تأمل قول الله تعالى عن الشهداء وقد عاينوا ما اعَدَّهُ اللهُ لهم من الرزقِ والنعيمِ في الجنَّةِ قال: ? فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ... ?، بمثل هذا يكون الفرح، بثواب الطاعات، ورفعة الدرجات، والنعيم المقيم في الجنة. وحق لهم أن يفرحوا، وقد رضي الله تعالى عنهم، وأنزلهم خير المنازل، وأكرمهم بخير كرامة، وهو فرح لا يقارَن بأي فرح في الدنيا، فلو مات أحد فرحًا لماتوا فرحًا!
أما ما يتوهَّمه أهل الشهوات من الفرح بالملذات في الدنيا، فهو من الأشر والبطر، وليس من الفرح في شيء، وما يتوهمونه فرحًا سينقلب يوم القيامة عليهم حسرة وندامة، حتى يعذبوا به؛ ? ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ?[2].
وَمن أسبابِ فرحهم أنهم يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ تركوهم في الدنيا على سبيلهم ولَمْ يَلْحَقُوا بهم، وأن مآلهم سيكون كمآلاهم، وأنهم سيدخلون مدخلهم، ويفوزون بمثل كرامتهم، فيقول أحدهم لله تعالى: فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، ليبذلوا أرواحهم لله تعالى، فإن الثمنَ عظيمٌ.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.