فترة الألف الأولى قبل الميلاد في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 فترة الألف الأولى قبل الميلاد في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

 فترة الألف الأولى قبل الميلاد في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
أما فترة الألف الأولى قبل الميلاد فهي الفترة التي شهدت فيها الجزيرة العربية تطورًا حضاريًا كبيرًا، وخلالها نشأت الممالك العربية جنوبي الجزيرة العربية، وفي وسطها وشماليها، وكانت أجزاء من مناطق شمالي الجزيرة قد وقعت تحت حكم الإمبراطوريات القوية في العراق وسوريا من آشورية وبابلية، ثم هيلنستية ورومانية. وسجلت الحوليات الآشورية بالرسم والكتابة معلومات كثيرة عن علاقات الآشوريين ببلاد العرب، وهي تمثل أقدم المصادر المهمة حتى الآن عن تاريخ العرب الشماليين وتطورهم الحضاري في بدايات فترة الألف الأولى قبل الميلاد، ولم يكن اشتراك العرب في الحرب ضد الآشوريين في معركة قرقر عام 853ق.م إلا نتيجة لاصطدام مصالح العرب الاقتصادية والسياسية بأطماع الدولة الآشورية، ففي الجناح الغربي لمنطقة تبوك، حيث تمتد الطرق التجارية إلى مصر وسوريا كما هو معروف، كان للقبائل العربية دورٌ إيجابيٌّ ومهم في تسيير القوافل وإمدادها بالجمال والجمّالين والحراس والمؤن، لذلك يبدو أن تضرر مصالح العرب بفعل التوسع العسكري الآشوري في بلاد الشام كان سببًا في هذا الموقف العدائي  .  أما في الجناح الشرقي من منطقة تبوك؛ فإن بصمات الإمبراطوريتين الآشورية والبابلية واضحة في ذلك الجزء من شمالي الجزيرة، فمدينة تيماء ذات المركز التجاري المهم والمحطة الرئيسة على طريق التجارة المتجهة إلى بابل، يرد اسمها في الكتابات المسمارية من عهد الملك تجلات الثالث (Tiglatpilesar III) الذي حكم في الفترة من 745 - 727ق.م تقريبًا ضمن المدن والقبائل العربية التي دفعت له إتاوة، وما زالت تيماء تحتفظ باسمها القديم حتى اليوم. ويتضح من سجلات الملك سنحاريب 704 - 681ق.م في النص رقم 819، أن أحد أبواب العاصمة الآشورية نينوى كان يسمى باب الصحراء؛ لأنه يدخل منه رجال تيماء الذين يحملون الهدايا إلى الملك الآشوري  
 
وعندما استراح سكان شمالي الجزيرة العربية من الضغوط الآشورية المتلاحقة، حتى أنهم يقعون فريسةً للاحتلال البابلي الذي قصد هذه المرة مدينة تيماء على وجه الخصوص، ففي السنة الثالثة من حكم الملك البابلي نبونيد 555 - 539ق.م وبعد أن ساءت الأوضاع الاقتصادية في مملكة بابل وارتفعت الأسعار، وضاق الناس ذرعًا بالأحوال المعيشية المتردية، قرر الملك نبونيد ترك البلاد تحت حكم ابنه، وقام بقيادة جيشه إلى شمالي الجزيرة العربية.
 
لقد كان شمالي الجزيرة المعروف حاليًا بمنطقة تبوك، ينعم بحياة اقتصادية مزدهرة؛ حيث كان سكان هذه المنطقة آنذاك يسيطرون على عقدة الطرق التجارية ومنافذها إلى مناطق الحضارات القديمة في مصر وسوريا والعراق. وكانوا يسيرون القوافل حسب توجهاتهم السياسية ومصالحهم الاقتصادية نحو مصر وبلاد الشام، ويرى أحد الباحثين أن معرفة نبونيد بثروات المنطقة هي التي دفعته إلى السير بجيشه إلى هذه المنطقة، ويقول: "إنه من خلال الاطلاع على المصادر الآشورية التي تحدثت عن الحملات الآشورية على شمالي بلاد العرب، يمكن للمرء أن يتحقق من سعة العيش والثراء الذي كان ينعم به سكان هذه المنطقة، ففي نصٍّ للملك تجلات الثالث يذكر أنه أجبر شمسي ملكة بلاد العرب على دفع إتاوة مقدارها ثلاثون ألف جمل، وعشرون ألف رأسٍ من الغنم، وخمسة آلاف كيس من التوابل. وفي نص آخر للملك الآشوري نفسه، يقول: إن أهل مسّاء وأهل تيماء وآخرين غيرهم، ذكرهم النص، دفعوا إلى الآشوريين إتاوات من الذهب والفضة والنوق ومختلف أنواع البخور. كما دونت نصوص أخرى لملوك آخرين أمثال: سرجون الثاني 722 - 705ق.م وسنحاريب، وآشور بانيبال 669 - 626ق.م جاء فيها أن هؤلاء الملوك تسلموا إتاوات من الذهب والفضة والجمال والعاج والأحجار الكريمة... إلخ"  .  ومما يؤكد أهمية تيماء، والدور التاريخي الذي أدته خلال الألف الأول قبل الميلاد الإشارات العديدة التي وردت عنها في أسفار التوراة.
 
لقد تحرك نبونيد بجيشه صوب أرض أدوم قاصدًا شمالي بلاد العرب (منطقة تبوك حاليًا)، وسجل في لوحةٍ تصويرية اكتشفت حديثًا  ،  انتصاره على الأدوميين الذين امتد حكمهم جنوبًا، فيما يغلب على الظن، من عاصمتهم بصيرة (بصيرا)   والبتراء، ليشمل الأطراف الشمالية من منطقة تبوك. وقد اعتقد بعض الباحثين   أن حكم الأدوميين قد امتد حتى شمل مدينة تيماء، وذلك استنادًا إلى ما ورد في التوراة  .  وقد ورد اسم تيماء هنا مع ديدان بلفظة تيمن؛ وهي إشارة تدل على أن كلاً من تيماء وديدان كانتا ضمن مملكة أدوم، وهذا ما ذهب إليه جارث بودن، غير أنه قال: إن هناك آراءً تقول بنشوب صراع بين شعوب مدن شمالي الجزيرة العربية، شمل كلاً من: ديدان وتيماء وأدوم، وهو أمر يتوافق مع فترة انهيار دولة أدوم منتصف القرن السادس قبل الميلاد وفي كل الأحوال، فقد سار الملك نبونيد بجيشه في منطقة تبوك حتى بلغ تيماء عام 552ق.م؛ حيث تغلب عليها بسهولة - فيما يبدو - بعد أن قتل ملكها يتر، وأرهب سكانها؛ حيث أباد ماشيتهم ومواشي أهل المناطق المجاورة، ثم استقر فيها مع رجاله من أفراد الجيش الآكادي. وذكر في نص له، أنه سوّر مدينة تيماء، وحصنها، وحسنها، وبنى له فيها قصرًا مشابهًا لقصره في بابل، وسخر أهل تيماء في أعمال البناء  .  ولا بد من الإشارة إلى أن هذا النص وما ورد فيه قد دون من قِبَل خصوم نبونيد، بخلاف نقش حران الذي كتبه نبونيد نفسه، وذكر فيه أنه خرج من بابل وذهب إلى تيماء، ومنها إلى ديدان (العلا) ثم باداكو (فدك، حاليًا الحايط)، وخيبر، ويديخ (يديع، حاليًا الحويط)، حتى وصل إلى يثرب، وهكذا أصبحت مدينة تيماء وكأنها عاصمة للإمبراطورية البابلية الثانية؛ حيث أقام فيها الملك نبونيد عشر سنوات يستقبل فيها الملوك، والوفود، والزوار، ويبرم فيها العقود والمعاهدات. ومن الملوك الذين استقبلهم نبونيد في تيماء: ملك مصر، وملك الميديين، وملك بلاد العرب، حسب ما جاء في نص حران  .  والأهم من ذلك أنه فرض الهيمنة على النشاط التجاري والاقتصادي الذي كانت تقوم عليه تيماء آنذاك. ولم تكن إقامة نبونيد هذه في تيماء دون منغصات؛ فمن خلال دراسة عدد من النقوش العربية المسماة بالثمودية والمدونة على الصخور قريبًا من تيماء في منطقة تبوك، يعرف أن قوات نبونيد كانت تشن الغارات ضد القبائل العربية المقاومة للوجود البابلي  .  وإلى هذه الفترة البابلية في تيماء يرجع تاريخ مسلة تيماء المحفوظة الآن في متحف اللوفر بباريس  التي سجل على أحد جانبيها نص طويلٌ مكتوبٌ بالخط الآرامي، وفي الجانب الآخر رسمت صورتان، إحداهما في الجزء العلوي لرجل يلبس فوق رأسه خوذة مخروطية الشكل، يحتمل أن تكون للملك نبونيد.
 
وفي الجزء السفلي من هذا الجانب رسمت الصورة الأخرى وهي لرجل واقف وأمامه منضدة فوقها رأس ثور، وهي لكاهن اسمه صلم شزب، حسب ما تضمنه النص الآرامي المدون أسفل الصورة، ويعتقد أنه مصري. وقد قام هذا الكاهن، حسب ما يقول هذا النقش المسجل على الجانب الثاني من المسلة، بإدخال ديانة جديدة إلى تيماء تتمثل في عبادة وثن اسمه صلم هجم، وبناء معبد له وتعيين كهنة يتوارثون خدمته؛ ما أدى إلى انتشار عبادته لدى عدد من سكان منطقة تبوك، وذلك لورود اسم صلم في عدد من النقوش العربية القديمة  
 
وبعد مضي عشر سنوات تقريبًا على إقامة الملك البابلي نبونيد في تيماء، قرر في عام 543ق.م مغادرة تيماء والعودة إلى بابل عاصمة دولته في بلاد الرافدين، وادعى أن كبير الآلهة أمره بذلك، بأنه رأى في المنام أن الوقت قد حان للخروج من تيماء؛ ولهذا خرج مع جيشه وحراسه وكل رجاله من شمالي بلاد العرب دون أن يترك أحدًا منهم في تيماء، أو يترك فيها حاكمًا أو حاميةً عسكرية  .  وكانت حقيقة أسباب مغادرته المفاجئة لتيماء، والرجوع إلى بلاده؛ هي كما يرى الباحثون، الدفاع عن بابل بعد تزايد أخطار الغزو الأخميني، الأمر الذي تحقق عام 539ق.م أي بعد ثلاث سنوات تقريبًا من عودة نبونيد من تيماء؛ حيث اجتاحت الجيوش الفارسية في عهد ملكها قورش مدينة بابل، منهيةً بذلك عصر دولة بابل الثانية، ولم يستطع الملك نبونيد الذي كان كبيرًا في السن حينذاك الصمود أمام الفرس الذين بقوا في العراق حتى الفتح الإسلامي والمعلومات غير واضحة عن الحالة السياسية في تيماء بعد مغادرة الملك البابلي لها. ولكن هناك ما يشير إلى أن الفرس الأخمينيين الذين سيطروا على العراق قد حاولوا السيطرة على شمالي الجزيرة العربية وتيماء على وجه الخصوص، وذلك من خلال الحملة العسكرية التي قادها سيروس (Siros) عام 539ق.م عقب احتلالهم بابل، في محاولة للاستيلاء على تيماء، ويبدو أن تيماء وما يليها من شمال الجزيرة العربية أو ما يسمى حاليًا بمنطقة تبوك، قد وقعت تحت الهيمنة الفارسية دون أن يكون هناك احتلال مباشر، ومما يؤكد ذلك قيام القبائل العربية في منطقة تبوك وخصوصًا في أرض مدين، بمساعدة الفرس في حملتهم العسكرية على مصر  
 
- حكم الأنباط:
 
الأنباط عرب، فأسماؤهم عربية، ومعبوداتهم عربية، ولغتهم عربية تشوبها رطانة آرامية؛ بسبب تأثرهم بالحضارة والثقافة الآرامية الشائعة في سوريا، واستخدامهم الخط الآرامي في كتابة لغتهم العربية، ومن أسمائهم: مالك، الحارث، قصي، تيم اللات. ومن معبوداتهم: ذو الشرى، اللات، مناة. وكانوا في بداية حياتهم - فيما يغلب على الظن - ممن يعيشون تحت حكم الآدوميين ضمن القبائل العربية الأخرى جنوبي الأردن، وشمال غربي الجزيرة العربية (منطقة تبوك)، وكانوا يعملون في خدمة القوافل التجارية المحملة بالبخور والتوابل، وعندما ضعف الأدوميون، وانهارت دولتهم، حلَّ الأنباط محلهم في حكم مدينة البتراء التي كانت تُعرف بالرقيم وسلع أي: المدينة الصخرية، وقد سماها الإغريق بتراء، وما زالت تُعرف بهذا الاسم. وكان أول ظهور لقوة الأنباط عام 312ق.م عندما غزا السلوقيون حكام دمشق، عاصمتهم البتراء وهم في غفلة من أمرهم، ونهبوا ما استطاعوا نهبه من بخور وتوابل وفضة، ما يؤكد اشتغال الأنباط بهذه التجارة الرابحة، ولكن الأنباط ساروا في أثر السلوقيين بعد أن أفاقوا من غفلتهم، وحينما حط السلوقيون رحالهم للاستراحة في طريق عودتهم، فاجأهم الأنباط وأبادوهم ولم تنجُ إلا القلة القليلة، ممن لاذ بالفرار  
 
وقد ظهرت للأنباط دولة منظمة وذات قوة مؤثرة في مسرح الأحداث التاريخية في القرن الثاني قبل الميلاد، وبلغوا أوج قوتهم عام 85ق.م عندما تمكن ملكهم الحارث الثالث من الاستيلاء على دمشق. ولا تُعرف الفترة التي توسعوا فيها جنوبًا؛ حيث سيطروا على مسالك الطرق التجارية، ولا بد أن ذلك كان في وقت مبكر. فقد شملت مملكة الأنباط معظم منطقة تبوك ووادي السرحان، وتوغلوا جنوبًا حتى وصلوا إلى مدينة الحجر في أرض اللحيانيين؛ حيث تمكنوا من القضاء على مملكة لحيان بعدما حاصروها، وقطعوا كل اتصالٍ لها مع موانئ البحر الأحمر في منطقة تبوك  ،  بعدما سيطر الأنباط على أرض مدين في فترةٍ مبكرة. وكان اللحيانيون - فيما يبدو - قد بسطوا سيطرتهم على سواحل البحر الأحمر الشمالية في منطقة تبوك، ويؤيد ذلك أن خليج العقبة كان معروفًا عند الكُتَّاب الكلاسيكيين، منذ وقت مبكر من أيام أغاثرشايدز (Agatharchides)، بالخليج اللحياني  ،  كما قام الأنباط كذلك بقطع كل اتصال للحيان مع مدينة تيماء (الجناح الشرقي لمنطقة تبوك)، بعدما سيطروا على الحجر (مدائن صالح) التي يتفرع منها طريق برّي تسلكه القوافل التجارية بعد مغادرتها ديدان (العلا) إلى تيماء ثم إلى بابل. وأخيرًا حوَّل الأنباط الطريق التجاري الرئيس ليمر على بعد 15كم تقريبًا شرق العاصمة اللحيانية ديدان لحرمانها من أهم مواردها المالية؛ ما أدى إلى انكماشها، وهجرها وتحولها إلى خرائب.
 
أما تيماء فالمعلومات المتوافرة حتى الآن لا تؤكد انضواءها تحت سيطرة الأنباط، مع أن التوسع النبطي قد امتد ليشمل معظم أجزاء منطقة تبوك، وكانت مدينة مدين (بلدة البدع الحالية) والمدينة التي كانت تقوم في الموقع المعروف اليوم بقريَّة، من كبريات مدنهم في هذه المنطقة، وتعد الحِجْر (مدائن صالح) الواقعة على درب البخور خارج منطقة تبوك على بعد ما يقارب 225كم جنوب مدينة تبوك، المدينة الثانية بعد البتراء العاصمة، في حين كان ميناء لوكي كومي (Leuke Kume) المشهور في العصرين اليوناني والروماني، من أهم الموانئ التجارية النبطية على البحر الأحمر في منطقة تبوك، واسمه يعني (المدينة البيضاء). وحاليًا لا يعرف مكان هذه المدينة، ولكن يرجح أن تكون في موضع قرية عينونة الحالية  الواقعة بين ميناء ضباء جنوبًا وواحة البدع شمالاً  .  ويذكر جواد علي أن الساحل الشمالي الغربي لجزيرة العرب وأعالي الحجاز، كان يقع تحت سيطرة حكومة الأنباط، غير أنها كانت تخضع لنفوذ البطالمة. وقد تأثرت مصالح الأنباط كثيرًا بتدخل دولة البطالمة في أمور البحر الذين وضعوا حاميات يونانية في أمكنة متعددة من الساحل لحماية سفنهم التي كانت تحمل البضائع من الهند وإفريقية وجنوبي الجزيرة العربية  .  والواقع أن البطالمة في مصر كانوا على علاقة ممتازة مع اللحيانيين في ديدان (العلا) قبل التوسع النبطي، وكانت التجارة مع مصر تتجه من ديدان إلى ميناء على البحر الأحمر؛ ربما هو ميناء أكرا الواقع حاليًا في منطقة تبوك على بعد 45كم جنوب الوجه. ذكر أحد الباحثين: "أنه عثر على بقايا مستوطنة ساحلية يعود تاريخها إلى العصر النبطي تتصل بميناء كركمة، ويعتقد أنه ميناء أكرا كومي النبطي الذي كان ميناءً لمدينة الحجر حسب ما جاء في المصادر الكلاسيكية التي تحدثت عن شمال غرب الجزيرة العربية في القرن الأول قبل الميلاد، ومن هذا الميناء عادت الحملة الرومانية إلى مصر"  .  وكانت الإمبراطورية الرومانية في عهد أغسطس أوكتافيوس الذي دانت له معظم بلاد الشرق الأدنى القديم، قد طمعت في السيطرة على ثروات بلاد العرب، فكلفت واليها على مصر آليوس جالوس عام 25-24 ق.م بمهمة احتلال جنوبي الجزيرة العربية للسيطرة على تجارة البخور والتوابل، وقد وقع عبء مساعدة الرومان في هذه المهمة على مملكة الأنباط التي كانت آنذاك تسيطر على سواحل منطقة تبوك، فنـزلت الحملة الرومانية في ميناء لوكي كومي (Leuke Kume) (عينونة) في أرض الأنباط، فكلف عبادة الثالث ملك الأنباط وزيره سيلايوس (صالح) (Syllaeus) بمرافقة الحملة الرومانية إلى جنوبي الجزيرة العربية مستشارًا ومرشدًا لها في مسالك الطرق البرية، وذلك في عام 25ق.م وقد عد الباحثون العرب أن اسم سيلايوس (Syllaeus) هذا كما ذكره الكاتب الروماني سترابون، محرفٌ عن اسم صالح بيد أن هذه الحملة العسكرية قد فشلت مع أنها تمكنت من الوصول إلى منطقة الجوف في اليمن.
 
ولم تقتصر أهمية هذا الميناء على استقباله الحملة الرومانية الفاشلة على جنوبي الجزيرة العربية، بل كان من أهم الموانئ التجارية وأكبرها في المنطقة المعروفة حاليًا بمنطقة تبوك, فقد كانت تنقل منه البضائع التجارية الواردة بطريق البحر إلى أرض الأنباط، وتنقلها القوافل إلى البتراء وإلى بلاد الشام، كما تصدر منه البضائع العربية إلى مصر، فهو كما ذكر أحد الباحثين ميناء مهم في هذه المنطقة لتصدير البضائع واستيرادها  .  وقد أكدت الوثائق المصرية القديمة، سواء تلك التي تعود إلى العصر البطلمي، أو التي تعود إلى العصر الروماني، قيام العرب، قبائل وأفرادًا، بممارسة التجارة مع مصر، ونتيجةً لذلك يبدو أن جالياتٍ عربية قد استقرت في الأراضي المصرية الواقعة بين نهر النيل والبحر الأحمر، حسب ما يفهم من الكتابات الكلاسيكية  
 
شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook