إن من رحمة الله تعالى على عباده أن يسّر لهم مواسم للعبادات والطاعات، فكان لزاماً على المؤمن أن يتعرض لهذه النفحات لينال العطيات والهِبات، ومن هذه المواسم شهر شعبان الذي كان له خصوصية عند رسول الله، وكان يُكثِر من الصوم فيه، وتظهر فضائل صيام شهر شعبان فيما يأتي.
هناك أوقات تُرفَع فيها الأعمال إلى الله تعالى، وهي مُقَسَّمَة على النحو الآتي:
لما كان شهر شعبان شهر يغفل عنه الناس بين شهر رمضان المبارك وشهر رجب المحرم، كان صيامه يُكسِب المسلم فضيلة عبادة الله -تعالى- في وقت يغفل عنه الناس، وتظهر ميزة ذلك فيما يأتي:
إن صيام شهر شعبان يُعين على صيام رمضان ويعتبر استعداداً له للأسباب الآتية:
وهب الله -تعالى- أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- شهر شعبان كمنحة ربانية، فإن لله -سبحانه- في أيام العمر أشهراً وأياماً يمتنّ بها على عباده بعمل الطاعات، ويتفضَّل عليهم بما يعدُّه لهم من أثر تلك العبادات، فشهر شعبان بمثابة هدية من الله إلى عباده الصالحين، لا سيما أن فيه ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان، ودليل تعظيمها ومغفرة الذنوب فيها قوله صلى الله عليه وسلم: (يطَّلِعُ اللهُ تبارك وتعالى إلى خَلْقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ، فيَغفِرُ لجميعِ خَلْقِه، إلا لمشركٍ أو مُشاحنٍ)، فتعتبر هذه الليلة فرصة لكل مسلم مقصر ومخطئ أن يبدأ مع الله صفحة جديدة خالية من الذنوب والمعاصي، وفرصة لكل حاقد وحسود ومشاحن أن يُطَّهِر قلبه وصدره من هذه الأحقاد متمثلاً قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).
ولا بد من الإشارة إلى أن يوم النصف من شعبان لا يُخصّ بصيام، ولا تُخصّ ليلته بقيام، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقم بذلك على وجه الخصوص، ولم يثبت عنه ذلك، ولا عن أصحابه رضوان الله عليهم، ومعظم الأحاديث التي وردت في ليلة النصف من شعبان أحاديث ضعيفة، وموضوعة، ومكذوبة، وقد انتشرت في المجتمع المسلم بعض البِدع التي لا تصح في شهر شعبان، ومنها ما يأتي:
موسوعة موضوع