ذكر أهل التفسير في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ}العديد من التفاسير، ومنها أن معناها فبرحمةٍ من الله لنت لهم، أما قول الله تعالى في تتمة الآية: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}،أنه ليس بالفظ الجافي، ولا بغليظ القلب القاسي، غير صاحب رحمة ولا صاحب رأفة. بل كانت صفته صلى الله عليه وسلم على النقيض من ذلك، حيث وصفه الله تعالى بقوله: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}،يكون تفسير الآية كاملةً؛ فبرحمة الله ورأفته بك يا محمد وبرحمته ورأفته بمن آمن بك من المؤمنين ومن أصحابك جعلك لينًا، فلنت لهم، أي لتبَّاعك ولأصحابك من المسلمين، فكانت أخلاقك اللينة سهلةً برحمة الله لهم، مما أدى إلى تحسين أخلاقهم لك، وكان من لين أخلاقك أن احتملت أذى آذاك من الناس، وعفوت عمَّن أجرم وغفرت له جُرمه، وغضضت الطرف عن الكثر ممن لو جفوت وبعُدت عنه وأغلظت التعامل معه لبعُد عنك وتركك ولم يتَّبعك ولم يبلغ ما بعثك به الله من الرحمة والهداية، ولكن بفضل الله وبرحمة الله أن جعلك لينًا لهم كما أنت عليه.