فائض الطعام

الكاتب: المدير -
فائض الطعام
"فائض الطعام




أبلغني أحد الإخوة عن رغبة أحد المحسنين في دعم مشروع نوعي لحفظ فائض الطعام في مدينة الرياض، حيث تم عمل مشروع طيب في مكة المكرمة؛ فمن كانت لديه أفكار طيبة أو اقتراحات، أو دراسة مبدئية لمشروع في هذا المجال، وجِدِّية في القيام على المشروع، فليبلغني مشكورًا لأقوم بتوصيله بالإخوة.

 

تصلنا مقاطع كثيرة لمظاهر مختلفة من الإسراف وإهدار الطعام الفائض، سواء بقايا الوجبات من الزبائن في المطاعم أو غيرها، وهو ما يتم التخلص منه في البوفيه المفتوح، وهي كميات مهولة لم يتم بيعها.

 

قصور الاحتفالات وما نراه من خلال هذه المقاطع ليس إلا رأس جبل الجليد، وفي منازلنا أيضًا يتم إهدار كميات كبيرة، ولا يخفى علينا جميعًا عواقب هذا التبذير والإسراف والخوف من أن يعاقبنا الله، خاصةً في ظل حاجة إخواننا المسلمين، والذين لا أشك أن ربع ما نهدره يكفي لإشباع بطونهم الجائعة.

 

أحد المطاعم - ولأسباب فنية وصحية - يرمي ما معدله طن شهريًّا من الدجاج النيء، وهو الجزء المتبقي بدون طبخ ولا يصلح للبيع، ومطاعم المثلوثة تقدم كميات تقارب ضعف احتياج الزبون لإرضائه وإغرائه!

 

ملاحظة: أعتقد أنه لا بد من التواصل مع الجهات المعنية - مثل البلديات ووزارة التجارة - لِسَنِّ قوانين وتنظيمات، بل وفرض غرامات، تحد من الفائض كجانب أولي للمشروع، والجانب الآخر هو وضع خطة للتعامل والاستفادة من الفائض.

 

مثال: يُفرض على المطاعم استخدام أحجام أصغر من الصحون تكون مسطحة، ووضع ثلاجة بجانب المطعم لوضع الفائض، وكذلك قصور الأفراح والفنادق، وفرض غرامات مالية كبيرة على المنشآت التي يثبت عليها رمي الطعام في القمامة وإقفال المطعم، وتعيين مراقبين في البلديات متخصصين في المراقبة؛ مثل مراقبي تهريبات المياه، ووضع ملصقات بالمطاعم لتذكير وتوعية الزبائن بالطلب حسب الاحتياج وخصوصًا الأرز.

 

أما فيما يخص الهرطقات الشخصية وما يفعله مُحْدَثُو النعمة في الولائم والتشريفات، فلا بد من عمل مشروع توعوي يُجَرِّم كل من يقوم بالإسراف؛ بحيث تصبح صورة من يقوم بهذه الأعمال سلبيةً في أذهان غالب المجتمع (تصحيح نظرة المجتمع تجاه هذا الفعل المشين، والذي قد يراه البعض من أوجه الكرم والحفاوة)، والتواصل مع الوجهاء لحث التجار والموسرين في اتجاه عدم التكلف، وليكونوا قدوة في موائدهم ومناسباتهم.

 

شخصيًّا لو كان لي صلاحية لفرضت عقوبة بالسجن وغرامة مالية تعادل عشرة أضعاف قيمة الطعام المهدر؛ تودع في حساب الجمعيات الخيرية التي تخدم المحتاجين، وتصاغ بما يتوافق مع أحكام الشرع والدين الحنيف..


"
شارك المقالة:
30 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook