• فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد، فأكثروا الدعاء.
السجود سبب في تكفير الخطيئات وكتب الحسنات ورفع الدرجات:
• فقد أخرج الإمام أحمد في حديث طويل عن أبي ذر رضي الله عنه، وفيه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سجد لله سجدةً كتب الله له بها حسنة، وحط عنه بها خطيئة، ورفع له بها درجة....؛ الحديث؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 392)، وفي رواية: من ركع ركعة، أو سجد سجدة، رفع الله له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة.
• وأخرج الإمام مسلم عن معدان بن أبي طلحة قال: لقيت ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة، أو قال: قلت: بأحب الأعمال إلى الله تعالى، فسكت، ثم سألته فسكت، ثم سألته الثالثة، فقال: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: عليك بكثرة السجود[1]، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة.
• وأخرج الإمام أحمد عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: مرني بأمر أنقطع به، قال: اعلم أنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة؛ (السلسلة الصحيحة: 1488).
• أخرج ابن ماجه والطبراني في الكبير عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يسجد لله سجدة، إلا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، فاستكثروا من السجود[2]؛ (صحيح الجامع: 5742)، (صحيح ابن ماجه: 1271).
• وأخرج الإمام أحمد من حديث أبي فاطمة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل استقيم عليه وأعمله، قال: عليك بالسجود، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 389)، (صحيح الجامع: 1204).
• الصلاة أُتِيَ بذنوبه كلها، فوضعت على عاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه؛ (صحيح الجامع: 1671).
السجود علامة تتميز بها الأمة المحمدية دون غيرها يوم القيامة:
فقد أخرج الإمام أحمد والترمذي عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أمتي من أحد إلا أنا أعرفه يوم القيامة، قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق؟ قال: أرأيت لو دخلت صيرة[3] فيها خيلٌ دُهم[4] بُهم[5]، وفيها فرس أغر[6] مُحجل[7]، أما كنت تعرفه منها؟ قال: بلى، قال: فإن أمتى يومئذ غرر السجود، مُحجَّلون من الوضوء.
السجود سبيل لدخول الجنة:
فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله[8]، أمر بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار.
وعند الطبراني في الكبير موقوفًا على عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: إذا رأى الشيطان ابن آدم ساجدًا صاح، وقال: يا وْيلَه، يا ويل الشيطان، أمر الله ابن آدم أن يسجد وله الجنة فأطاع، وأمرني أن أسجد فعصيت فلي النار؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 1440).
كثرة السجود تجعل الإنسان في درجة عالية في الجنة ربما لا يصل إليها الكثير:
فقد أخرج الإمام مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته بوَضوئه[9] وحاجته، فقال لي: سلني، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك؟، قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود.
ورواه الطبراني، وفيه أنه قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم نهاري، فإذا كان الليل أويت إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبت عنده فلا أزال أسمعه يقول: سبحان الله سبحان الله سبحان ربي، حتى أمل أن تغلبني عيني فأنام فقال يومًا: يا ربيعة سلني فأعطيك، فقلت: انظرني حتى أنظر، وتذكرت أن الدنيا فانية منقطعة، فقلت: يا رسول الله، أسألك أن تدعو الله أن ينجيني من النار ويدخلني الجنة، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: من أمرك بهذا، قلت: ما أمرني به أحد ولكني علمت أن الدنيا فانية منقطعة وأنت من الله بالمكان الذي أنت منه، فأحببتُ أن تدعوَ الله لي، قال: إني فاعلٌ، فأعني على نفسك بكثرة السجود؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 388).
وفي مسند الإمام أحمد عن أبي فاطمة رضي الله عنه قال: قال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم:
يا أبا فاطمة، إن أردتَ أن تلقاني، فأكثِر السجود، وفي رواية مختصرة عند الإمام مسلم، وفيها: كنت أبيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال لي: سلني، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود.
[1] عليك بكثرة السجود: أي حافظ على ذلك وداوم عليه.
[2] فاستكثروا من السجود: أي أكثروا منه، والمراد: الإكثار من الصلاة المشتملة على السجود.
[3] الصيرة: حظيرة تتخذ للدواب من الحجارة وأغصان الشجر.
[4] دهم: سود، من أدهم، أي أسود.
[5] بُهم: جمع بهيم، وهو في الأصل ما لا يخالط لونه لون سواه.
[6] أغر: جمع الغرة: وأصلها بياض في وجه الفرس.
[7] محجل: أي بياض مواضع الوضوء في الأيدي والأقدام.
[8] الوَضوء: بفتح الواو هو الماء الذي يتوضأ به.
[9] يا ويله: هذا دعاء على نفسه بالويل: وهو الهلاك.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.