فترة الممالك العربية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
فترة الممالك العربية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

فترة الممالك العربية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
يمكن تقسم فترة الممالك العربية، وهي أبرز الفترات التاريخية في عصر ما قبل الإسلام بالجزيرة العربية إلى ثلاث فترات: فترة الممالك العربية المبكرة، وفترة الممالك العربية الوسيطة، وفترة الممالك العربية المتأخرة. وتتوافر معلومات أكثر عن الحضارات والممالك التي شهدتها منطقة تبوك خلال فترة الممالك العربية، كما توجد بالمنطقة مواقع ومواد أثرية كثيرة ترجع إلى تلك الفترة.
 

فترة الممالك العربية المبكرة

 
1 - المَدْيَنيون:
 
شهدت المنطقة خلال تلك الفترة قيام مملكة مدين: إحدى الممالك العربية المبكرة التي تعود بتاريخها إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وكانت واحات تبوك وتيماء والبدع والعيينة أهم مراكز الحضارة المَدْيَنية في منطقة تبوك، وترتبط هذه الحضارة بنبي الله شعيب - عليه السلام - الذي أرسله الله إلى أهل مدين. وقد ذكر القرآن الكريم أهل مدين وفصّل بعض أخبارهم في مجالات التجارة، وتحدث عن عقيدتهم الوثنية وعدم تصديقهم لنبيهم، وما آلت إليه حالهم. كما تذكر المصادر الأخرى، مثل: التوراة شيئًا من نشاطهم وعلاقتهم ببني إسرائيل. وأرض مدين تشمل منطقة جغرافية واسعة تغطي بالإضافة إلى منطقة تبوك جنوب البحر الميت وخليج العقبة وصحراء النقب وشبه جزيرة سيناء. وقد حقق أهل مدين رصيدًا حضاريًا متنوعًا في مجالات بناء المدن وأنظمة الري وتشييد القنوات والسدود، وبناء الأسوار والحصون وصناعة الفخار وتزيينه بالزخارف البديعة، واستخراج المعادن؛ وبخاصة النحاس. ويمتد تاريخ أهل مدين مدة تزيد على ثلاثة قرون  .  ويتحدث القرآن الكريم أيضًا عن أصحاب الرس وأصحاب الأيكة بوصفهم أقوامًا عاشوا في المنطقة وكذبوا الرسل وحل بهم العذاب.
 
2 - الأدوميون (الجذاميون):
 
ازدهرت في أجزاء من منطقة تبوك وماجاورها خلال الفترة الممتدة بين القرن الثاني عشر والقرن السابع قبل الميلاد حضارة الأدوميين ومملكتهم، ويطلق عليهم بعض الباحثين اسم الجذاميين نسبة إلى قبيلة جذام التي كانت تسكن كل المنطقة التي ازدهرت فيها الحضارة الأدومية  ،  وإلى جذام يرجع أيضًا نسب قبائل بني عطية والحويطات الذين يشكلون غالبية سكان منطقة تبوك وجنوب الأردن في الوقت الحاضر. وقد بسط الأدوميون نفوذهم على الصحراء الأردنية وشبه جزيرة سيناء وأجزاء من فلسطين وربما أيضًا منطقة الجوف في شمال المملكة العربية السعودية حيث موقع أدوماتو الشهير (دومة الجندل)، ويبدو أنهم ورثوا الأراضي التي كانت تشكلت منها مملكة مدين، كما يبدو بأن هناك حلقة نسب بين المدينيين والأدوميين (والجذاميين)، وأنهم يشكلون مجموعة بشرية واحدة ترجع إلى أصل واحد، وقد استمرت في منطقة تبوك وما جاورها دون انقطاع منذ الألف الثاني قبل الميلاد حتى الوقت الحاضر.
 
3 - النفوذ الآشوري بتيماء وما حولها:
 
تيماء وهي إحدى المحافظات بمنطقة تبوك كانت لها شهرة تاريخية كبيرة منذ أيام الملك الآشوري تجلات بلاسر الثالث 745 - 727 ق.م الذي ذكر أنه تلقى الجزية من أهالي تيماء ومن غيرهم من الحكام العرب في شمال الجزيرة  ،  وخلال الفترة البابلية وصفت تيماء بأنها مقر الإقامة الريفي للملك نبونيد 555 - 539ق.م آخر ملوك الإمبراطورية البابلية الثانية، حيث تشير السجلات البابلية إلى اعتزال الملك نبونيد في واحة بتيماء وقضائه عشر سنوات من حكمه فيها تاركًا الإمبراطورية البابلية في بابل في يد ابنه  ،  وكان قبل ذلك جرد معه فرقًا عسكرية توجهت إلى تيماء وقتلت أميرها وشيدت له قصرًا يشبه قصره الذي ببابل، وعندما أقام بها بنى سورًا لتحصين المدينة. ويبدو أن نبونيد وسع نفوذه بالمنطقة خلال فترة إقامته بتيماء حيث يشير نص مسماري عُثر عليه في حران إلى أن نبونيد مر بعدة مدن جنوب تيماء حتى وصل يثرب  ،  كما عثر في الآونة الأخيرة حول تيماء على نقوش محلية فيها إشارة إلى اسم نبونيد وكذلك رسم صخري لفارس في زي بابلي يركب جوادًا في حالة عدوٍ، وإلى جواره نقش بالخط الثمودي يرد فيه اسم ملك بابل  .  إن الوجود الآشوري والبابلي في تيماء وما حولها كان للسيطرة على الطرق الرئيسة للتجارة والطرق الموصلة بين الإمبراطوريتين البابلية والمصرية، وذلك بالنظر إلى الموقع الإستراتيجي المهم لتيماء في تلك الفترة
شارك المقالة:
57 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook