فحص السرطان المبكر

الكاتب: وسام ونوس -
فحص السرطان المبكر

 

 

فحص السرطان المبكر

 

يُوفِّر تشخيص السرطان المبكِّر في مراحله الأوليَّة الفرصة الأكبر للعلاج، ومن المهم التحدُّث مع الطبيب عن أنواع فحوصات الكشف (بالإنجليزية: Screening tests) عن السرطان المناسبة للشخص، إذ تشير الدراسات إلى أنَّ فحوصات الكشف تساعد على إنقاذ حياة المصاب في بعض أنواع السرطان، بينما يوصى بإجراء هذه الفحوصات لاكتشاف أنواع أخرى من السرطان للأشخاص الذين يرتفع لديهم خطر الإصابة به] ومن الجدير بالذكر أنَّ مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) واختصاراً CDC تدعم فحوصات الكشف عن سرطان الثدي، وسرطان عنق الرحم، وسرطان القولون، وسرطان الرئة وذلك بناءً على توصيات فرقة الخدمات الوقائيَّة الأمريكيَّة (بالإنجليزية: U.S. Preventive Services Task Force)، وفيما يأتي ذكر للفحوصات الموصى بها حسب نوع السرطان:

  • سرطان الثدي: (بالإنجليزية: Breast Cancer) يُعدُّ تصوير الثدي الشعاعي (بالإنجليزية: Mammograms) أفضل طريقة للكشف المبكِّر عن سرطان الثدي، وحينها يكون العلاج أسهل.
  • سرطان عنق الرحم: (بالإنجليزية: Cervical Cancer) يساعد فحص مسحة عنق الرحم أو ما اسمه فحص بابانيكولا (بالإنجليزية: Pap test) على الكشف عن وجود خلايا غير طبيعيَّة في عنق الرحم، والتي من الممكن أن تتحوَّل إلى خلايا سرطانيَّة، كما يساعد إجراء فحص فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: human papillomavirus) واختصاراً HPV على الكشف عن وجود الفيروس الذي قد يتسبَّب بإحداث تغيُّرات في الخلايا.
  • سرطان القولون: ينشأ سرطان القولون أو كما يُسمَّى أيضاً سرطان القولون والمستقيم (بالإنجليزية: Colorectal Cancer) من كتلة غير سرطانيَّة -حميدة- داخل القولون أو المستقيم، ويساعد إجراء الفحوصات على إيجاد هذه الكتل غير الطبيعيَّة وإزالتها قبل تحوُّلها إلى سرطان، وهذا بالطبع إلى جانب إمكانيَّة الكشف عن السرطان في مراحله المبكِّرة، وحينها يكون علاجه أفضل.
  • سرطان الرئة: (بالإنجليزية: Lung Cancer) يُنصَح بإجراء فحص سنوي لسرطان الرئة بجرعة منخفضة من التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Low-dose computed tomography) واختصاراً LDCT للأشخاص الذين لديهم تاريخ من التدخين بشراهة وما زالوا يدخِّنون، أو في حال إقلاعهم عن التدخين خلال الـ 15 عاماً الماضية وتتراوح أعمارهم بين 55-80 عاماً.

 

تشخيص مرض السرطان

يجب على الطبيب عند إشارة فحوصات الكشف إلى الإصابة بالسرطان، أو ظهور الأعراض الدالَّة على الإصابة به معرفة إن كان هذا بسبب وجود السرطان فعلاً أو لأسباب أخرى، وقد يبدأ الطبيب بسؤال الشخص عن حياته الشخصيَّة وعن التاريخ المرضي لعائلته إلى جانب إجراء الفحص الجسدي (بالإنجليزية: Physical exam)، كما يطلب إجراء العديد من الفحوصات المخبريَّة وفحوصات التصوير وغيرها من الاختبارات، وقد تكون هناك حاجة لإجراء الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) والتي عادةً ما تكون الوسيلة الوحيدة لتأكيد الإصابة بالسرطان.

 

الفحص الجسدي

يتفحَّص الطبيب الجسم للبحث عن كتل قد تدلُّ على وجود ورم ما، بالإضافة إلى ذلك يبحث الطبيب خلال إجراء الفحص الجسدي عن أيَّة أمور غير طبيعيَّة مثل تغيُّر لون الجلد أو تضخُّم عضو ما، والتي قد تدلُّ على الإصابة بالسرطان.

 

الفحوصات المخبرية

يطلب الطبيب عيِّنات من الدم والبول والبلغم، وغيرها من سوائل الجسم للتحقُّق من وجود مركَّبات تطلقها الخلايا السرطانيَّة في الدم، ولكن يجب التنويه إلى أنَّ الفحوصات المخبريَّة نادراً ما تكون الوسيلة الأوليَّة للكشف عن السرطان، حيث تكمن أهميَّتها في استبعاد أمراض ومشاكل أخرى إلى جانب تأكيد التشخيص،ومن المركَّبات التي تقيسها الفحوصات المخبريَّة سكَّر الدم والإلكتروليتات والإنزيمات والهرمونات والدهون والبروتينات وغيرها من المواد الأيضيَّة، وتضمُّ أكثر الفحوصات المخبريَّة شيوعاً ما يأتي:

  • فحوصات الدم الكامل.
  • تعداد الدم الكامل (بالإنجليزية: Complete blood count) واختصاراً CBC.
  • تحليل البول (بالإنجليزية: Urinalysis).
  • الواسمات الورميَّة (بالإنجليزية: Tumor markers).


تطلق الأنسجة المصابة بالسرطان الواسمات الورميَّة إلى الدم، وبالتالي فإنَّ الكشف عن وجودها قد يفيد في الكشف عن الإصابة بمرض السرطان أو تكرار الإصابة به عن طريق معرفة تراكيزها في الدم، إذ تختلف أرقام الواسمات الورميَّة بناءً على نشاط السرطان في الدم، ومن المهم التنبيه إلى أنَّ حساسيَّة ودقَّة هذه الواسمات قد تتباين، فقد لا تدلُّ الزيادة في تراكيزها دائماً على وجود السرطان، كما أنَّه من الممكن عدم إيجادها لدى مرضى السرطان، ومن أمثلة الواسمات الورميَّة مستضدُّ البروستاتا النوعي (بالإنجليزية: Prostate-specific antigen) واختصاراً PSA الذي يدلُّ على الإصابة بسرطان البروستاتا، ومستضدُّ السرطان 15.3 (بالإنجليزية Cancer antigen 15.3) لسرطان الثدي.

 

فحوصات التصوير

تساعد فحوصات التصوير الطبيب على رؤية ما هو داخل الجسم والبحث عن الكتل أو السرطان إن وُجِد، وفيما يأتي ذكر بعض من فحوصات التصوير الشائعة:

  • التصوير المقطعي المحوسب: تُلتقط في هذا الفحص صور مفصَّلة لأعضاء الجسم باستخدام الأشعَّة السينيَّة التي يطلق عليها أيضاً اسم أشعَّة إكس (بالإنجليزية: X-ray) المتَّصلة بجهاز كمبيوتر، ومن الممكن الاستعانة ببعض الأصباغ التي تُحقن عن طريق القسطرة الوريديَّة، أو قد يُستعان بالمواد المتباينة التي تدخل الجسم عن طريق الفم أو الشرج بهدف مساعدة الطبيب على رؤية مواقع معيَّنة من الجسم بشكل أفضل.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتيَّة: (بالإنجليزية: Ultrasound) يستخدم هذا النوع من الموجات لتصوير أجزاء من الجسم.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging) واختصاراً MRI، ويستخدم فيه مجال مغناطيسي قوي وجهاز كمبيوتر لالتقاط صور لداخل الجسم، وقد تُحقن صبغة خاصَّة مباشرة في الدم قبل أو أثناء إجراء التصوير لتجعل الأورام تظهر بشكل أوضح في الصور.
  • الفحص النووي: (بالإنجليزية: Nuclear scan) تُحقن في هذا الفحص مادة مشعَّة تتجمَّع داخل أعضاء وعظام معيَّنة من الجسم، ويقوم ماسح ضوئي بتحديد وقياس النشاط الإشعاعي وإنشاء صور لأعضاء الجسم على شاشة كمبيوتر أو في فيلم خاص.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET scan، وهو من أمثلة الفحوصات النوويَّة ومن أكثر أنواعه شيوعاً فحص FDG PET، والذي يستخدم نوعاً خاصاً من السكَّر المشعِّ، إذ يذهب السكَّر إلى أجزاء الجسم الأكثر استهلاكاً للطاقة بما فيها الدماغ والقلب والخلايا سريعة النمو مثل تلك الموجودة في الأورام، وهذا بدوره يساعد على معرفة إن كان الورم قد انتقللى مكان آخر في الجسم أم لا.
  • الأشعَّة السينيَّة: تساعد الأشعَّة السينيَّة منخفضة الجرعة على التقاط صور لداخل الجسم.
  • التنظير الداخلي: (بالإنجليزية: Endoscopy)، يُدخل في هذا الفحص أنبوب رقيق ومرن مع كاميرا موجودة على نهايته لداخل الجسم بشكل يسمح للطبيب برؤية الأجزاء المشتبه بها، وتوجد العديد من أنواع المناظير التي تستخدم لرؤية أجزاء محدَّدة من الجسم، فعلى سبيل المثال يُستخدم منظار القولون (بالإنجليزية: Colonoscope) لرؤية القولون، بينما يُستخدم منظار البطن (بالإنجليزية: Laparoscope) للرؤية داخل البطن، وهكذا.

 

الخزعة

تُعدُّ الخزعة الوسيلة الوحيدة لتأكيد تشخيص الإصابة بالسرطان في أغلب الحالات، وفيها يجمع الطبيب عيِّنات من الخلايا ليفحصها في المختبر، وتتنوَّع الطرق الموجودة لأخذ هذه العيِّنات، إذ تعتمد الطريقة المُتَّبعة على مكان السرطان ونوعه، وبعد ذلك يفحص الخلايا باستخدام المجهر فتظهر الخلايا الطبيعيَّة بأحجام متقاربة وموحَّدة ومنظَّمة، بينما تظهر الخلايا السرطانيَّة أقلَّ تنظيماً مع تباين في الأحجام، وفيما يأتي الأنواع والطرق المختلفة للخزعة:

  • الخزعة المُوجهَّة بالتصوير: (بالإنجليزية: Image-guided biopsy)، يستخدم الطبيب هذه الطريقة عند عدم تمكُّنه من الإحساس بمكان الورم، أو إن كان مكان الورم عميقاً، وفيها يوجِّه الطبيب إبرة بالاستعانة بإحدى تقنيات التصوير، مثل: التصوير بالموجات فوق الصوتيَّة، أو الكشف الفلوري (بالإنجليزية: Fluoroscopy)، أو التصوير المقعطي المحوسب، أو الأشعَّة السينيَّة، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، ويتم اختيار طريقة التصوير بالاعتماد على مكان الورم.
  • سحب الخلايا بالإبر الرفيعة: (بالإنجليزية: Fine needle aspiration biopsy)، تُستخدم خلال هذه الطريقة إبرة رفيعة جدّاً مجوَّفة من الداخل ومتَّصلة بحقنة لشفط الخلايا، ويستعين الطبيب بهذه الطريقة عند قدرته على الإحساس بالكتلة عن طريق الجلد، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الطريقة تُعدُّ أقلَّ إيلاماً.
  • الخزعة الداخليَّة بالإبرة: (بالإنجليزية: Core needle biopsy) يتم في هذه الطريقة إدخال إبرة حجمها كبير نوعاً ما لأخذ كميَّة كبيرة من النسيج.
  • الخزعة بالتفريغ الهوائي: (بالإنجليزية: Vacuum-assisted biopsy)، يُستخدم في هذا الإجراء جهاز لجمع العيِّنة عن طريق إبرة مصمَّمة بشكل خاص، ويستعين الطبيب بهذه الطريقة لجمع كميَّات كبيرة أو عيِّنات متعدِّدة من نفس مكان الخزعة.
  • الخزعة الاستئصاليَّة: (بالإنجليزية: Excisional biopsy)، يستأصل الطبيب خلال هذا الإجراء كل المنطقة المشكوك بها، ويشيع استخدامها للتغيُّرات المشتبه بها على الجلد، وقد تُستخدم في بعض الأحيان لإزالة الكتل الصغيرة سهلة الاستئصال تحت الجلد.
  • خزعة الحلاقة: (بالإنجليزية: Shave biopsy) يستخدم الطبيب في هذه الإجراء أداة حادَّة لكشط النسيج من على سطح الجلد.
  • الخزعة بالمقراض: (بالإنجليزية: Punch biopsy)، يدخل الطبيب أداة دائريَّة حادَّة لأخذ عيِّنة أسفل سطح الجلد.
  • الخزعة بالمنظار: (بالإنجليزية: Endoscopic biopsy) يُستخدم في هذا الإجراء أنبوب منظار مرن ومضاء مزود بكاميرا لأخذ عيِّنات صغيرة باستخدام ملقط والذي هو جزء من المنظار.
  • خزعة منظار البطن: (بالإنجليزية: Laparoscopic biopsy) بشكل مشابه للخزعة بالمنظار يُستخدم أنبوب مُزوَّد بكاميرا فيديو إلى البطن عن طريق شقٍّ صغير، ويستطيع الطبيب بعدها استخدام إبرة لأخذ عيِّنة من النسيج المطلوب.
  • شفط النخاع العظمي وخزعة نخاع العظم: (بالإنجليزية: Bone marrow aspiration and biopsy)، يشبه هذان الإجراءان بعضهما بعضاً حتى أنَّ الأطباء عادة ما يقومون بهما في نفس الوقت، فنخاع العظم يحتوي على قسم سائل وقسم صلب ولذلك يتم شفط عيِّنة من السائل عن طريق إبرة إلى جانب أخذ عيِّنة صغيرة من النسيج الصلب باستخدام إبرة أيضاً.
  • خزعة السائل: (بالإنجليزية: Liquid biopsy) تُسحب في هذا الإجراء عيِّنة من الدم بالشكل الروتيني لتحليلها بشكل خاص، وما يُميِّز هذه الطريقة عند مقارنتها مع خزعة النسيج أنَّها تشكِّل خطراً أقلَّ على المريض، كما يمكن للطبييب إجراؤها عدَّة مرَّات وبسهولة.

 

ما بعد تشخيص السرطان

بعد تأكيد الفحوصات المختلفة والخزعة الإصابة بالسرطان يتوجب على المريض أحياناً إجراء فحوصات أخرى لمساعدة الطبيب على وضع خطَّة العلاج، كما أنَّه من المهم لتحديد العلاج الأفضل تحديد مرحلة من مراحل السرطان ودرجة الورم ومجموعة المخاطر التي يقع فيها المريض، وقد يجري الطبيب المزيد من الفحوصات للورم بحثاً عن أورام أخرى أو أيَّة علامات جينيَّة (بالإنجليزية: Genetic markers)،وقد تتضمَّن اختبارات تحديد المرحلة فحوصات التصوير، مثل فحوصات العظام أو الأشعَّة السينيَّة لمعرفة ما إذا كان الورم السرطاني قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وبشكل عام يُشار إلى مراحل السرطان باستخدام أرقام رومانيَّة بدءاً من I أي المرحلة الأولى إلى IV أي المرحلة الرابعة، وتشير الأرقام المرتفعة إلى الإصابة بالسرطان بمرحلة متقدِّمة، وقد يُشار إلى مرحلة السرطان في بعض الحالات باستخدام حروف أو كلمات.

 

 

شارك المقالة:
67 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook