فرص الاستثمار في الصناعات المعدنية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
فرص الاستثمار في الصناعات المعدنية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

فرص الاستثمار في الصناعات المعدنية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
توجد معظم الرواسب المعدنية في الدرع العربي، الذي يقع بالقسم الغربي من المملكة، ويمتد على طول الساحل حتى جنوبها. وتقع مدينة ينبع الصناعية في منتصف هذا الدرع على ساحل البحر الأحمر ما يجعلها موقعًا مثاليًا لتطوير الصناعات المعدنية التي تعتمد على الخامات التي تزخر بها أرض منطقة المدينة، من أهمها الذهب والفضة والنحاس وخام التنجستين والمغنسيوم والكروم والقصدير والأسبستوس والفلوريت والفلسبار والتلك والرمل الزجاجي خلاف خامات مواد البناء؛ ولهذا تمتلك المنطقة مستقبلاً كبيرًا في الصناعات المعدنية، إذ تم طرح عدد من المشروعات الصناعية التحويلية والدقيقة لتشغيل واستخلاص هذه المواد. ويجب أن تستهدف خطة المشروعات الاستثمارية في مجال الصناعات الثقيلة والمتوسطة المعتمدة على الخامات المعدنية عدم الوقوف عند حد الاستخلاص للخامات بل تتعدى ذلك إلى مستوى التشغيل. وتعد مشروعات الصناعات الثقيلة والمتوسطة من المشروعات الكبيرة والمتوسطة التي تحتاج إلى مشاركة بين المستثمرين الوطنيين والأجانب لنقل الخبرة التقنية في هذا المجال، وأن هذه الصناعات من أهم عناصر التنمية التي ستساعد على دفع عجلة التنمية في المنطقة في القطاعات الأخرى، وبما أن معظم مواقع التعدين في المملكة تكون بعيدة عن المدن الرئيسة فإن انطلاق أعمال التعدين فيها يشكل قواعد اقتصادية لهذه المواقع، ويخلق فرصًا ممتازة لتطورها ونموها. وعند تطوير تلك المواقع فإن القرى القريبة منها ستشهد تطورًا مماثلاً، إذ إن تنمية تلك المواقع ستحتاج إلى خدمات مساندة يفترض أن تقدم من قبل القرى المجاورة  . 
 
كما أن صناعة التعدين يفترض أن يكون لها دور واضح في توفير فرص العمل، قياسًا على صناعة البترول التي نجحت نجاحًا واضحًا في تشغيل اليد العاملة الوطنية وصناعة التعدين تعد نشاطًا مماثلاً، كما أن توفير تلك المعادن المختلفة للسوق المحلية التي يحتاج إليها عدد من الصناعات المحلية سوف يكون له دور واضح في تعزيز الوضع التنافسي العالمي لتلك الصناعات المحلية التي تحتاج إلى تلك الخامات بوصفها مدخلات في الإنتاج، وهذا له أثر واضح على تحسين ميزان المدفوعات الخارجي.
 
وتعد مدينة ينبع الصناعية الواقعة في منتصف الدرع العربي على ساحل البحر الأحمر موقعًا مثاليًا لتطوير الصناعات المعدنية التي تعتمد على الخامات الآتية المتوافرة بالمنطقة وهي:
 
 النحاس: تتوافر رواسب خام النحاس  في عدة أمكنة من الدرع العربي، ويتركز معظم هذه الرواسب في جبل سعيد على بعد نحو 250كم شرق ينبع. وقد أظهرت الاكتشافات الأولية جدوى استخراج النحاس من هذه الرواسب.
 
 خام الحديد: أثبتت الحفريات وجود ترسبات خام الحديد شمال وادي الصواوين، ومن خلال العمليات التجريبية، باستخدام طريقة دمج الترسبات وتركيز الخام المعدني بالتعويم تم الحصول على كريات من الخام ذات نوعية ممتازة.
 
 الفوسفات: تعد خامات الفوسفات الموجودة في مدينة طريف الواقعة شمال المملكة، امتدادًا لرواسب الفوسفات الموجودة في الأردن. وقد تم البحث والاستكشاف بعمل حفريات مكثفة لتقييم كميات الفوسفات الموجودة، ووجد أن ريف والجلاميد تحتوي على ما حجمه 400 مليون طن من الفوسفات.
 
 الجبس: تم اكتشاف الجبس في حيز مقنا في شمال شريط الدرع العربي، وقد وجد أن هذه الأمكنة تحتوي على 33 مليون طن من الجبس الممتاز الذي يستعمل للأغراض الصناعية والطبية، وتوجد غرب ينبع ترسبات أكبر حجمًا يمكن استثمارها اقتصاديًا.
 
 الذهب: توجد كميات وافرة من رواسب الذهب في عددٍ من الأمكنة وأهمها مهد الذهب والصخيبرات حيث تجري عمليات استخراج هذا المعدن الثمين.
 
 معادن أخرى: متعددة يمكن استغلالها تجاريًا تشمل الكاولين والحجر الجيري والرخام والجرانيت والمغنسيت والسليكا والزنك  
 
وهناك عددٌ من الصناعات التي يمكن تطويرها في المنطقة لاستغلال هذه الرواسب المعدنية. ففي مجال التعدين يمكن أن تركز عملية التطوير في مراحلها الأولى على صناعة المنتجات النهائية مثل الأنابيب، الأسلاك والصفائح على أساس استيراد اللقيم من الخارج، وعندما يزيد الطلب على هذه المنتجات، ويتم استغلال الاحتياطي المعدني، فيمكن للمستثمر أن يقوم بإنشاء الصناعات التي تستغل هذه المعادن، مثل ورش تشكيل النحاس ومعامل تنقية النحاس، وتطوير صناعة صهر النحاس. ومن المنتجات الصناعية المعدنية، والمنتجات الاستهلاكية التي يمكن تصنيعها من هذه المعادن: الصناعات الخفيفة، إذ تعد الصناعات المنتجة للمنتجات النهائية مستقبلاً منظورًا للاستثمار الصناعي من قبل القطاع الخاص، إذ يتم تحويل المنتجات البتروكيميائية والمعدنية من الصناعات الأساسية والثانوية إلى صناعات وسيطة، ومواد استهلاكية مفيدة. وتتدرج هذه الصناعات من مستويات عالية التقنية مثل تصنيع الألواح الشمسية، إلى مستويات تقليدية مثل إنتاج الدهانات وصب المعادن. وقد كان نشاط عملية التصنيع للصناعات الخفيفة يتركز على إنتاج مواد البناء مثل الخرسانة وبعض المستلزمات الإنشائية، ثم انتقلت بعد ذلك إلى المنتجات ذات الصلة بالصناعات والمنطقة السكنية مثل إنتاج المواد الكيميائية الصناعية وتصنيع الفولاذ وتكرير الزيوت الصالحة للأكل وصناعة الأثاث 
 
شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook