تعدُّ سورة ق من السور المكية، حيثُ نزلتْ على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة بعدَ سورة المرسلات، ما عدا الآية 38 فقد نزلت في المدينة المنورة كما قالَ ابن عباس وقتادة؛ وهي قولهُ تعالى: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ" وهي في الجزء السادس والعشرين، رقمها من حيثُ الترتيب في المصحف الشريف 50، عدد آياتها 45 آية، سُمِّيت بسورة ق؛ لأنَّ الله تعالى أقسم بحرف القاف في أوَّل آية من السورة، يقول تعالى: "ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيد" ، وسنبيِّنُ في هذا المقال فضل سورة ق وبعضَ ما تضمَّنته من عبرَ وأحكام.
بدأَت السورة بالإشادةِ في شأنِ القرآن الكريم وعظمته، وتحدَّثت عن تكذيبِ الكافرين للرسول -صلى الله عليه وسلم- لأنه رسولٌ منهم، قال تعالى: "بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ"وفي آياتها أيضًا استدلال على يوم البعث والنشور وما فيه من قدرة الله -عزَّ وجلَّ- وتؤكد الآيات أنَّ ذلك ليس بأعظم من بَدْء الله تعالى لخلق السموات والأرض ولم تكنْ شيئًا قبلَ ذلك. وتتميَّز سورة ق بما تضمَّنته من وعيد وتهديد للكافرين في كثير من آياتِها كما في قوله تعالى: "أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ"ن من نعيم الآخرة حيثُ لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطرَ على قلب بشر؛ كما في قوله تعالى: "لهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ
العربية
