب، وممر ضيق بين البطين الأيمن والشريان الرئوي، وتحول في وصلة الأبهر بالقلب، وكثافة عضلة البطين الأيمن.

عوامل الخطر

تنشأ معظم عيوب القلب الخلقية بسبب مشكلات مبكرة في فترة نمو قلب الطفل وليس معروفًا سببها. ورغم ذلك، هناك بعض عوامل الخطورة البيئية والوراثية التي قد تلعب دورًا. وتشمل:

  • الحميراء (الحصبة الألمانية). إن الإصابة بالحميراء خلال فترة الحمل قد تتسبب في حدوث مشكلات خلال فترة نمو قلب الطفل. يمكن أن يقوم الطبيب بإجراء اختبار علىكِ لفحص المناعة من هذا المرض الفيروسي قبل فترة الحمل وتطعيمك إذا لم تكن لديكِ مناعة.
  • داء السكري. يمكن تقليل خطر الإصابة بعيوب القلب الخلقية وذلك من خلال السيطرة بحرص داء السكري قبل محاولة الإنجاب وخلال فترة الحمل. وعمومًا لا يتسبب داء السكري الحملي في زيادة خطر إصابة الطفل بإحدى عيوب القلب.
  • الأدوية. إن تناول أدوية محددة خلال فترة الحملة قد يتسبب في حدوث عيوب خلقية بما في ذلك عيوب القلب الخلقية. قدِّمي للطبيب قائمة كاملة بالأدوية التي تتناولينها قبل فترة الحمل.

    وتتضمن الأدوية المعروف بأنها تتسبب في زيادة خطر الإصابة بعيوب القلب الخلقية الثاليدوميد (ثالوميد) ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وأدوية الستاتين وأدوية إيزوتريتينوين لعلاج حب الشباب (أبسوريكا وأمنيستيم وكلارافيس) وليثيوم.

  • تناول الكحوليات خلال فترة الحمل. تجنّبي تناول الكحوليات خلال فترة الحمل لأنها تزيد من خطر الإصابة بعيوب القلب الخلقية.
  • التدخين. إن التدخين خلال فترة الحمل يزيد من احتمالية إصابة الطفل بعيوب القلب الخلقية.
  • الوراثة. أحيانًا ما تكون عيوب القلب الخلقية موجودة بين الأسر وقد تكون مرتبطة بمتلازمة وراثية. إن الكثير من الأطفال المصابين بمتلازمة داون والتي تحدث بسبب وجود نسخة إضافية من كروموسوم 21 (متلازمة التثلث الصبغي 21) يعانون عيوبًا في القلب. يمكن أن يتسبب فقدان جزء من الجينات في كروموسوم 22 أيضًا في الإصابة بعيوب في القلب.

    يمكن أن يكشف الاختبار الجيني مثل هذه الاضطرابات في أثناء فترة نمو الجنين. إذا كان لديك طفل بالفعل يعاني أحد عيوب القلب الخلقية، فمن الممكن أن يقدر استشاري الأمراض الوراثية احتمالات إصابة الطفل التالي بأحد عيوب القلب الخلقية.

المضاعفات

تشمل بعض المضاعفات المحتملة التي يمكن أن تحدث خلال الإصابة بداء قلبي خلقي ما يلي:

  • فشل القلب الاحتقاني. وقد تتطور هذه المضاعفات الخطيرة لدى الأطفال الذين يعانون من عيب كبير في القلب. تشمل علامات الإصابة بفشل القلب الاحتقاني التنفّس السريع، وغالبًا اللهثان خلال التنفس، وزيادة ضعيفة في الوزن.
  • تباطؤ النمو والتطور. فغالبًا ما يتطور نمو الأطفال الذين يعانون من العيوب القلبية الخلقية الأكثر خطورة بشكل أبطأ من الأطفال الذين لا يعانون من عيوب في القلب. وقد يصبحون أصغر من الأطفال الآخرين الذين هم في نفس عمرهم، وإذا تأثر الجهاز العصبي، قد يؤدي إلى تباطؤ في تعلم المشي والتحدث مقارنةً بالأطفال الآخرين.
  • مشاكل نظم القلب. يمكن أن تحدث مشاكل في ضربات القلب (عدم انتظام ضربات القلب) نتيجة الإصابة بعيب قلبي خلقي أو من ندبات تتشكل بعد إجراء الجراحة لتصحيح العيب القلبي الخلقي.
  • الازرقاق. إذا تسبب عيب قلبي يعاني منه طفلك في خلط الدم ناقص الأكسجين مع الدم الغني بالأكسجين في قلبه، فقد يصاب طفلك بلون جلدي أزرق اللون، وهي حالة تسمى الازرقاق.
  • سكتة دماغية. على الرغم من عدم شيوع هذه الحالة، قد يكون بعض الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب معرضون لخطر الإصابة بسكتة دماغية بسبب الجلطات الدموية التي تنتقل عبر ثقب في القلب وإلى الدماغ.
  • مشكلات نفسية. قد يشعر بعض الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب بعدم الأمان أو يعانون من مشاكل انفعالية بسبب شكلهم، أو التقييدات المفروضة على ممارستهم للأنشطة أو صعوبات التعلم. تحدث مع طبيب طفلك إذا كنت قلقًا بشأن حالات طفلك المزاجية.
  • الحاجة إلى إجراء المتابعة مدى الحياة. يجب على الأطفال الذين يعانون من عيوب في القلب أن يدركوا المشاكل القلبية التي يعانون منها طوال حياتهم، لأن العيب الذي يعانون منه قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب أنسجة القلب (التهاب الشغاف)، أو فشل القلب، أو مشاكل صمام القلب. يحتاج معظم الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب إلى زيارة طبيب القلب بشكل منتظم طوال حياتهم.
شارك المقالة:
79 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook